الصحافة

اجتماع باريس: دمج المسارين اللبناني والسوري!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يكتسب الاجتماع الذي شهدته فرنسا يوم الخميس، بمشاركة شخصيات سياسية وعسكرية بارزة من الجانبين الفرنسي والأميركي، دلالات استراتيجية عميقة في سياق الملفات الساخنة في لبنان وسوريا.

يعكس حضور مسؤولة ملف الشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية آن كلير لوجاندر إلى جانب قادة الجيش الفرنسي، ووفد عسكري أميركي من قيادة المنطقة الوسطى (سنتكوم)، والموفد الرئاسي الأميركي توم براك، تقاطعاً واضحاً بين المقاربة السياسية والدبلوماسية من جهة، والرؤية الأمنية والعسكرية من جهة أخرى، وهو ما يوحي بأن النقاش لم يكن بروتوكولياً، بل موجّهاً نحو صياغة رؤية مشتركة لمراحل حساسة مقبلة.

١-لبنانياً، يمكن قراءة الاجتماع في سياق التحضير لمواكبة خطة الجيش اللبناني لسحب سلاح حزب الله، والتي تشكّل محوراً أساسياً في أجندة واشنطن وباريس خلال الأشهر المقبلة. ففرنسا، التي ترتبط تاريخياً بدور راعٍ وداعم للاستقرار في لبنان، تدرك أن أي مسار لتطبيق القرارات الدولية وضبط السلاح خارج الدولة يحتاج إلى شبكة دعم دولية، سياسياً وأمنياً، فيما ترى واشنطن أن حصر السلاح بات قراراً لا رجعة فيه، وأن تنفيذه يتطلّب تنسيقاً متعدد المستويات، يشمل الجيش اللبناني، قوات “اليونيفيل”، والمظلة السياسية لمجلس الأمن.

٢-سورياً، يأتي الاجتماع في وقت يشهد فيه الإقليم إعادة خلط أوراق، سواء على صعيد الانفتاح العربي على دمشق، أو إعادة تموضع القوى الدولية في ضوء الصراع الأوكراني وتداعياته على الشرق الأوسط. ويؤشر حضور “سنتكوم” إلى الطاولة مع الفرنسيين إلى أن الملفين اللبناني والسوري يُنظر إليهما ضمن منظومة أمنية واحدة، حيث الحدود المشتركة، وحيث تأثير أي تغيير ميداني في سوريا على توازن القوى في لبنان.

عملياً، يُعتبَر هذا الاجتماع خطوة في مسار وضع خريطة طريق مشتركة، تحدّد أدوار كل طرف في المرحلة المقبلة. ففرنسا تسعى للحفاظ على نفوذها الدبلوماسي والإنساني في لبنان، فيما الولايات المتحدة تمسك بالمفاتيح الأمنية والعسكرية. ويهدف التنسيق بين الجانبين إلى تجنّب أي فراغ أمني قد ينشأ إذا تقلّص دور قوات حفظ السلام أو تبدّلت مهامها، وفي الوقت نفسه، دفع الأطراف اللبنانية إلى تنفيذ التزاماتها، مع ضمان عدم انفجار الساحة الداخلية.

بالمحصلة، الاجتماع الباريسي ليس محطة عابرة، بل جزء من هندسة سياسية – أمنية يجري إعدادها للمنطقة، تضع لبنان وسوريا على خط واحد من الترتيبات، في لحظة دولية حساسة تتداخل فيها التحديات الإقليمية مع الحسابات الكبرى للقوى العظمى.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا