محليات

ماذا عن مستقبل لبنان ومصير المساعدات المدنية والعسكرية المهمّة إذا ضعُفَت أوروبا؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ما هي التداعيات المُحتمَلَة لمحاولات إضعاف أوروبا على لبنان، وهو البلد الذي يرتبط بدول أوروبية عدة، وعلى رأسها فرنسا، بعلاقات راسخة ومتينة سياسياً وثقافياً، وعلى مستوى المساعدات التي تأتي منها سواء للجيش اللبناني، أو للمدارس والجامعات والمستشفيات... والكثير من المؤسسات الإنسانية والجمعيات...؟

وهل من مصلحة للّبنانيين بالحماسة الزائدة تجاه محاولات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتكررة لإهانة الدول الأوروبية، والتصرّف وكأن أوروبا انتهت؟

 خبرات واسعة

في الظاهر، لا علاقة للبنان بما يجري على أعلى المستويات العالمية، لأنه البلد المطلوب منه أن يهتمّ بشؤونه أولاً، وبالإصلاحات التي يجب أن تضعه على سكة الإقلاع الصحيح من جديد. وأما في الباطن، فهو البلد صاحب الخبرات الواسعة والقديمة بالتأثّر السلبي بكل ما يحدث، في أي نقطة على وجه هذه الأرض، بدءاً من الإقليم القريب، وصولاً الى أبْعَد الأماكن.

فعلى سبيل المثال، تأثّر لبنان كثيراً، وبشكل سلبي جداً، في أزمنة الصراعات الإيرانية - الخليجية - العربية، على مدى العقود الأربعة الماضية. وهو لا يزال على تلك الحالة حتى الساعة، رغم التّعب الشديد الذي أصاب المحور الإيراني في المنطقة.

لا إيجابيات

كما تأثّر لبنان ويتأثّر دائماً، بكل مرّة تتوتّر فيها العلاقات العربية - التركية، والعربية - العربية، والإسرائيلية - العربية - التركية - الإيرانية، أو الأميركية - الروسية - الأوروبية - الصينية... بشكل يتجاوز بعض أنواع القواعد والخطوط الحمراء، بين حقبة وأخرى.

هذا مع العلم أن بلدنا يتأثّر بكل شيء سلبي، فيما لا تنعكس عليه إيجابيات حقبات التقارُب الدولي - الدولي، والإقليمي - الإقليمي، والإقليمي - الدولي، على أي مستوى. والمثال الأبرز على ذلك، هو تسوية بكين بين إيران والسعودية في آذار 2023، التي لم تنعكس على بلدنا بأي منفعة ملموسة، وذلك رغم كل ما دفعه من أثمان غالية من جراء التصارُع بين طهران والرياض خلال السنوات والعقود الماضية.

لبنان؟...

وأمام هذا الواقع، ماذا لو توغّلت العلاقات الأوروبية - الأميركية بشيء من التصادُم الأكبر مستقبلاً؟ ماذا سيكون مصير لبنان في تلك الحالة، وهو البلد الذي يتمتّع بعلاقات صداقة حيوية مع الطرفَيْن، والذي يحتاج إليهما معاً، والى قوّتهما الدولية معاً، من أجل ضمان مستقبل حريته وديموقراطيته وسيادته؟

لا دخل له؟

أكد الوزير السابق آلان حكيم أن "لبنان يتأثر بكل ما يجري في دائرته الإقليمية أولاً، والدولية ثانياً. وأهمّ ما في الثانية، أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. وأما أهمّ ما في الأولى، فهي الدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية".

واعتبر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "لا دخل للبنان بما يجري حول العالم، سواء ضعُفَت أوروبا أو قوِيَت أميركا. فلعبة الأمم هذه قديمة ودائمة، لا سيّما منذ الحرب العالمية الأولى. ولكن المهمّ في النهاية هو الحفاظ على الدائرة اللبنانية، وعلى الكفاءات الفكرية والسيادية والإدارية المحلية لضمان الاستفادة من كل شيء، بما فيها المساعدات الأميركية أو الأوروبية. ففي تلك الحالة، إذا ضعُفَت جهة وقوِيَت أخرى، لا يكون التأثير السلبي على لبنان كبيراً".

المنطقة والعالم

وذكّر حكيم بأن "أوروبا مرّت بالكثير من المراحل. ورغم أنها قوية، فهي لم تَكُن أقوى من الولايات المتحدة الأميركية ولا في أي يوم خلال العقود الماضية. وهذا نقوله صراحةً، إذ منذ إطلاق خطة مارشال بعد الحرب العالمية الثانية، باتت أوروبا أضعف أو أقلّ قوة من أميركا".

وأضاف:"تأخذ الولايات المتحدة توجُّهاً جديداً اليوم، يقوم على إعادة درس توزيع المساعدات والدعم الأميركي على الحلفاء عموماً. ولا تأثير مباشراً لهذا الواقع الجديد، إلا على مستوى كيفية التعامُل معه على الصعيدَيْن الأوروبي والأميركي. وبالتالي، إذا كان هناك أي نقاش حادّ بين أوروبا وأميركا على مستوى العالم، فلبنان لا يجب أن يتأثر، وإذا تأثّر، فيتوجّب حصر ذلك ببعض الأمور، ومن دون أي انعكاس على الأُطُر المتعلّقة بالسياسة والسيادة. فالمسألة لا تكمن بمن يُصبح أقوى أو أضعف، بل بكيفية تلقّف ما يجري في العالم من جانب السلطات اللبنانية. وأعتقد أننا نسير على الطريق الصحيح الآن".

وختم:"الأمور لا تقتصر على ما يجري بين أميركا وأوروبا حالياً، إذ على صعيد الدائرة الإقليمية، هناك منافسة واضحة الآن أيضاً بين تركيا من جهة، والمملكة العربية السعودية، من جهة أخرى، وسط محاولات تركيّة للتدخّل والتأثير في ساحات عدة، كما هو الحال في سوريا أو ليبيا مثلاً، أو غيرهما. ولكن تأثير المملكة العربية السعودية أقوى بكثير، بنفوذها الإيجابي على المنطقة. وهذا واضح تماماً".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا