الدولة الفلسطينية... انتقال نحو عالم عربي جديد أو نسخة جديدة غير ناجحة؟
تسابق مجموعة من دول العالم اليوم، الوقت، خصوصاً في أوروبا، للاعتراف بدولة فلسطينية، كخطوة تمهيدية تساعد على إنهاء الحرب في غزة، وعلى إيجاد حلّ نهائي للقضية الفلسطينية.
ولكن ما هي الضمانات التي يجب تأمينها، حتى لا يصبح هناك دولة شرق أوسطية جديدة، غير ناجحة، على غرار غيرها من دول الإقليم؟
نقلة نوعية؟
ففي معظم بلدان منطقتنا، ولبنان من ضمنها، لا نقص على مستوى الأنظمة والقوانين والدساتير، ولا حتى على صعيد الحكومات، والرئاسات، والسلطات التشريعية، فيما لا وجود لدول فعلية.
كما أنه في معظم بلدان منطقتنا، يمكن لأي زعيم ديني أن يحشد أكثر من ألف مقاتل خلال ثوانٍ معدودة، وأن يُقحمهم في أكبر وأخطر أنواع المعارك والحروب، فيما لا يمكن تحشيد شعب للتحرك ولمطالبة دولته بالمياه، والكهرباء، والغذاء، والدواء، والمدرسة، والمستشفى، وظروف الحياة الكريمة...
وأمام هذا الواقع، هل بات الإقليم على موعد مع دولة جديدة، هي فلسطينية هذه المرة، ولكن غير ناجحة؟ دولة تمتلك دستوراً وسلطة، ولكن لا ضمانة فيها لإجراء أي إصلاح، ولا لأن تشكل نقلة نوعية نحو عالم عربي جديد؟
خطوة مبدئية
رأى النائب السابق فارس سعيد أن "الاعتراف بدولة فلسطينية هو موقف مبدئي. وأما نقله الى حيّز التنفيذ، فيتطلّب أموراً عدة من الجهة الفلسطينية أولاً، وهي أن يتّفق الفلسطينيون بين بعضهم البعض على وجهة نظر واحدة، حول رؤية دولتهم تعيش مع إسرائيل جنباً الى جنب. كما يتطلّب من الإسرائيليين ثانياً أن يتقبّلوا هذه الدولة التي ستعيش الى جانبهم".
وأشار إلى أنه "حتى اللحظة الحاضرة، لا تفهّم إسرائيلياً ولا وحدة فلسطينية يقابلان هذا الموقف المبدئي. وبالتالي، تبقى المطالبة بقيام دولة فلسطينية خطوة مبدئية الآن".
زمن إيلون ماسك
واعتبر سعيد أن "المنطقة عموماً هي ضمن مرحلة انتقالية حالياً، بين قديم لن يعود، وجديد نتلمّس معالمه. وفي هذه المرحلة الانتقالية، كل شيء ممكن أن يحصل، بما فيه انتظار الانتقال الى مرحلة ازدهار اقتصادي".
ورداً على سؤال حول ما يتحكم بالوقائع على مستوى أنه يمكن لزعيم عقائدي أن يشحن الآلاف للقتال خلال ثوانٍ معدودة، فيما لا تتحرك شعوب منطقتنا للمطالبة بالمياه والكهرباء والدواء... وغيرها من الحاجات، أجاب سعيد:"نحن في زمن إيلون ماسك الآن، وليس في زمن العقائد. فزمن العقائد انتهى".
وختم:"في لبنان مثلاً، سنتّجه الى مكان جديد، والى حالة ستنقلنا من مرحلة الظلم الى مرحلة أخرى. وما يهمّنا اليوم بعد التهجير هو عدم الهجرة، أي البقاء في بلادنا".
انطوان الفتى - أخبار اليوم
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|