الصحافة

عن مرونة الثنائي الشيعي.. ووحدة الموقف بوجه الضغوطات الخارجيّة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم يكن واقع المنطقة بهذا الإشتعال والترابط من قبل، أو على الأقل في سنوات الماضي القريب، من ايران لليمن لغزة للضفة للعراق لسوريا وصولاً الى لبنان، فواقع المنطقة الملتهب من السابع من أكتوبر عام 2023 ، أظهر عدوانية "إسرائيلية" غير مسبوقة ومن خلفها الولايات المتحدة الأميركية ولو بأبعاد مختلفة، إن كان لناحية المصالح "الإسرائيلية" الضيّقة رغم السياسة التوسعية، أو لناحية المصالح الأميركية ذات الأبعاد الإستراتيجية التي تشمل المنطقة بأكملها.

في لبنان تَستكمل "إسرائيل" عدوانها، رغم إعلان وقف إطلاق النار في السابع والعشرين من تشرين الثاني عام 2024، وتريد أميركا تنفيذ مشروعها الذي يمر من لبنان، باتساع نفوذها ومحاصرة المقاومة بممارسة الضغوط عليها وعلى بيئتها، مستخدمة الإعتداءات "الإسرائيلية" ومنع تمويل إعادة الإعمار، مرفقة بحملات تشنّها وسائل إعلامية عربية ومحلية، لخلق شرخ بين المقاومة وشعبها، لعل ذلك يُترجَم في نتائج الإنتخابات النيابية العام المقبل، ويُسهِّل عليها مهمّتها في لبنان وفق مصادر سياسية متابعة.

لا شك أن ما يريده بعض الداخل اللبناني، وما يقوله ويروّج له ويستعجل الوصول إليه، لا يتوافق زمنياً مع الأميركي، بحسب المصادر، وحتى النبرة العالية التي تتحدّث بها المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس رغم تراجع حدّتها في زيارتها الثانية الى لبنان، لا تعكس حقيقة الموقف الأميركي وفق ما يُنقل للرئاسات الثلاث في الوقت الحالي، إن كان لناحية التطبيع أم لناحية سحب سلاح المقاومة، بحيث قال رئيس مجلس النواب نبيه بري إنها لم تأتِ على ذكرهما في هذه الزيارة، التي تركزت على موضوع انتشار الجيش في جنوب النهر، وتلميح الى انتشاره على الحدود السورية – اللبنانية، باعتبار أن الولايات المتحدة لا تُسيطر على جميع الجماعات المسلحة في سوريا وبالتالي لا تُؤتمر منها، بالإضافة لرفع شعار الإصلاحات.

مقارنة مع رفع سقف توقعات زيارة المبعوثة الأميركية المرفقة بتصعيد "إسرائيلي"، تقول مصادر مطلعة إن بري عندما تحدّث عن الإيجابية إستند لمجرّد الزيارة، مثلما كان يتعامل مع زيارات هوكشتاين في السابق، أي أن هناك استعداداً للحوار والأخذ والرد، وليس هناك تصلّبا في الموقف الأميركي وبناءً عليه تم الإتفاق بين الرؤساء الثلاثة على موقف رسمي موحَّد بناءً على اقتراح الثنائي الشيعي ورؤيته أي تطبيق القرار 1701، وبدل اللجان الثلاث يتم إعتماد الآلية التي كانت معتمَدة في مفاوضات الترسيم البحري، بحيث تقول المصادر إنه رغم أن الحدود البرية مُرسَّمة، إلا أن التفاوض سيكون على النقاط الخلافية.

ورغم الإيجابية التي تم الحديث عنها، وبانتظار الجواب الأميركي و"الإسرائيلي" على الموقف اللبناني، والذي سيُنقل بزيارة ثالثة لأورتاغوس بوقت ليس ببعيد الى بيروت، إلا أن هذا لا يعني أن الواقع الحالي في لبنان سيتغيّر في هذه المرحلة، وفق المصادر، بحيث أن الضغوطات التي يمارسها "الإسرائيلي" والأميركي ستتصاعد لأقصى درجاتها لتحقيق مكاسب، فـ "الإسرائيلي" لا يريد للمقاومة أن تُعيد بناء قدراتها، والأميركي يريد حصار المقاومة كي لا تُعطِّل أو تقف بوجه مشاريعه، لذا عندما يريد أن يضغط يَغض النظر عن التمادي "الإسرائيلي" باعتداءاته على لبنان.

إذاً، هذا الواقع ستستغلّه "إسرائيل" وستستمر بالتصعيد باعتبار أن لديها مطامع، وتَعتبر أن اليوم لها فرصة لأخذها، لذا وصلت باعتداءاتها الى الضاحية الجنوبية، لتقول للداخل اللبناني وللحكومة أن عليها أن تقوم بالدور الذي تريده "تل أبيب"، ألا وهو مواجهة المقاومة أي توريطها، وإذا بقيت الحكومة متقاعسة من وجهة نظرها ستكون كل الأراضي اللبنانية مباحة لاعتداءاتها... هذا المشهد المرفَق بجوقة إعلامية وتصريحات غير مسؤولة لبعض المسؤولين، يُواجهه الثنائي الشيعي بحكمة ومرونة لتفويت الفرصة على مَن يريد جرّه الى مكان لا يريده، وليس في مصلحة البلد.

مريم نسر- الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا