ردًّا على استهداف "مطار بن غوريون".. 30 مقاتلة إسرائيليّة تشنّ هجومًا على اليمن!
هل تقف التحديات السورية عائقا أمام طموحات الصين في الشرق الأوسط؟
ذكرت صحيفة "South China Morning Post" الصينية أن "محللين قالوا إن على الصين "تعلم الكثير" إذا كانت تأمل في التحول من دور المتفرج إلى وسيط موثوق في الشرق الأوسط، مشيرين إلى أن بكين تواجه تحديات كبيرة في التعامل مع الحكومة السورية الجديدة. وأدلى المحللون بهذه التعليقات خلال ندوة افتراضية عقدها معهد أبحاث السياسة الخارجية الأميركي يوم الاثنين. وقال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني خلال لقائه السفير الصيني لدى الأمم المتحدة فو كونغ في نيويورك الاثنين إن البلدين "سيعملان معا لبناء شراكة استراتيجية طويلة الأمد في المستقبل القريب"، بحسب دمشق".
وبحسب الصحيفة، "لكن الصين، الداعم الرئيسي للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، تواجه الآن "أزمة سمعة"، وخاصة بين السلطات المحلية في سوريا، حسبما قال جيسي ماركس، وهو زميل غير مقيم في برنامج الصين في مركز ستيمسون والمتخصص في العلاقات بين الصين والشرق الأوسط. وقال إن الصين تواجه معضلة صعبة للغاية في سوريا، حيث سيتعين عليها التعامل مع حكومة جديدة يهيمن عليها "إرهابيون" بحسب تصنيف الأمم المتحدة. وأُطيح بالأسد، الذي حكمت عائلته سوريا لأكثر من نصف قرن، في كانون الأول بعد سنوات من الحرب الأهلية. ويشغل أعضاء من جماعة هيئة تحرير الشام المسلحة الآن مناصب وزارية محورية في الحكومة السورية الجديدة، مع أحمد
الشرع رئيسًا مؤقتًا. ومما يزيد من قلق بكين أن بعض المسلحين الأويغور، الذين ورد أنهم قاتلوا إلى جانب قوات المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام خلال الحرب الأهلية، يشغلون الآن مناصب عليا في الجيش السوري".
وتابعت الصحيفة، "يرتبط العديد من هؤلاء المتمردين، الذين ينحدر معظمهم من منطقة شينغيانغ الويغورية الذاتية الحكم في أقصى غرب الصين، بالحزب الإسلامي التركستاني، الذي تصنفه بكين منظمة إرهابية. وقال ماركس: "تاريخيًا، أظهرت بكين مرونةً وقدرةً على الحفاظ على علاقاتها مع الحكومات المتعاقبة خلال فترات الانتقال السياسي... لكن هذه القدرة على التكيف التي شهدناها... ستكون ضعيفةً للغاية هذه المرة". وأضاف أن قضية مكافحة الإرهاب ستظل على الأرجح نقطة خلاف حساسة في الحوارات بين الجانبين. وقال: "هذه ستكون نقطة خلاف رئيسية بالنسبة للصين، التي سترغب بنشاط في رؤية شكل من أشكال التنسيق حول ضمان عدم عودة التهديد الإرهابي المحتمل الذي تراه في سوريا إلى الوطن ليطاردها".
أضاف: "لكن أعتقد أن النقطة المهمة هنا هي أن السلطات السورية لا تملك بالضرورة في الوقت الحالي الحافز للتنسيق مع الصين بشأن هذه النقطة المحددة لأن تلك المجتمعات كانت جزءاً نشطاً في الدفع، من وجهة نظر المعارضة، لتحرير سوريا"."
وأضافت الصحيفة، "قال آرون غلاسرمان، باحث ما بعد الدكتوراه في مركز دراسة الصين المعاصرة في جامعة بنسلفانيا، إن بكين لا ترغب في الاعتراف بالمقاتلين الأويغور "ذوي النفوذ الكبير" والتعامل معهم كجزء من جماعة أخرى. وأضاف: "من ناحية أخرى، لا نريد أن نُبعدهم بالضرورة عن السلطة السياسية كثيرًا، لأنهم قد يكونون أكثر ميلًا لشن هجمات إرهابية أو القيام بأعمال أخرى، سواءً كانت محاولة العودة إلى الصين، أو إلى شينغيانغ، أو ببساطة ضرب أهداف صينية في المنطقة". وأعربت الصين عن قلقها إزاء التقارير التي تفيد بأن سوريا عززت صفوف مقاتلين أجانب في صفوف عسكرية رفيعة. وفي إحاطة لمجلس الأمن الدولي في كانون الثاني، حثّ السفير الصيني الحكومة السورية الجديدة على "الوفاء بالتزاماتها في مكافحة الإرهاب ومنع أي قوات إرهابية من استخدام الأراضي السورية لتهديد أمن الدول الأخرى"، مؤكدًا على موقف بكين "عدم التسامح مطلقًا" مع الإرهاب".
وبحسب الصحيفة، "كانت العلاقة بين دمشق وبكين جيدة خلال فترة حكم الأسد. وفي عام 2023، زار الأسد الصين والتقى بالرئيس شي جين بينغ. وصرح وانغ تينغي، الباحث في أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، وهي معهد أبحاث في أبوظبي، بأن الصين لديها "سوء فهم عميق" لسوريا والوضع على الأرض. وأضاف أن هذا، إلى جانب الاضطرابات الإقليمية، أدى إلى "محدودية" المساعدات الإنسانية والاقتصادية الصينية. وقال وانغ: "إذا أردتَ أن تكون وسيطًا، فعليك أن تكون محل ثقة... ولكي تكون وسيطًا ناجحًا، أعتقد أن على الصين أن تتعلم الكثير"، مضيفًا أن عدم الفهم سيحد من مهارات بكين وقدرتها على التعامل مع الوضع الراهن. وأضاف وانغ أن بكين لا تملك استراتيجية معقدة في الوقت الحالي، وأنها اعتمدت نهج الانتظار والترقب".
وتابعت الصحيفة، "قالت باربرا سلافين، وهي زميلة بارزة في مركز ستيمسون في واشنطن ومحاضرة في الشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن، إن الصين، باعتبارها "متفرجة إلى حد كبير" في المنطقة، قد تأخذ إشاراتها من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وروسيا، والذين كانوا لاعبين أكثر أهمية في الشرق الأوسط. لقد عززت الصين مكانتها كوسيط في الشرق الأوسط بشكل متزايد في السنوات الأخيرة. وفي عام 2023، توسطت في اتفاق لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران، مُمثلةً بذلك تقدمًا دبلوماسيًا كبيرًا بعد سنوات من العداء المتبادل. لكن هذا كان "ثمرةً سهلة المنال"، وفقًا لسلافين. وأشارت إلى أنه من المتوقع أن تتولى دول الخليج زمام المبادرة في "إدارة" العلاقات الرئيسية لسوريا وتحقيق الاستقرار في الوضع. وأضافت سلافين أن الصين لعبت دورَ منبرٍ أكثر منه وسيطًا، إذ "تدخلت" في محاولة جمع الفصائل الفلسطينية".
واضاف الصحيفة، "من جانبه أكد ماركس أن السلطات السورية الجديدة تسعى إلى استعادة الاستقرار، وإعادة بناء الدولة، واكتساب الشرعية الدولية. ورغم المشاركة العملية لبكين مع الحكومة الجديدة، فإن افتقارها للخبرة في ما يتعلق بما مر به الشعب السوري خلال الحرب الأهلية قد يعيق العلاقات ويعقد جهود الصين الرامية إلى تعزيز مصالحها الأساسية في البلاد، وفقا لماركس. وقال: "لقد أغفلت الصين تمامًا تجربة السلطات السورية الحالية وخبرتها في أسباب قتالها للأسد... لا أعتقد أن هذا أمرٌ يمكن التغاضي عنه". وأضاف: "إذا كانوا لا يعرفون آنذاك، فهم يعرفون الآن بوضوح... ما عانت منه سوريا خلال الحرب الأهلية"."
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|