إحباط انطلاقة إصلاحية في تلفزيون لبنان

المحرر السياسي – "اخبار اليوم"

ليس تلفزيون لبنان تفصيلا صغيرا في هذا البلد بل هو في البداية ذاكرة اللبنانيين وإنجاز كانوا يفتخرون به إذ لم يكن له مثيل في منطقة الشرق الأوسط إن من جهة التقنيات وإن من جهة المضمون، ولم يكن التراجع في تلفزيون لبنان رغبة أو سياسية بل كان نتيجة الحرب التي أصابت لبنان والممارسات التي دمرت الدولة وطالت كل ما يمت لها بصلة ومن ضمنها هذه المؤسسة.

على مدى سنوات طويلة جرت محاولات لمعالجة وضع تلفزيون لبنان ولكنها لم تصل إلى النتيجة المرجوة أحيانا بسبب العرقلة وأحيانا أخرى لسبب عدم الجدية وأحيانا بسبب عدم وجود التمويل الكافي وكل ذلك أدى ويؤدي إلى استمرار النزف والترهل في هذه الشركة التي يتبين أنها تملك تقنيا وربما بشريا كل ما هو مطلوب من أجل انطلاقة قوية ولا تحتاج سوى لقرار وتمويل.

ومع تولي العماد جوزاف عون رئاسة الجمهورية وتشكيل حكومة العهد الأولى وتولي الدكتور بول مرقص وزارة الإعلام برز توجه قوي لإصلاح المؤسسات التي ترعاها هذه الوزارة وفي مقدمها تلفزيون لبنان. ومن هنا أتت اندفاعة الوزير مرقص وفق القانون من أجل تعيين مجلس إدارة لتلفزيون لبنان وهي الخطوة الأولى والأساسية في هذه العملية وقد طبق وزير الإعلام مدعوما من الرئيس عون ما ينص عليه القانون وما جرى الإتفاق عليه في مجلس الوزراء لجهة أن هذا التعيين لا يندرج في سياق آلية التعيينات التي أقرها مجلس الوزراء باعتبار أن تلفزيون لبنان شركة خاصة لها نظامها الخاص وأن كلمة الفصل في التعيين والعرف المتبع يعطيان الحق لرئيس الجمهورية ووزير الإعلام.

دافع وزير الإعلام عما قام به بكل شفافية وتوثيق ولكن هناك من لم يرغب في أن يسمع أو أن يقدر سلبية عدم اتخاذ الخطوة الأولى على طريق إنقاذ شركة تلفزيون لبنان، فأحبط المحاولة بحجة الآلية التي إذا جرى اعتمادها والتي ستؤخر اي انطلاقة جديدة لمدة أشهر قد لا تكون فيها الظروف متاحة لعمل الكثير، هذا فضلا أن ما جرى -في بلد ما زال يتعاطى طائفيا ومذهبيا بجميع استحقاقاته- وجه ضربة جديدة إلى طائفة الروم الملكيين الكاثوليك التي خسرت على مدى السنوات الماضية الكثير من المواقع التي كانت تشغلها جراء نهم البعض وجراء تقاعس من كان يتولى من صفوفها مسؤوليات أو زعامات.