محليات

خوف مسيحي… قلق شيعي وارتياح سني

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

من الواضح أن الوجود السوري في لبنان لا يزعج المسلمين، وتحديداً السنّة في لبنان، كما يُقلق المسيحيين الذين يتصدّرون قائمة السياسيين الأكثر شراسة وعداوة للوجود السوري في لبنان، والذي مما لا شك فيه أنه يشكل خطراً على لبنان من نواحٍ عدة.

مسيحياً، يتّفق "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" والكتائب، وحتى المستقلين، على ضرورة معالجة أزمة الوجود السوري بالترحيل الفوري دون قيد أو شرط، وحتى بعض مناصري الأحزاب المسيحية راحت تعتدي على النازحين في عدة مناطق لبنانية، دون أن يصدر عن هذه الأحزاب أي تعميم يمنع هذه الظاهرة، في تأكيد لخوف المسيحيين من الوجود السوري.

لكن، وكما جرت العادة، تتراشق الأحزاب المسيحية المسؤولية عن وصول الحال إلى ما نحن عليه اليوم، بينما الواقع هو أن المسؤولية تقع على الأحزاب التي تولّت السلطة منذ اندلاع الأزمة السورية سنة 2011، دون أن نغفل أنه في عهد الرئيس ميشال عون لم يتحقّق أي إنجاز يذكر على هذا الصعيد، ولذلك، فإن تراشق المسؤولية لا يحلّ الأزمة، خصوصاً وأن الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي أبرما صفقة مع المفوضية الأوروبية كرّست الوجود السوري وأعطته الشرعية.

سنّياً، يمكن القول إن السياسيين السنّة هم الأكثر تقبّلاً للواقع الذي يفرضه الوجود السوري على طول البلاد وعرضها. وقد رحّبت القوى السنّية بمختلف توجهاتها بالصفقة المبرمة، وهي نفسها كانت قد توجهت إلى عدة مسؤولين حزبيين ووزراء ونواب بضرورة خفض سقف التصريحات المناهضة للنازحين السوريين، وأبدت رفضها واستنكارها أمام ميقاتي وبري للإعتداءات بحق السوريين، والتي انتشرت مقاطع منها على وسائل التواصل الإجتماعي.

شيعياً، لا بد من الإشارة إلى أن هناك نوعاً من القلق يسود الأوساط السياسية الشيعية من ظاهرة الوجود السوري، لكن ما يجعل الشيعة أكثر هدوءاً هو الإحراج الذي يسبّبه هذا الملف للثنائي وتحديداً "حزب الله"، وذلك، نظراً للتحالف القائم بين "الثنائي" من جهة والنظام السوري من جهة أخرى، إضافة إلى أنه في حال طالب "الثنائي" بترحيل السوريين ستخرج أصوات معارضة تحمّله مسؤولية قدوم النازحين إلى لبنان بسبب انخراط الحزب في الحرب السورية، ويبقى الأخطر بالنسبة ل"الثنائي" هو أن غالبية النازحين السوريين من الطائفة السنّية، وفي حال خروج الأمر عن السيطرة يكون هذا الملف بوابة لفتنة سنّية - شيعية في لبنان.

درزياً، وبعدما كان الحزب التقدمي الإشتراكي رأس حربة في المعركة مع النظام السوري في بداية الحرب السورية، ومن أكثر المتحمّسين لاستقبال النازحين واحتضانهم باعتبارهم أخصام النظام، عاد الرئيس السابق للحزب الإشتراكي وليد جنبلاط إلى تموضع أكثر مهادنة ل"الثنائي الشيعي"، حليف النظام السوري، خاصة بعد حرب غزة، وقدّم الحزب الإشتراكي منذ أيام تصوّره لمعالجة أزمة النازحين عبر ورقة تضمّنت الدعوة إلى تفاوض بين الحكومة والنظام السوري.

لكن كل تلك المواقف على تنوّعها، لن تغدو أكثر من زوبعة في فنجان طالما الدولة اللبنانية عاجزة عن مواجهة المجتمع الدولي والضغط عليه من جهة، وهي غير قادرة على الإنخراط في علاقة حقيقية مع النظام السوري من جهة أخرى، والدليل مرور عهدين رئاسيين، بما فيهما عهد الرئيس عون حليف النظام السوري دون أن يقوم بزيارة واحدة إلى دمشق.

تحوّل موضوع النزوح السوري إلى ملف شعبوي خاصة في يد القوى المسيحية الفاقدة للمصداقية في هذا الملفّ، فهم يكثرون في الكلام ويعجزون في الأفعال، إذ لن يغيب عن بال أحد مشاركة نواب "القوات اللبنانية" في زيارة عرسال الشهيرة، كما لن يغيب عن بال أحد أيضاً مرور عهد رئاسي بكامله لباسيل دون أن ينجز أي شيء في ملف النازحين.

"ليبانون ديبايت" - محمد المدني

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا