محليات

مشكلة النزوح السوري في لبنان محليّة لا دولية فهل من حلّ؟...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بمعزل عن كل ما له علاقة بالسياسة، وبالصعوبات الاقتصادية والمعيشية التي تنال من اللبنانيين بسبب النزوح السوري، تحتّم الضرورات الإنسانية اعتبار أي نازح أو لاجىء أو مهاجر... من أي جنسيّة كان، وسواء كان في لبنان أو في أي بلد آخر، موضع احترام، و"حالة" تحتاج الى دعم.

الصورة الإنسانية

ومن هذا الباب، تُصبح العودة الآمنة لأي لاجىء أو نازح الى منطقته، أو بلده... ضرورة حتميّة، لا سيّما عندما نتحدث عن بلدان محكومة بأنظمة ديكتاتورية مُحبَّة للمشاكل والحروب ولتنفيذ كل أنواع سياساتها ولو على حساب مصالح وحياة الناس. وهو الأمر نفسه الذي يجب تطبيقة حتى على اللاجئين السوريين في أي بلد كان.

ولكن خرجت الصورة الإنسانية من مكانها، عندما اختلط اللّجوء السياسي بالنّزوح الاقتصادي، وعندما بات النزوح السوري الى لبنان فاقداً لأي نوع من التمييز بين ما يحقّ للسوري كشخص أجنبي في بلدنا وبين ما لا يحقّ له فيه، وبين ما لا يجب منحه إياه كحقّ في لبنان، ولا في أي يوم من الأيام.

كما خرجت الصورة الإنسانية من مكانها، عندما اختلطت ضرورات توفير العودة الآمنة لكلّ السوريين الى سوريا، مع الحديث عن العودة الطوعية، فيما يعلم الجميع أن عدداً لا بأس به من المناطق السورية تعاني من حالة مجاعة فعلية، وهو ما يجعل فكرة العودة الطوعية ذريعة للبقاء في لبنان، وذلك رغم أن حاله ليس أفضل من أحوال سوريا.

العودة الطوعية

وأمام هذا الواقع، لماذا لا تطبّق دول الغرب مبدأ العودة الطوعية على المهاجرين واللاجئين... إليها من كل مكان، حتى من الدول التي تعاني من الفقر والجوع ومن مشاكل اقتصادية كبرى، وليس من الحروب والمجازر فقط؟ أوَلَيْس ذلك متناسباً مع حقوق الإنسان، من منطلق ترك حرية الخيار لمن يودّ الاختيار بين العودة الى بلد جائع، والى حيث لا شيء متوفّراً سوى الجوع، وبين البقاء في بلد غربي يعمل فيه؟

وهل تقبل دول الغرب بتطبيق مبدأ العودة الطوعية على كل أنواع المهاجرين واللاجئين فيها، وبشكل دائم وتام، وفي كل الحالات، وذلك تماماً كما تدفع لبنان الى أن يفعل على صعيد النزوح السوري؟

محليّة لا دولية...

شدّد مصدر مُطَّلِع على أن "سبب المشكلة في المعاناة التي يتسبّب بها النزوح السوري في لبنان، هو لبناني أولاً وأخيراً".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "يمكن للغربيين أن يضعوا أي مهاجر في طائرة، وأن يُعيدوه من حيث أتى إليهم في الكثير من الحالات. وأما لبنان، فهو ليس قادراً على فعل ذلك، مهما حصل، ومهما برزت الحاجة إليه. وهذا اختلال بين الدول، إذ يمكن لبعضها أن تنفّذ على أراضيها ما تعجز أخرى عن القيام به. ولكن نعود الى أساس المشكلة في حالة لبنان، لنقول إنها لبنانية - لبنانية، وهي تُترجَم في ملف النزوح السوري حالياً".

وأضاف:"مشكلتنا نحن في لبنان، هي في عدم ضبط الحدود منذ زمن طويل. وهذه نقطة تحتاج الى قرار لبناني أولاً، وليس الى مساعدة خارجية. فدول الخارج عاجزة عن فعل شيء في تلك القضية، إذا لم يتوفّر القرار اللبناني الواضح في شأنها. فهل من اتّفاق لبناني على ذلك؟ لا.

وختم:"أمر آخر أيضاً، وهو أنه حتى ولو أراد لبنان ترحيل النازحين السوريين الى سوريا، هل ستفتح تلك الأخيرة حدودها لهم؟ لا. وهنا نعود الى الخلافات المحليّة التي تمنع توفّر قرار لبناني واحد في هذا الإطار. وأما إذا اختارت الدولة اللبنانية ترحيلهم عبر المعابر غير الشرعية، فإنها ستجدهم يعودون بعد وقت غير بعيد من ترحيلهم. وهنا أيضاً عودة الى أساس المشكلة، والتي هي عدم ضبط الحدود، وعدم وجود توافق لبناني - لبناني للقيام بذلك. وهو ما يؤكد أن صعوبة حلّ مشكلة النزوح السوري في لبنان محلية، قبل أن تكون دولية".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا