عربي ودولي

هل تشعل سياسات ترامب بشأن الهجرة فتيل حرب أهلية؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يرى خبراء أن رهان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تمرير قانون الحدود والتصدي للهجرة غير النظامية بالقوة المفرطة، من الممكن أن يذهب بالولايات المتحدة إلى حرب أهلية بين مكونات عدة في الداخل الأمريكي.

وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "عنصرية" ترامب تهدد الداخل الأمريكي بالانقسام، لافتين إلى أن الاستمرار في ذلك قد يولد حربا أهلية وتكوين نزعات انفصالية محملة بدوافع لن يكون هناك قدرة، في حال اتساع رقعتها، على عرقلتها أو مواجهتها في ظل استمرار القمع القائم بالخطة "المتشددة" للرئيس الجمهوري.

اتساع رقعة الاحتجاجات

ونشرت السلطات الأمريكية عددا كبيرا من القوات الأمنية والعسكرية في لوس أنجلوس، قُدرت بأنها تفوق عدد القوات الأمريكية الموجودة في العراق وسوريا، حيث يوجد 4800 فرد من الحرس الوطني ومشاة البحرية في لوس أنجلوس، مقارنة بـ 2500 جندي في العراق و1500 في سوريا.

وفي الوقت الذي انطلقت فيه احتجاجات في سان فرانسيسكو وبوسطن ودالاس وشيكاغو وأتلانتا وغيرها، أعلن حاكم تكساس الجمهوري غريغ أبوت، أن الولاية ستنشر حرسها الوطني، للمحافظة على النظام، وذلك بعدما دفعت احتجاجات ضد توقيف مهاجرين، الرئيس ترامب لإرسال قوات من الجيش إلى لوس أنجلوس، لتنتقل عدوى الاحتجاجات إلى عدد من الولايات الأخرى.

قانون التمرد

ويؤكد عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي ماهر عبد القادر، أن حدة الصراع تعلو في كاليفورنيا؛ لأن ترامب يريد أن يشتد في عناده والتصعيد في لهجته الذي ينقل الأزمة إلى مدن أخرى مما ينذر بوضعية أشد خطورة.

ويضيف عبد القادر في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن ترامب وعد في حملته الانتخابية بترحيل المجرمين من المهاجرين غير الشرعيين ورجال العصابات، والآن يُقحم الشرطة والأمن والجيش الفيدرالي، حيث يهاجم ويقتحم أماكن العمل، المدارس، الجامعات، الكنائس، ويعتقل مواطنين بجانب مهاجرين سلميين وغير مجرمين بغرض ترحيلهم، في وقت يعملون فيه على تعديل وضعهم القانوني ليكونوا أصحاب إقامة شرعية.

وأفاد عبد القادر بأن هناك 3.5 مليون مهاجر غير شرعي في ولاية كاليفورنيا، معظمهم من أمريكا الوسطى والجنوبية وبالأخص المكسيك، وترامب مع تصاعد حدة المواجهات في كاليفورنيا يهدد باستخدام قانون التمرد الذي يتيح له استخدام الجيش لكبح جماح المتظاهرين في ظل اعتباره هذا التظاهر تمردا على الدولة.

وأشار عبد القادر إلى أن هذه المشاهد لم تعهدها الولايات المتحدة منذ أكثر من 40 عاما، في وقت يقول فيه ترامب إن استمرار حاكم كاليفورنيا، غافين نيوسوم في عناده، سينتج عنه القيام باعتقاله على الرغم من أنه رئيس ولاية منتخب.

لعب بالنار

وأوضح عبد القادر، أن إرسال ترامب قوات من البحرية والجيش وحرس الحدود إلى كاليفورنيا أمر مستفز للأمريكيين، ويخالف القانون، ومن خلاله يتعدى الرئيس صلاحياته ويطيل من أمد المظاهرات، لافتا إلى أن ترامب يستغل شعبية تهجير المهاجرين غير الشرعيين ويتحدى به الديمقراطيين الذين يتجنبون الحديث عن هذا الأمر، لكن الكل يعي أنه يلعب بالنار في كاليفورنيا، حيث إن قمع المتظاهرين بهذه الحدة من الممكن أن ينتقل إلى مناطق أخرى.

وبيّن عبد القادر أن اللعب بالنار من ترامب يفجر الداخل الأمريكي بقمع المتظاهرين، ويهدد المشهد في الولايات المتحدة، مدللا على ذلك بواقعة جرت سنة 1770 عندما أطلق جنود الاحتلال الإنجليزي النار على متظاهرين في بوسطن الذين احتجوا على قانون الضرائب الباهظة، ليكون ذلك شرارة الثورة الأمريكية ضد بريطانيا، مما أدى إلى تغير الوضع وإعلان الاستقلال، وهو ما قد يحدث في مشهد آخر يهدد الداخل الأمريكي.

وتابع عبد القادر، أن الكل يعلم أن ترامب بارع في المراوغة، ويحاول ترويض أذهان الناس عبر حديث يوجه الأمور لمصلحته، في ظل وجود قضيتين كبيرتين يحاول صرف الأنظار عنهما، الأولى صراعه وخلافه مع إيلون ماسك، والثانية رغبته في تمرير ميزانيته التي يعتقد الكثيرون من أعضاء الكونغرس وحكام الولايات والصحفيين أنها غير واقعية، وستزيد من ديون أمريكا والعجز في الميزانية.

"لا ملوك".. احتجاجات تشعل 20 ولاية

وبدوره، يقول الخبير في الشأن الأمريكي سعيد عبد الحفيظ، إن الطرق باتت مغلقة في ظل ما فعله ترامب من إشعال الموقف والتصعيد في لوس أنجلوس.

ويوضح عبد الحفيظ في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الوضع متأزم في ظل الدعوى لاحتجاجات يطلق عليها "لا ملوك" انطلقت بالفعل في أكثر من 20 مدينة، والتي يريد منظموها الوصول بها إلى حدتها بعد 3 أيام بالتزامن مع عيد ميلاد ترامب.

ولفت عبد الحفيظ، إلى أن ترامب يراهن على تمرير قانون الحدود والتصدي للهجرة غير الشرعية، وأن يستعرض قوته، ولكن بعناده الذي هو عليه، من الممكن أن يذهب بالولايات المتحدة إلى حرب أهلية بين مكوّنات عدة في الداخل الأمريكي.

مجموعات انفصالية

وأردف عبد الحفيظ، أن هناك تهديدا للأمن القومي الأمريكي، ومظاهر تقسيم داخلي، في ظل هجمة عنصرية من ترامب ليس فقط ضد المهاجرين غير الشرعيين أو من هم مهاجرون ولهم أوضاع قانونية سليمة أو حتى من لديهم الجنسية وباتوا مواطنين أمريكيين ولكن أصولهم مكسيكية أو لاتينية، ولكن هذه العنصرية ضد كل من هم ليسوا من أصحاب اللون الأبيض، الأمر الذي جعل مواطنين أمريكيين من أصول لاتينية يشعرون بأنهم ليسوا في أمان، وهو ما جعل هناك ظهورا وانتشارا كبيرا للعلم المكسيكي ودول من أمريكا الجنوبية في شوارع كاليفورنيا التي يوجد فيها بالأساس من قبل مجموعات ذات ميول انفصالية.

ويرى عبد الحفيظ، أن عنصرية ترامب تهدد الداخل الأمريكي بالانقسام، ومن المؤكد أن الاستمرار في ذلك قد يولّد حربا أهلية وتكوين نزعات انفصالية محملة بدوافع لن تكون هناك قدرة، في حال اتساع رقعتها، على عرقلتها أو مواجهتها، في ظل استمرار هذا القمع بتلك الخطة "المتشددة" من ترامب.

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا