إنذارات تسبق الإنذار الكبير.. لبنان ساحة منازلة بين طهران وواشنطن؟

لم تترك الضربة الاسرائيلية فجر أمس الثلاثاء في الضاحية الجنوبية بعد أقل من أسبوع من استهداف مبنى آخر في منطقة الحدث، أدنى شك من أن اسرائيل وحكومة نتنياهو لم تنهِ حربها في لبنان ضد حزب الله، والضربة التي استهدفت معاون مسؤول الملف الفلسطيني في الحزب حسن بدير بحجة تخطيطه لـ "هجوم كبير ووشيك ضد المدنيين الاسرائيليين" وضعت مزيداً من الخطوط الحمر تحت ما يسمى "اتفاق وقف اطلاق النار" الذي أتاح لها استهداف اي تحرك مقاوم من قبل حزب الله، بمعنى ان وقف الأعمال العسكرية كان من جانب واحد وهو الحزب.

حزب الله من جهته، سلّم أمر الضربات الاسرائيلية والخروقات المتمادية من قبلها الى الدولة اللبنانية، وهو الذي أعلن تكرار على لسان مسؤوليه السياسيين ان "الدبلوماسية" لا تنفع مع العدو الاسرائيلي الذي استولى على خمس تلال استراتيجية جنوبا، وكان لافتا تصريح النائب علي عمار امس، ان "للصبر حدود" و"الأمر متروك للمقاومة والمقاومين لاختيار الوقت المناسب"، بالرغم من اجماع الاراء السياسية من ان التسريبات من داخل الحزب نفسه، تشير الى ان فتح جبهة عسكرية مع اسرائيل أمر مستبعد تماماً في ظل تهالك قدرات الحزب وانسداد أفق التمويل الى جانب الحصار والعزلة.

وفي حين تتّجه التطورات الميدانية العسكرية جنوباً وفي الضاحية الى مزيد من التشدّد الاسرائيلي وتزايد الضربات والاستهدافات، تبرز جملة معطيات تنذر بتصعيد جديد غير مسبوق في المنطقة، بعد قضاء اسرائيل على أذرع ايران واضعافها من حزب الله في لبنان الى الحوثيين في اليمن مرورا بإسقاط النظام السوري وشل محور المقاومة بالكامل، وفي وقت تسعى

الإدارة الأميركية لوضع إيران على طريق سريع نحو حل للملف النووي، تحاول طهران المراوغة وكسب الوقت تحت شعار "لن نتفاوض تحت الضغط". في المقابل، يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تحويل هذا السباق إلى مواجهة عسكرية بدلاً من حل سياسي، مما يرفع من احتمالات نشوب حرب جديدة، وسط تخوف المراقبين من أن أي ضربة لإيران قد تكون مقدمة لمواجهة إقليمية أوسع تشمل لبنان، حيث تدعي تل أبيب ان الحزب لا يزال يعزز ترسانته العسكرية، فيما يعتبر الطرفان أن الحلول الدبلوماسية غير مجدية.

الحدث - هيلدا المعدراني