ضغط غربي على لبنان: ترسيم الحدود أو ضرب المرافق العامة
بات واضحا أن الضغط الغربي على لبنان لبسط سيادة الدولة على طول الحدود اللبنانية أولوية على المدى القريب، وهو ما عززته مواقف المسؤولين الاميركيين في الايام القليلة الماضية، بعد أن خرجت تسريبات من ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب تؤكد أن الرجل أعطى فرصة جديدة للدولة اللبنانية لتطويق حزب الله على مختلف المستويات ليكون جنوب نهر الليطاني مع بداية الصيف نظيفا من اي تحرك للحزب والعمل في المرحلة اللاحقة على تفكيك قاعدته التنظيمية العسكرية والانخراط أكثر في العمل العسكري.
وتؤكد الصواريخ اللقيطة التي انطلقت من الجنوب نحو المستوطنات الشمالية، أن العين الاسرائيلية لا زالت تراقب تحركات الحزب على طول الحدود وترصد وجود المزيد من المخازن التي قد يستخدمها الحزب لاحقا، وهو ما سمعه المسؤولون في لبنان من الجهات الغربية التي تواصل المعنيون معهم عقب موجة التصعيد الأخيرة. وتشير المعلومات الى أن الجانب الاميركي وخلفه الاسرائيلي تلقى ضمانات رسمية للبدء في ترسيم الحدود البرية انطلاقا من النقاط الخلافية وسط ضغط أميركي على الطرفين لتقديم المزيد من التنازلات لحسم الوضع الميداني والبدء بنشر الجيش وتعزيز امكاناته اللوجستية برعاية غربية وتحديدا أميركية بريطانية وفرنسية. واللافت في تصريحات ما بعد التصعيد الاسرائيلي الكلام الاميركي الذي صوب بشكل مباشر على الجيش اللبناني باعتباره "مقصّرا" في واجباته على الحدود وأن تحرك الحزب يجب أن يُضبط من قبل الجيش الذي يتريث في اتخاذ الاجراءات.
هذا الوضع غير المستقر بالنسبة للاميركيين فرض على ادارة ترامب إرسال المبعوثة الأميركية مورغان اورتاغوس لاجراء مباحثات مع المسؤولين اللبنانيين عنوانها ضبط الوضع جنوبا واطلاق مسار مفاوضات الترسيم على مستوى اللجان التي تحدثت عنها واشنطن على أن يكون لبنان أمام خيارين، إما الدخول بمفاوضات مع اسرائيل عبر تلك اللجان أو عودة الغارات الاسرائيلية على لبنان وهذه المرة قد تُدخل اسرائيل المرافق العامة للدولة اللبنانية ضمن بنك الأهداف لاسيما وأن المسؤولين الاسرائيليين قد ألمحوا في الايام الاخيرة الى ضرب المرافق العامة في البلاد للضغط على الدولة اللبنانية لاتخاذ خطوات ملموسة لتطويق نشاط حزب الله.
من هنا تأتي النداءات الدولية لاسيما من الجانبين الاميركي والفرنسي لحث الدولة اللبنانية على المضي بالاجراءات الميدانية على طول الحدود الجنوبية، وبدا لافتا الاتصال الذي أجراه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تناول فيه الوضع اللبناني حيث أكد له ضرورة الانسحاب من لبنان لاستعادة سيادته. ويأتي الاتصال غداة المباحثات الرسمية بين ماكرون والرئيس جوزاف عون. وتقاطعت الاشارات حول نية الفرنسيين تسريع خطوات التفاوض بالتنسيق مع الاميركيين حيث طالب ماكرون من الجانب اللبناني المضي قدما بالخطوات التنفيذية تجنبا لتصعيد اسرائيلي قد يكون الاقصى بعد اتفاق وقف اطلاق النار.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|