محليات

جهوزية بالنار بانتظار الصفقة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

انقلب المشهد السياسي بقوة في غزة مع موافقة حركة "حماس" على مقترح وقف إطلاق النار، ما وضع انطلاق التحضيرات الإسرائيلية لمعركة رفح في إطار المراوحة بانتظار الردّ الأميركي الذي سيحدّد على أساسه المستوى السياسي الإسرائيلي موقفه. وبالتالي، فإن المشهد اليوم في غزة أمام منعطف بالغ الحساسية، خصوصاً وأنه في مقابل الإيجابية الفلسطينية، برزت ضبابية على مستوى التنسيق الديبلوماسي الأميركي ـ الإسرائيلي، حيث أن تجدّد الآمال في أن تسفر المفاوضات التي تستمر بين الطرفين برعاية قطرية ومصرية ورعاية أميركية مباشرة، قد يؤجل العملية التي تستعد لها إسرائيل في مدينة رفح.

ومن هنا، فإن التصعيد الإسرائيلي الميداني في رفح أو في جنوب لبنان، قد انعكس على المفاوضات، خصوصاً وأنه تزامن مع ضغط ملحوظ انطلق من الزيارة التي قام بها مدير الإستخبارات الأميركية وليام بيرنز إلى قطر وقبلها وزير الخارجية أنتوني بلينكن، بالتوازي مع موقف سعودي لافتٍ ومؤكد على رفض أي تغيير جغرافي ميداني في غزة ومتمسك بوقف النار.

وفيما يقول مسؤول رفيع في حركة "حماس" في بيروت ، إن المسار ما زال في بدايته، لأن بنيامين نتنياهو، يركِّز على استمرار الحرب، ويراهن على تحقيق نوعٍ من "النصر" قبل الموافقة على وقف النار "المرحلي" الذي يصرّ عليه، فمن الثابت، وبرأي المسؤول نفسه، أن قدرة نتنياهو على نسف حظوظ وقف النار ووقف الحرب ضعيفة، لأن رفضه إرسال وفدٍ إسرائيلي إلى القاهرة لن يصمد بعدما وافقت "حماس" على مقترح التهدئة.

وفي محاولة تحسين الشروط قبل التهدئة، لا بدّ وأن ترتفع وتيرة التهديدات، وكذلك العمليات على الأرض، حيث أن عودة الأمور في رفح وفي قطاع غزة إلى الواقع الذي كانت عليه قبل السابع من تشرين الأول الماضي، يعني عسكرياً وسياسياً خسارة نتنياهو كل أوراقه دفعةً واحدة، حيث أن إصرار "حماس" على الذهاب نحو وقف دائم لإطلاق النار وليس هدنةً مرحلية، سيمنع أي اجتياح يهدّد به نتنياهو لمدينة رفح.

وفي الوقت نفسه، فإن كل ما سُجِّل في الساعات ال48 الأخيرة من مباشرة إسرائيل بعملية عسكرية في رفح مع تصعيدٍ للحركة لجهة إطلاق الصواريخ، والذي ترافق مع تحوّل نوعي في المواجهات على جبهة جنوب لبنان، قد تمت مقابلته بموقف صلب وصارم من عواصم القرار العربية في المنطقة ومن واشنطن بإعطاء الهدنة فرصةً للمفاوضات التي ستعاود ديناميتها اليوم، ولو من دون أي تكهّنات مسبقة، على حدّ قول المسؤول الفلسطيني الرفيع، لجهة الوصول إلى تسويات واضحة.

وعلى المقلب اللبناني، فإن كل الإستعدادات لوقف النار بدأت باكراً، ولكن من دون التخلي عن الجهوزية بالنار، حيث أن الورقة الفرنسية جاهزة بانتظار الردّ اللبناني، وكذلك، فإن الموفد الأميركي آموس هوكستين، على أهبة الإستعداد لمعاودة تحرّكاته في بيروت بعد الإتفاق على صفقة تبادل للأسرى وعلى وقف النار في غزة، ما يعزّز الإنطباع بأن مرحلةً جديدة ستبدأ في الأيام القليلة المقبلة، وذلك على إيقاع المفاوضات من جهة، والتصعيد الإسرائيلي في رفح من جهةٍ أخرى.

فادي عيد- ليبانون ديبايت

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا