قبيل عودة أورتاغوس... إسرائيل تضغط لاستدراج لبنان إلى طاولة المفاوضات!
في تطور جديد، تزامن إطلاق صاروخين "مجهولي الهوية" على الأراضي الإسرائيلية مع الاستعدادات الخاصة بمجيء نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي للشرق الأوسط، مورغن أورتاغوس، إلى بيروت لزيارة ثانية تهدف إلى دفع لبنان الرسمي للانخراط في مفاوضات دبلوماسية مع إسرائيل. وبحسب مصادر "الشرق الأوسط"، تسعى أورتاغوس إلى إقناع المسؤولين اللبنانيين بضرورة تشكيل ثلاث مجموعات عمل للتعامل مع ثلاث قضايا أساسية: إطلاق الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل، انسحاب إسرائيل من المناطق التي لا تزال تحتلها، وترسيم الحدود بين البلدين استنادًا إلى اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949.
العملية الثانية خلال أسبوع: إطلاق صواريخ جديدة في جنوب لبنان
يأتي هذا التصعيد الصاروخي بعد أقل من أسبوع على الهجوم الأول الذي استهدف مستعمرة المطلة، والذي تم يوم السبت الماضي بإطلاق ثلاثة صواريخ اعترضتها الدفاعات الجوية الإسرائيلية. هذه الهجمات تزامنت مع المحادثات التي أجراها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، وهو ما يراه مراقبون محاولة لتمرير رسالة مفادها أن الإجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني لبسط سلطة الدولة على أراضيها غير كافية، خاصة في ظل الحديث عن العودة المرتقبة لمورغن أورتاغوس.
حزب الله يكرر نفيه والبحث عن الجهة المسؤولة
فيما يظل السؤال حول الجهة التي أطلقت الصواريخ مجهولاً، يواصل "حزب الله" نفي مسؤوليته عن الهجمات، مؤكداً أنه لا مصلحة له في إطلاق صواريخ قد تضر بالاستقرار في جنوب لبنان. وبحسب الاجتماع الأمني الذي ترأسه رئيس الحكومة نواف سلام، وبحضور الرئيس عون، تم استبعاد تورط الحزب أو أي من المجموعات الفلسطينية في هذه الهجمات. كما أشار المسؤولون الأمنيون إلى أن "حزب الله" يلتزم بالحفاظ على الاستقرار في الجنوب ويعمل جنبًا إلى جنب مع الجيش اللبناني.
موقف إسرائيل والتكهنات حول دورها في الهجوم
وفي الوقت نفسه، يثير مراقبون تساؤلات بشأن دور إسرائيل في هذه الهجمات. فقد تساءلوا عن سبب عدم قيام إسرائيل برصد تحضير الصواريخ من عيار "107 ملم" وإطلاقها، في الوقت الذي تشتهر فيه بتقنياتها المتقدمة في المراقبة الجوية والتعقب. وتشير بعض التحليلات إلى أن إسرائيل قد تكون هي المستفيد الوحيد من خرق وقف إطلاق النار، خاصة أنها لم تقصف المنطقة التي انطلق منها الصاروخان، بل اكتفت بإعلان معادلة "كريات شمونة مقابل الضاحية الجنوبية" كما جرى في معادلة المطلة مقابل بيروت.
الضغط الأميركي على لبنان
تسعى واشنطن من خلال هذه التصعيدات العسكرية إلى دفع لبنان للجلوس على طاولة المفاوضات مع إسرائيل. وقد أكدت مصادر "الشرق الأوسط" أن توقيت الهجوم الصاروخي كان غير مصادف، حيث كان يهدف إلى الضغط على فرنسا لتغيير موقفها الداعم للبنان، ودفعها إلى التأييد للموقف الأميركي بضرورة إشراك لبنان في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل.
موقف لبنان الرسمي: فصل بين المفاوضات والتهديدات
من جانبه، أكد الرئيس جوزاف عون في محادثاته مع ماكرون من باريس على ضرورة أن تتبنى الحكومة اللبنانية خريطة طريق تفصل بين قضايا الأسرى اللبنانيين، ووجود إسرائيل في النقاط المتنازع عليها في الجنوب، وترسيم الحدود وفقًا للأصول الدبلوماسية المعتمدة دولياً. وأكد عون أن لبنان لن يرضى بتطبيع العلاقة مع إسرائيل، أو أن يضع أمام معادلة: "إما الحرب أو التفاوض على الطريقة الإسرائيلية".
تجدر الإشارة إلى أن لبنان كان قد أعلن سابقًا عن رفضه أي محاولات لفرض حلول سياسية عسكرية على أراضيه، وأنه يلتزم بالمفاوضات السلمية لتحقيق الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة. وفي هذا السياق، فإن زيارة مورغن أورتاغوس قد تساهم في بلورة مسار دبلوماسي أكثر وضوحًا، يعتمد على ضمانات دولية لعدم تعرض لبنان لمزيد من التهديدات أو التصعيدات العسكرية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|