رئيس الجمهورية حرص على طمأنة المكون الشيعي... لماذا استمرار القلق؟!

منذ انتخابه، بعث رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون برسائل اطمئنان إلى الطوائف كافة وتوجه إلى رؤسائها بالقول إن "الدولة هي التي تحمي الجميع". ظل الرئيس عون يكرر هذه العبارة ويعلن بالفم الملأن التأكيد ان ما من إقصاء لأحد.

هو كلام أجاد رئيس الجمهورية إطلاقه في هذه المرحلة حيث وحدة البلاد تبقى الأساس. كما يدرك عون تمام الإدراك أن هناك ضرورة في احتضان المكونات اللبنانية، وهذا ما ترجمه على أرض الواقع، اذ عاد وكرر ان الطائفة الشيعية غير محاصرة، نافيا أي ادعاءات في أنها تتعرض للحصار.

اذًا، الدعوة لقراءة هذا الموقف مطلوبة من كافة الأفرقاء خاصة من الطائفة الشيعية والبيئة الحاضنة وجماهيرها، لا بل أكثر من ذلك المطلوب الإلتفاف حول رئيس الجمهورية الذي يتحدث بلغة بناء الدولة .

وفي هذا المجال، تعتبر مصادر سياسية مطلعة لوكالة "أخبار اليوم" أن تبديد هواجس الطائفة الشيعية لم يغب عن متابعة الرئيس عون الذي في الوقت نفسه كان حازما في موقفه من الأحداث التي سجلت على طريق المطار، وهنا لا يجوز الخلط بين الأمرين على الإطلاق، فمطالبته بعدم التساهل مع اي جهة تتمادى في الإساءة إلى الاستقرار والسلم الأهلي ليست موجهة ضد احد.

وترى هذه المصادر أن رئيس الجمهورية لم يتوقف عند شعارات البعض ولا حتى الاستفزازات، بل تلقف الوضع الراهن وما يعاني منه أبناء الطائفة الشيعية، وشدد على ان ما حدث خلال الأشهر الماضية أصاب لبنان بأسره، اما موضوع المحافظة على وثيقة الوفاق الوطني فمقدس لدى رئيس البلاد الذي فتح أبواب القصر الجمهوري أمام الجميع، مشيرة إلى أنه سبق وأكد أن لا تمييز لطائفة على أخرى وهذا الكلام مصدر اطمئنان.

واذ تكشف ان كل هذه الخطابات موثقة بالصوت والصورة، توضح المصادر عينها أن هناك خطوطا حمراء لا يُسمح بتجاوزها وفق تأكيد رئيس الجمهورية والأمر ليس متصلا بفريق أو جهة انما على مساحة الوطن.

وتعرب عن اعتقادها أن هناك حكمة لدى الرئيس عون في التعاطي مع جميع الأفرقاء في البلاد اليوم وفي المرحلة المقبلة، حيث قد تتعاظم التحديات وتطرح الملفات الشائكة وهو في الأصل أجاب عن موضوع سلاح حزب الله بالقول أنه "سيأتي ضمن حلول يتفق عليها اللبنانيون".

أكثر من اشارة أرسلها رئيس الحمهورية للمكون الشيعي وهي تكفي للتأكيد أنه رئيس لكل لبنان، والقانون والدستور سلاحه، وقبل كل ذلك ايمانه بان الدولة القوية وحدها التي تبقى الجامع الأساسي.

كارول سلوم – "أخبار اليوم"