"هدنة لبنان" تصطدم بشروط تل أبيب.. ماذا وراء "وعد" ترامب لإسرائيل؟
تباينت الآراء السياسية بشأن إمكانية نجاح الجهود الأمريكية بالتوصل لاتفاق تهدئة بينوإسرائيل، في ظل تمسك تل أبيب بشرطها المتعلق بالتوغل في عمق الأراضي اللبنانية عند الضرورة، ما يعني السماح للجيش الإسرائيلي بحرية العمل العسكري، تزامناً مع وعد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بإزالة التأخير والعوائق جميعها أمام شحنات الأسلحة إلى إسرائيل.
ووفق التقارير، فإن تقدمًا أحرز بالمفاوضات المتعلقة بالتهدئة بين بيروت وتل أبيب، وسط ترجيحات بمصادقة ترامب كذلك على مسودة لاتفاق مرتقب بين البلدين، على حين لم يصدر أي إعلان رسمي بهذا الشأن.
وقال الخبير في الشؤون الإقليمية، رفيق أبو هاني، إن "الشرط الإسرائيلي يعدُّ عائقًا رئيسًا أمام التوصل لأي اتفاق تهدئة مع لبنان"، مشيرًا إلى أن اللبنانيين لن يقبلوا بمثل هذا الشرط، ولو كان الثمن استمرار القتال لفترة أطول من المتوقع.
وأوضح أبو هاني، لـ"إرم نيوز"، أن "المسؤولين في لبنان يدركون حاجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتوصل لاتفاق تهدئة مع لبنان لمنحه هديةً للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وهو ما منحهم فرصة للمناورة".
وأشار إلى أنه "من الممكن أن يقبل نتنياهو بالتنازل عن هذا الشرط، خاصة أنه يمثل محاولة للضغط على لبنان للقبول به، لكنه ليس مسألة إستراتيجية"، مشددًا على أن أي اتفاق لوقف الحرب سيكون مرضيًا لكلا الطرفين.
وأضاف: "أقصى ما تريده إسرائيل هو إبعاد عناصر حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني وتحجيم قدراته العسكرية، وهو الأمر الذي حققه جيشها من عملياته المتواصلة خلال الأسابيع الماضية، خاصة اغتيال القيادات العسكرية والسياسية البارزة".
وتابع "بتقديري يجري وضع اللمسات الأخيرة لاتفاق التهدئة بين لبنان وإسرائيل بعيدًا عن الحرب في غزة، وهو الأمر الذي دفع الجيش الإسرائيلي خلال الفترة الماضية لزيادة حجم الدمار في الجنوب اللبناني، كأحد وسائل الضغط".
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، كمال الأسطل، أن "أي اتفاق للتهدئة بين لبنان وإسرائيل لن يتحقق في الوقت الراهن، خاصة في ظل عدم وجود رؤية واضحة للتعامل مع الملف الإيراني من قبل حكومة نتنياهو وإدارة ترامب الجديدة".
وقال الأسطل، لـ"إرم نيوز"، إن "إيران ستعطل أي اتفاق يمكن التوصل إليه بين الجانبين في حال لم تضمن توقف إسرائيل عن مهاجمتها، سواء داخل أراضيها أم ضرب أهداف تابعة لها بالمنطقة"، مشددًا على أن إيران ستكون الطرف غير المعلن بأي اتفاق مرتقب.
وبين أن "الحديث عن تقدم إيجابي في المفاوضات بين اللبنانيين والإسرائيليين يمثل وسيلة من وسائل الضغط على حماس من أجل القبول بتقديم تنازلات، والعمل من أجل تحريك مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل".
واستدرك "لكن أي اتفاق يمكن التوصل إليه على الجبهة الشمالية لإسرائيل لن يشمل قطاع غزة، وهذا يدلل على نجاح حكومة نتنياهو في نسف النظرية الإيرانية المتعلقة بوحدة الساحات"، مؤكدًا أن إيران نفسها لا تفكر في ربط مصير حزب الله بحركة حماس.
وزاد "أي اتفاق بين لبنان وإسرائيل لا يعقبه استئناف مفاوضات التهدئة بشأن الحرب الدائرة في غزة لن يكتب له النجاح"، مرجحًا أن تكون المنطقة أمام توتر عسكري كبير وطويل الأمد لحين وضوح الرؤية بشأن اليوم التالي للحرب.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|