سيارة تعمل بضوء الشمس فقط ومداها يتجاوز 700 كيلومتر.. حقيقة أم خيال!
الحزب والإسلام الشيعي: ضدان لا يلتقيان!
كتب Hussain Abdul-Hussain لـ”Ici Beyrouth“:
“نحن دفعنا الدم.. هذا وطننا ومن لا يعجبه ذلك فليهاجر!”.. كلمات صدحت على لسان امرأة لبنانية في مطار بيروت، وانتشرت في فيديو أظهرها وهي تتهجم على بعض المسافرين، وقد رفعت بيد صورة الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله، وهللت بالأخرى بقبضتها وهي تصرخ بالشعارات. مشهد يأتي، خلافًا للاعتقاد السائد، في تناقض تام مع تعاليم الإسلام الشيعي. ويعيد للذاكرة التناقض الصارخ بين ترجمة إيران وحزب الله للمذهب الشيعي وما ينطوي عليه في الحقيقة.
وإذا ما عدنا للعقيدة الشيعية، سنجدها تنص على أنّ خلافة النبي محمد تبقى ضمن نسبه، مرورًا بصهره وابن عمه، الإمام علي، ثم عبر أحد عشر شخصاً من نسله، آخرهم الإمام محمد المهدي.. شخصية اختفت في القرن التاسع ويرتقب المؤمنون بها عودتها في ما يسمونه بنهاية الزمان.
ويعتقد الشيعة أنّ صحابة النبي تآمروا على الإمام علي واغتصبوا السلطة منه. ومع ذلك، لم يثر علي ضدهم. وعندما وصل إلى الخلافة عام 656، حكم لمدة خمس سنوات قبل أن يلقى معارضة من الأمويين في سوريا. وبعد محاولات عدة لإخضاع هؤلاء، اغتيل علي على يد الخوارج وهم شيعة رفضوا وضع حد للحرب ضد الأمويين. ومن ثم، حظي معاوية أحد أفراد هذه الأسرة، بالمبايعة كخليفة، بينما خلف الحسن ابن علي والده كإمام للشيعة. هذا الأخير لم ينتقم لموت والده ولم يقد أي ثورة.
معاوية والحسن توفيا في العام 680. وخلف معاوية ابنُه يزيد، بينما حلّ الحسين مكان شقيقه الحسن، ورفض مبايعة الخليفة الجديد. وسعى الحسين لإعادة بسط سلطة والده في الكوفة جنوب العراق. لكنه قتل في معركة كربلاء.
وبات علي ابن الحسين، الإمام الشيعي الرابع. ومع ذلك لم يسع للانتقام، وفضل الاعتكاف والتفرغ للصلاة، مما أكسبه لقب الإمام “السجّاد”. وكان ابنه محمد، الإمام الخامس، عالماً متفانياً، ومن هنا لقبه “الباقر” أي “الذي بقر العلم”. ولم يطالب أيّ من الأئمة الشيعة السبعة من بعده، بالانتقام أو بالثورة ضد الخلفاء الذين اتهموا بقمع الإسلام الشيعي.
وحين حاول أحد الأئمة الثورة، مثل زيد بن السجاد والأخ غير الشقيق للباقر، لم يحظ بالاعتراف كإمام شرعي. وعام 740، دعا زيد للانتقام، لكن الأمويين قمعوا ثورته وقتلوه. حينها، لقب بـ”الشهيد”. وبالنسبة لأنصار فرقة الزيدية، قد يكون الإمام أي فرد من سلالة النبي قادر على قيادة المعركة. واليوم، يعتبر الحوثيون ورثة الزيدية، لكنهم لا يحظون باعتراف أغلبية الشيعة، على الرغم من أنّ المجموعتين حليفتان في الواقع.
وباستثناء معارك الإمام علي والمواجهة التي استمرت ثلاث ساعات والتي كلفت الإمام الحسين حياته في كربلاء، لم ينخرط أي من الأئمة الشيعة العشرة الآخرين في الحروب أو دعوا إلى الثورة. وفي الواقع، منذ غيبة الإمام الثاني عشر، قبل أكثر من اثني عشر قرناً، احتفظ الشيعة بدور ديني بحت لرجال الدين، بانتظار عودته لاستعادة القيادة السياسية. وفي هذه الأثناء، اندمج الشيعة في مجتمعات البلدان التي حلوا فيها، وهذا ينطبق على لبنان أيضاً.
ثم أتى آية الله روح الله الخميني واستغل الشبكة الدينية الشيعية العابرة للحدود الوطنية لأغراض سياسية. وبما أنّ الشيعة كانوا يفتقرون لأي مشروع سياسي، عمد الخميني لتوحيدهم حول قضايا غير شيعية، كـ”تحرير القدس”، على الرغم من أنّ هذه المدينة لا تحمل أي رمزية خاصة بالنسبة لهم.
والحال أن رحلة النبي محمد في الإسراء قادته في الإرث الشيعي، إلى مسجد الكوفة جنوب العراق. ومن هناك عرج إلى السماء قبل أن يعود. ولا تزال نقطة الانطلاق لهذه الرحلة محددة ومبجلة في ذلك المكان حتى يومنا هذا.
وتعتبر النجف وكربلاء والكوفة بالنسبة للشيعة، أكثر قدسية من القدس بأشواط. وفي الأصل، بنيت المزارات الإسلامية في القدس على يد شخصيات يمقتها الشيعة: ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب، وسادس خلفاء الأمويين عبد الملك بن مروان. ويتهم الشيعة عمر باغتصاب حق الإمام علي بالخلافة وقيادة الأمة الإسلامية، بينما يُمقَت عبد الملك لأنه أموي.
أما عن الجهاد فليس ممارسة شيعية، والحال سيان بالنسبة للشهادة. وللتوضيح، ليس للقدس قيمة خاصة لدى الشيعة. كما لا يوجد شيعي واحد في صفوف الفلسطينيين. وعندما حاولت إيران نشر المذهب الشيعي من خلال حركة الجهاد الإسلامي في غزة، لم تتوان حماس عن سجن المرتدين. ومع ذلك، تصر إيران وحزب الله على أن دماء الشيعة لا بد وأن تسفك من أجل قضية لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
الآن وقد دفن نصر الله، آن الأوان ليدفن الشيعة معه السردية الإيرانية ويعيدوا النظر بالقطيعة مع إرثهم منذ قرون على اعتبار أنها نقطة انحراف في تاريخهم وحقبة سوداء لا يجب العودة إليها أبداً!
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|