الفرزلي : ستة أشهر لتحقيق إصلاح نوعي واستقرار... وإلا الأسوأ
فادي عيد - "الديار"
يعرب نائب رئيس المجلس النيابي السابق إيلي الفرزلي لـ "الديار" عن مخاوفه من المخططات "الإسرائيلية" التي تُرسَم للبنان وسورية، معتبراً أنها "لا تقاوم إلا بالتضحيات الكبرى، وما يجري اليوم في سورية وتصدي الكثير من الوطنيين العرب، الذين هم على علاقة بسلطان باشا الأطرش، أو على علاقة بوليد جنبلاط، لأن جنبلاط هو الشخصية المركزية التي احتكرت رمزية التصدي لمشروع إدخال الدروز بهذا الواقع الإسرائيلي".
وعما يحصل في جنوب لبنان من خروقات واعتداءات "إسرائيلية"، يقول إن "إسرائيل تطمح الى أن تكون حدودها مياه نهر الليطاني لتجرّها إليها، وتريد أن تُسكِن المستوطنين في منطقة جنوب الليطاني، وأن تثبّت حدوداً جديدة لها، لتكون بذلك قد خلقت مبرّرات لإضعاف لبنان وإنشاء كيانات فيه. لذلك من الواضح أن "إسرائيل"، ومن خلال إعلانها عن الانسحاب إلى الخط الأزرق والبقاء في خمس نقاط، إضافة إلى تلال كفرشوبا وشبعا، إلى جانب خروقاتها الجوية، تدفع باتجاه طرح منطق يقول إن الخطر "الإسرائيلي" لا يزال قائماً، وهذا الخطر لا يقاوم بالكلمة بل بالقوة والمقاومة".
ويؤكد ان "الديبلوماسية هي جانب أساسي من جوانب المقاومة وقد استخدمته الدول، وفي لبنان هناك مجموعة الدول الخمس التي دعمت العهد، فإذا كانت تريد أن تساعد لبنان، عليها أن تذهب إلى الضغط الديبلوماسي لسحب "إسرائيل" حتى الخط الأزرق ودخول لبنان في مفاوضات غير مباشرة باتجاه خط الهدنة. وبالتالي، تصبح كفرشوبا وشبعا والغجر والنقاط الخمس كلها داخل الخط الأزرق، فتكون حدود لبنان هي التي رُسِّمت في العام 1923، وعندئذ من الواضح المنطق الذي يقول ان المقاومة العسكرية لم يعد لها مبرّر خارج إطار منطق الدولة واحتكارها السلاح، وهذا هو المسار الطبيعي".
وحول ما إذا كان حزب الله سيدخل مرحلة جديدة بعد تشييع السيد حسن نصرالله، يقول إن "الحزب لا بد أن يدخل مرحلة جديدة، لأنه أولاً وظيفة السلاح الإقليمية فقدت قدرتها على البقاء بعد التحوّل الذي طرأ على سورية، وأعتقد، وهذا في إطار التحليل، فإن قراءتي لخطاب الشيخ نعيم قاسم خلال التشييع، عندما تحدث عن لبنان كوطن نهائي، فهذا يدلّ على محاولة للقول ان الحزب يتصرف كيانياً، وبالتالي يتحدث عن العودة إلى الوظيفة الكيانية، وهذا حق من حقوقهم كطائفة كبرى تقوم بدور أساسي في البلد، كما أنه قال حرفياً انه على الدولة أن تمارس دورها وجهدها الديبلوماسي وتحقِّق التحرير، وعندئذ يبدأ البحث في تنظيم العلاقة، بحيث يصبح المنطق الذي ورد في خطاب القَسَم أمراً من الممكن تنفيذه، وهذا المنطق كله يقوم على ردع العدوان وتحرير الأرض".
لذلك، يضيف أن "حزب الله استطاع أن يوجّه رسالة خلال التشييع، ليقول ان كل أهداف المعارك التي وقعت منذ العام 93 وفي العام 96 وألـ 2000 والـ 2006، والتي كانت غايتها تفكيك بنية حزب الله العسكرية والاقتصادية، وإيجاد شرخ داخل البيئة الشيعية تحت عنوان الأضرار التي وقعت وتهديم البيوت وكمّ الشهداء الكبير والاغتيالات التي حصلت، لم تتحقّق، وأتى التشييع ليقول ان كل ما وقع في لبنان لم يزد الحزب إلا تلاحماً مع بيئته، من أجل تحقيق الأهداف التي استشهد من أجلها السيد حسن نصرالله".
وعليه اعتبر أن "كلام الشيخ نعيم قاسم كان واضحاً جداً، حيث أكد على التزام سقف الطائف وهو ما يجب أن يدفع كل القوى السياسية إلى الذهاب نحو حوار عميق، وذلك خلال فترة إعطاء الفسحة للدولة اللبنانية لممارسة حقّها في الجهد الديبلوماسي للتحرير، بمعنى أن يذهب كل ممثلي المكوّنات اللبنانية إلى الحوار".
وعن إمكان تنفيذ الحكومة لما ورد في بيانها الوزاري، يرى الفرزلي أنها "لا تملك الوقت الكافي للقيام بكل ذلك، ويكفي أن تقوم بإصلاحات حقيقية تحقِّق نقلة نوعية في الواقع، كما على سبيل المثال، إنجاز تقدمّ في تصنيف لبنان الائتماني، أو وضع خطة لتأمين عودة أموال المودعين من خلال توزيع المسؤوليات بين الدولة والمصارف والبنك المركزي، فقد مرّت السنوات ولم يحصل أي تقدم في هذا الإطار، بل على العكس تم هدر 33 مليار دولار على الدعم والتهريب. علماً أن هذا المبلغ يشكل 30 في المئة من الودائع، وهذه المليارات هي حقوق للمودعين. ولذلك، على هذه الحكومة أن تحقّق تقدماً على هذا الصعيد، إضافة إلى إعادة هيكلة المصارف. لذلك، فإن فترة الستة الاشهر المقبلة هي بالغة الأهمية، فإما أن تحقّق هذه الخطوات ويذهب البلد إلى الاستقرار، أو أن الوضع سيكون من أسوأ ما شهدناه".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|