الصحافة

لغمان في بيان

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

دسّ أحد معدّي البيان الوزاري لغمين غير مموّهين في متنه: الأوّل استراتيجية الأمن الوطني بأبعادها الـ "فيزيكية" والـ "ميتافيزيكية" والثاني "حق لبنان في الدفاع عن النفس واتخاذ الإجراءات لتحرير جميع الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي". اللغمان سينفجران في أقرب فرصة على مائدة أي حوار وطني، وستتطاير الصحون والملاعق والشوك والأسماك الممدّدة والمقدّدة والسلطات الشهية وصواني الحلويات وعبوات المياه.

من كتب الفقرتين بطريقة خبيثة نوعاً ما، إنما أراد إعطاء ذريعة لـ "حزب اللّه" للتمسّك بترسانته غير منقوصة صاروخاً أو عبوة أو مسيّرة، ومن كتبهما وفّر "الدلالة القانونية" لحقّ لبنان بالدفاع عن البلد كما جاء في مداخلة الخبير في القانون الدولي الحاج محمد رعد، وحق لبنان، بحسب تفسير "الحزب"، هو نفسه حق اللبنانيين، وحق اللبنانيين بالتحرير والدفاع واستعمال العنف تجسّده حصراً المقاومة الإسلامية وسلاحها وخياراتها. لم يخطر في بال الحاج محمد رعد ولو لبرهة، أثناء إلقاء خطبة الانتصار، أن واضع نص "حق لبنان" فكّر بحركة الاستقلال أو بالقوى النظامية في حزب "الكتائب اللبنانية"  أو بقوى التغيير، أو بالياس جرادة كمكوّنات تدافع عن لبنان إن "دق الخطر عَ البواب".

دقّق الحاج رعد بالبيان الوزاري. شرّحه. حلّله. فصفصه. إلى أن وجد فيه تلك "الدلالة القانونية" التي تبرر احتفاظ تنظيمه العقائدي المسلّح بترسانته العسكرية للدفاع عن لبنان. وإن لم يدافع "الحزب" ضد الصهاينة من سيدافع؟ خليل الحيّة؟

واللغم الآخر في البيان الوزاري هو الكلام عن استراتيجية أمن وطني تشمل المستويات العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية. لا بأس بزيادة الحمولة: طن بيئة شوية أطنان تربية خطط طاقة ومياه ومواصلات استراتيجية. بذا تكون الاستراتيجية أكثر شمولية. ليس من اختصاص القوى السياسية بشيء مناقشة قضية تتعلّق بسيادة الدولة أو بالتحرير. أُريدَ من هذا البند التسويف وتطويق أي قرار يُشتمّ منه حلّ ما تبقّى من ميليشيات. الحوار حول استراتيجية الأمن الوطني أشبه بطاقم "مصاصات" توزع لاحقاً على قيادات الصفّ الأوّل، حتى إذا ما نشّف لعابها، ترجع إلى البيت وتتحضر لمواعيد أخرى تستكمل فيها البحث الاستراتيجي الذي لن يفضي إلى أي نتيجة. مجرّد "لهوة" قبل أن تتلقّى إيران لكمة قوية على نافوخها.

إن تجاهلَ معدّو البيان الوزاري عمداً "خبرية" المقاومة والثلاثية العجيبة، فهم أعطوا  في المقابل الحاج محمد رعد في جلسة الثقة تمريرة رائعة كاد يسجل منها هدفاً في مرمى القرارات الدولية لولا سوء أدائه على الملعب ووزنه الزائد.

عماد موسى-نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا