محليات

لبنان يُدفَع مجددًا نحو الهاوية.. نعيم قاسم يُسقط مبدأ الحياد والجنوب يشهد نزوحًا واسعًا

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في تصريح يضرب بعرض الحائط مبدأ الحياد اللبناني ويفتح الباب أمام احتمالات كارثية على بلد مأزوم، أعلن الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم أنّ الحزب “ليس على الحياد” في المواجهة بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل، معلنًا بوضوح الانحياز الكامل لمحور طهران على حساب السيادة اللبنانية ومصلحة شعبها.

في بيان اتّسم بالتصعيد والتحدي، رأى قاسم أن أي تهديد يتعرض له المرشد الإيراني علي خامنئي أو الجمهورية الإسلامية يُعد “عدوانًا على كل شعوب المنطقة”، مضيفًا: “نحن إلى جانب إيران… ولسنا على الحياد”، في تحدٍ صارخ لرغبة غالبية اللبنانيين بعدم الانجرار إلى حروب الآخرين.

حزب الله يدفع بلبنان نحو الهاوية

هذا الخطاب، الذي يعكس ارتهانًا كاملاً للمشروع الإيراني في المنطقة، يتجاهل الواقع اللبناني الهش، ويضع البلد على حافة صراع إقليمي لا طاقة له على تحمّله. فبدلًا من حماية الداخل اللبناني من أتون التصعيد، يختار “حزب الله” تعميق الارتهان الخارجي، مستدرجًا لبنان إلى حرب بالوكالة، لا يملك فيها لا القرار ولا القدرة على الاحتمال.

وحين يعلن الشيخ قاسم أنّ “كل أشكال الدعم لإيران واجبة”، فإن السؤال البديهي هو: على حساب من؟ من سيدفع الثمن؟ الجواب واضح: اللبنانيون، الذين يعيشون منذ سنوات أزمات معيشية واقتصادية خانقة، ها هم اليوم يعودون للنزوح مجددًا، لا هربًا من عدو خارجي، بل من سياسات مغامرة لا تعبأ بمصيرهم.

وهنا، من المهم التذكير أنّ نعيم قاسم، ولو كان وكيلاً للولي الفقيه علي خامنئي في لبنان، فعليه أن يعلم أن لبنان دولة مستقلة ذات سيادة، لا ولاية تابعة. وإذا كانت له وكالة دينية أو سياسية، فهي لا تمنحه الحق بخطف القرار الوطني أو التصرف كأن البلاد مجرد امتداد للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

نزوح جديد من الجنوب والضاحية

وقد انعكس القلق الشعبي بوضوح على الأرض، حيث سجلت موجات نزوح جديدة من مناطق الجنوب والضاحية الجنوبية باتجاه الجبل وكسروان. المواطنون، الذين خبروا ويلات الحروب الماضية، لا يثقون بالضمانات، ولا بقدرة الدولة على حمايتهم، وسط غياب تام لأي موقف رسمي يضع حدًا لهذا الاستقواء بالسلاح على القرار الوطني.

ريفي: لبنان ليس ملككم

ولم يتأخر الرد من الداخل اللبناني. فقد غرّد النائب أشرف ريفي قائلًا: “لبنان على الحياد، ولن تستطيعوا جره مرة أخرى إلى الدمار”، في إشارة واضحة إلى أن خيارات “حزب الله” لا تمثل الشعب اللبناني بأسره. وأضاف بلهجة حادة: “إذا أردت الانتحار، انتحر وحدك”، في تأكيد على رفض الغالبية اللبنانية الدخول في حرب ليست معركتها.

ريفي ذكّر بما وصفه “نفاق محور الممانعة”، متسائلًا: “أين كانت إيران حين تعرّض لبنان للعدوان؟”، ومشيرًا إلى أنّ سياسة “الانتحار الجماعي” التي يقودها الحزب تضع ملايين اللبنانيين في دائرة الخطر.

لبنان على مفترق خطير

في وقت يغرق فيه لبنان بأزماته الاقتصادية والنقدية والاجتماعية، يُصرّ “حزب الله” على جرّ البلاد إلى محاور الصراع الإقليمي، متجاهلًا أن لبنان ليس ساحة لحروب الآخرين، وأن أولويته هي الاستقرار لا التصعيد، النهوض لا التبعية.

إنّ إعلان قاسم أن الحزب لن يكون على الحياد، ليس مجرد تصريح سياسي، بل تهديد مباشر للكيان اللبناني، ولما تبقّى من فرص إنقاذه.

لقد آن الأوان لوضع حدّ لهذا الخطف المستمر للقرار الوطني، وإعادة الاعتبار لمفهوم الدولة والدستور والحياد، لأن لبنان دولة لا ولاية، ولأن حياة اللبنانيين ليست وقودًا لحروب الآخرين.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا