سيارة تعمل بضوء الشمس فقط ومداها يتجاوز 700 كيلومتر.. حقيقة أم خيال!
الفيدرالية في لبنان: بين الهواجس والتطلعات
الفيدرالية هي نظام حكم يقوم على تقسيم السلطة بين حكومة مركزية (فيدرالية) ووحدات إدارية أو أقاليم (مثل الولايات أو المقاطعات)، بحيث تتمتع هذه الأقاليم بصلاحيات واسعة في إدارة شؤونها الداخلية، بينما تحتفظ الحكومة المركزية بالسلطات المتعلقة بالقضايا السيادية مثل الدفاع، السياسة الخارجية، والعملة.
ومن خصائص النظام الفيدرالي:
تقاسم السلطة: توزيع الصلاحيات بين الحكومة المركزية وحكومات الأقاليم بطريقة دستورية.
دستور موحّد: ينظم العلاقة بين المستويات المختلفة للحكم ويضمن الحقوق والصلاحيات لكل طرف.
حكم ذاتي للأقاليم: تتمتع الأقاليم أو الولايات بحق إدارة شؤونها المحلية، مثل التعليم، الصحة، والشرطة المحلية.
سلطة قضائية مستقلة: للفصل في النزاعات بين الحكومة الفيدرالية والأقاليم.
اما الأمثلة على دول فيدرالية فتشمل:الولايات المتحدة الأميركية، ألمانيا، الإمارات العربية المتحدة، سويسرا، كندا، أستراليا.
وعلى رغم نجاح الفيدرالية في هذه الدول العظمى، لا يزال المعنيون في لبنان يتخوفون من هذا النظام، إذ يعتبرونه نظامًا تقسيميًا. إلا أن الفيدرالية لا تعني تقسيم الدولة أو تفكيكها، بل هي طريقة لإدارة التنوع ضمن إطار الوحدة الوطنية. هي نظام يقوم على التوازن بين الحكم المركزي والحكم المحلي، ويمكن أن تكون وسيلة للحفاظ على استقرار الدول متعددة الطوائف أو الأعراق.
فهل بإمكان لبنان الاعتماد على النظام الفيدرالي عوضًا عن النظام المركزي واللامركزية الإدارية؟ واستتباعًا، لماذا يتخوف البعض من هذا النظام ويحاولون الترويج له على أنه نظام تقسيمي؟
يقول رئيس مركز الأبحاث والتخطيط الإستراتيجي د. عماد شمعون لـ"المركزية": "من المهم جدًا أن نكون حذرين في فهمنا لمفهوم الفيدرالية، خصوصًا عندما نسمع البعض يربطون اللامركزية الإدارية بالفيدرالية. يجب أن نوضح أن اللامركزية الإدارية، كما هي موجودة في النظام الحالي المستند إلى دستور الطائف والدستور اللبناني، ليست هي نفسها الفيدرالية". مضيفًا: "اليوم، نحن نعيش في نظام مركزي يتضمن لامركزية إدارية، وهذا يتجلى في تقسيم البلاد إلى أقضية ومحافظات، وهو ما يمكن تسميته باللامركزية الإدارية، لكنه لا يعد فيدرالية".
ويتابع: "لإقامة نظام فيدرالي، يجب أن يتحقق أمران أساسيان: أولًا، اللامركزية المالية، حيث تكون الجباية المالية وتوزيعها ضمن حدود المنطقة، مع تخصيص نسبة منها (مثلًا 10%) للحكومة المركزية. ثانيًا، اللامركزية السياسية، حيث يصبح هناك مجلس نواب ووزراء خاص بكل ولاية أو منطقة".
وعن ترويج البعض بأن الفيدرالية نظام تقسيمي، يجيب: "بالنسبة لأولئك الذين يروجون لفكرة أن الفيدرالية تعني التقسيم، نؤكد أن هذه الجماعات لا تتحدث من باب الجهل، بل هم على دراية تامة بما يقولون. إنهم يسعون إلى 'شيطنة' المشروع الفيدرالي، حيث يقومون بتوجيه اتهامات مثل التقسيم وغيرها من الاتهامات الزائفة ضد هذه الفكرة."
وعن رفضهم للفيدرالية، يرى شمعون أن هذا الرفض ناتج عن رغبتهم في السيطرة الكاملة على لبنان. فهم لا يقبلون بمبدأ الشراكة ولا يرضون بأن يكونوا جزءًا من حل شامل، لافتًا إلى أنهم يريدون التحكم في كافة أجزاء الجمهورية، وبالتالي يرفضون الفيدرالية التي تتطلب تعاونًا ومشاركة.
وأكد شمعون أنه"عندما نتحدث عن الفيدرالية، نحن لا نقصد إلغاء الآخر، بل نؤمن بالتعايش مع كل المكونات: الشيعة، السنة، والدروز، مشيرا الى أن من يرفض الفيدرالية هو في الحقيقة لا يريد التعددية ويرغب في فرض رؤيته الأحادية على لبنان. هو شخص إلغائي ومتطرف دينيًا. إذًا، الفيدرالي هو من ينفتح على الآخر، بينما من يرفضها هو المتعصب والإلغائي".
المركزية- شربل مخلوف
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|