مَن يورّط لبنان بأمن الأردن؟

لبنان من مصيبة إلى أخرى. وكأنّه لم يكن ينقص البلد، سوى أزمة مع المملكة الأردنيّة الهاشميّة، إلا انّ هذا ما يسعى رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون والحكومة إلى تفاديه، من خلال الاتّصالات مع المسؤولين الأردنيّين وتأكيد التّعاون المشترك لم، بعد تفكيك خليّة تخريبيّة وإرهابيّة في الأردن، تلقّى عناصرها تدريبات في لبنان. لكن السّؤال الأبرز الذي يُطرَح... مَن هي الجهة التي تولّت تدريبهم؟

يعتبر الخبير في شؤون الحركات الإسلاميّة أحمد الأيّوبي أنّ "الخلية التي يجري الحديث عنها في الأردن عملت ضمن دائرة الاختراق الخارجيّ لجسم جماعة الإخوان المسلمين التي تتمتّع بعلاقة وثيقة مع التّاج الأردنيّ، واستطاعت الحفاظ على توازن معقول ضمن اللّعبة الدّاخليّة الأردنيّة حتّى في حالات التّوتر الإقليميّ الكبير، وكان آخرها تداعيات "طوفان الأقصى"، واستطاعت جبهة العمل الإسلامي المنبثقة عن الإخوان الحصول على 32 مقعداً في مجلس النّواب الأردنيّ في آخر انتخابات شهدها الأردن".
أما عن الجهة التي درّبت في لبنان، فيقول الأيّوبي، في حديث لموقع mtv: "هي من دون شكّ "حزب الله"، لأنّه الجهة الوحيدة التي تمتلك قدرات التّدريب الميدانيّ والعسكريّ والأمنيّ وتركيب المسيّرات وصناعة المتفجّرات"، معتبراً أنّ "حزب الله حوّل لبنان إلى ساحة تدريب للميليشيات التّابعة لإيران من الحوثيّين إلى فصائل الحشد الشّعبيّ العراقيّ وليس انتهاءً بالفصائل الأفغانيّة والباكستانيّة".
ويُضيف: "برز "الإخوان المسلمون" في لبنان (الجماعة الإسلاميّة) عسكريّاً من خلال "قوات الفجر" أثناء مقاومة الغزو الإسرائيلي عام 1982 ثم عندما شاركت في جبهة الإسناد لغزّة دعمًا للقطاع ولحركة "حماس" التي تنتمي أيضاً إلى مدرسة الإخوان، لكنّ الجماعة شاركت بقدرات متواضعة ومحدودة، ولم تمتلك معسكرات تدريب ولا مصانع تصنيع أو تركيب للألغام والمسيّرات، وهي أعلنت التزامها باتّفاق وقف إطلاق النّار وسحبت عناصرها من محاور الجنوب".

ويختم الأيّوبي، قائلاً: "النّقطة الأهمّ في هذا المسار، هو أنّ "حزب الله" عمل على اختراق جماعة الإخوان في الأردن تحت وطأة ضغوط الإبادة الحاصلة في غزّة، لكنّ هذا كلّه انتهى الآن مع سقوط المحور الإيرانيّ".

رينه أبي نادر
خاص موقع Mtv