سلامة في اليوم العالمي للتراث: لهذا اليوم ابعاده العلمية والوطنية والجمالية والاقتصادية
"حزب الله" يقطع اليد التي تمتدّ إليه
مدّ اليد يقابله قطع اليد، هذه هي معادلة «حزب اللّه» الدائمة، والمكرّسة في سلوكه منذ عقود. لا يرى في الحوار إلّا فرصةً للمناورة، ولا في الشراكة إلّا ساحة للهيمنة، فكل مبادرة تفتح باب التفاهم تتحوّل في قاموسه إلى مؤامرة تستوجب الردّ بالعنف أو الانقلاب.
في العام 2006، أفضى حوار القوى السياسية إلى حرب مدمّرة دمّرت البنية التحتيّة وسفكت الدماء، بعدما قام «الحزب» بخطف الجنود الإسرائيليين متجاوزاً كلّ مؤسسات الدولة. وعندما شارك في الحكومة وطالب بـ «الثلث المعطّل»، انتهى ذلك باجتياح بيروت والجبل في 7 أيار، في مشهد دموي لم تمحه الذاكرة. أما إعلان بعبدا، الذي تمّ التفاهم عليه على طاولة الرئيس ميشال سليمان، فلم يصمد حتى جفّ حبره، إذ أنكره «الحزب» وتنكّر له كأنه لم يكن.
اليوم، يمدّ الرئيس جوزاف عون يده، في موقف صعب، متحمّلاً ضغوطاً دولية ومحليّة تقتضي نزع السلاح غير الشرعي، ويسعى إلى حماية المؤسسة العسكرية والحفاظ على السلم الأهلي، فيردّ «حزب اللّه» عليه بالتهديد بقطع اليد، بلغة لا تنتمي إلى أي نظام ديمقراطيّ، بل تعبّر عن سلوك فاشيّ لم يتعلّم شيئاً من مآسي الماضي.
لا يريد «الحزب» التعلّم من تجاربه الكارثية، بل يهرب إلى الأمام، ويستعمل ورقة التهويل بالفوضى، ويستدرج بيئته إلى حروب كلامية وعنتريات جوفاء، بينما تواصل إسرائيل توجيه الرسائل النارية، بعد أن تغيّرت موازين القوى، مؤكدة أن معادلات الردع التي لطالما تبجّح بها «الحزب» لم تكن سوى أوهام.
وفي الداخل، لا يخجل «حزب اللّه» من التذكير بأن سلاحه ليس للدفاع عن لبنان، بل لتنفيذ أجندات إقليمية، وأنه أداة ترهيب داخلية قبل أن يكون وسيلة مقاومة. إنه «حزب» لا يقبل اليد الممدودة، لأنه لا يعيش إلّا على الخراب والانقسام، وكلّ من يحاول بناء الدولة، يكون بنظره عدوّاً يستحقّ قطع اليد.
في النهاية، ما لم يتحمّل اللبنانيون مسؤوليتهم في رفض هذا النموذج، ستبقى الدولة رهينة، وسيبقى قطع الأيدي عقيدة في وجه كلّ يد تحاول الإنقاذ.
أسعد بشارة
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|