ترامب يُعلن الحرب على كارتلات المخدّرات: مادورو أولاً... فمن التالي؟
قنبلة على تركيا وتقوم "إسرائيل الكبرى"
كثيرة هي الأيدي التي تلعب بالراس السوري. هذا ما يجعلنا نخشى على مصير هذا البلد الشقيق، وعلى مصيرنا، لنفاجأ ببيان لوزارة الداخلية، وبعد ذلك الكلام العقلاني للرئيس أحمد الشرع حول النظرة الى "حزب الله"، يتحدث عن "القبض على خلية ارهابية تابعة للحزب في بلدتي سعسع وكناكر، في الريف الغربي لدمشق ... وكان أفراد هذه الخلية يخططون لتنفيذ عمليات داخل الأراضي السورية تهدد أمن واستقرار المواطنين".
خلية في تلك المنطقة النائية قرب جبل الشيخ لـ "تهديد أمن واستقرار المواطنين". ما هي الجدوى التكتيكية لعمليات من هذا القبيل، وبعدما كان مسؤول بارز في الحزب قد أكد لنا، وبلهجة قاطعة، البعد عن أي خطوة سلبية حيال سوريا.
ماذا اذا علمنا أن هناك جهات عربية تركز على اجتثاث "حزب الله" وتتغاضى كلياً عن الأخطار الهائلة التي تمثلها السياسات الاسرائيلية باتجاهها الى تفكيك سوريا، والعراق، وربما لبنان، وحتى دول مجلس التعاون التي معظمها أقام علاقات وثيقة معها، تفادياً لـ "الخطر الايراني"، مع رهاننا على خطوات ايرانية وشيكة لاعادة النظر في علاقاتها الملتبسة مع المحيط العربي، وبعدما تبينت خطورة المشروع الاسرائيلي الذي يشمل حتى ايران وتركيا.
ليس بالغريب أن الآلاف من رجال الأجهزة السابقة، والذي احترفوا ثقافة التشبيح، والكثير من قادتهم بات تابعاً لأجهزة خارجية، التحقوا بالأجهزة المستحدثة، وهم ليسوا بالبعيدين عن تلفيق التهم. هذا ما نراه في الخبر عن "الخلية الارهابية لحزب الله" الذي اما أنه موعز به من جهة خارجية، أو أنه، بتلك السذاجة المروعة، موجه الى اسرائيل بأننا واياكم في خندق واحد، في حين أن ما يحصل على الأرض السورية يفترض أن تكون القيادة السورية في خندق واحد مع قيادة الحزب.
يحدث ذلك، وقد كشفت الضربة على الدوحة أن المنطقة كلها بقبضة نتنياهو وبدعم كامل من ترامب بنقاط التقاطع بين المشروع الأميركي والمشروع الاسرائيلي، اذ متى لم تقم الولايات المتحدة ببيع حلفائها ؟
أمامنا النموذج السوري الذي هو نتاج السيناريو المعروف. الشرع أعلن على الملأ أن اسرائيل ليست عدوتنا. ومع ذلك أقامت حزاماً من النار حول القصر الجمهوري في دمشق، ودمرت مبنى هيئة الأركان، وهي لا تزال تواصل ضرب كل أثر للجيش السوري لتبقى سوريا بين أسنان الغول الاسرائيلي، دون أن نغفل احتلال الجانب السوري من جبل الشيخ، واقامة منطقة عازلة قد تلامس حدودها حدود ضواحي دمشق.
الاستخبارات التركية موجودة حتى في جدران قصر الشعب، وكان ثابتاً أن رجب طيب اردوغان الذي أعاد تركيب شخصية أبو محمد الجولاني، وأوصله الى قصر الشعب، كان يراهن على كوندومينيوم تركي ـ اسرائيلي ليس فقط لادارة غاز شرق، وجنوب، المتوسط وانما لادارة الشرق الأوسط بأكمله، وصولاً الى ايجاد موطئ قدم له في المنطقة النفطية، وان كان معروفاً وجود قوات تركية في قطر، ولكن داخل السياج الأميركي.
ما في الرأس الاسرائيلي يختلف عما في الرأس التركي في الأول الهاجس الايديولوجي، وفي الثاني الهاجس التاريخي. نتنياهو أفرغ، أخيراً، كل ما في رأسه عندما ادّعى أنه في مهمة روحية، أي بوحي الهي أو بدعوة الهية، تتوخى اقامة "اسرائيل الكبرى"، أي ما يصفها ايتامار بن غفير "أمبراطورية يهوه" التي تحكم العالم في وقت لاحق. وهي لا تتوقف عند الحدود التوراتية فقط، من النيل الى الفرات، بل تأخذ بالاعتبار ما أحدثته التكنولوجيا العسكرية في جيوبوليتيكا الصراع، ما يعني التغيير التلقائي لحدود أرض الميعاد.
نتنياهو هو الذي حضّ ترامب على تدمير المفاعلات النووية الايرانية، عقب انكفائها الى الهضبة الفارسية. يعنيه أكثر، لتحقيق مشروعه، ضرب القوة التركية التي تتطور يوماً بعد يوم، في المجال التكنولوجي، فهل يستطيع أن يستدرج الرئيس الأميركي الى ضرب المصانع العسكرية التركية، وكذلك الأهداف العسكرية الحساسة، مقابل أن يقود اللوبي اليهودي حملة التمديد له لولاية ثالثة، كما فرنكلين روزفلت، ولكن بحيثيات مختلفة، وعلى أساس وجود التباس دستوري في ما يتعلق بالفاصل الزمني بين الولايتين الأولى والثانية، ثم لأن ترامب هو المؤهل لخوض الصراع مع الصين، أو غيرها، لاحتفاظ الولايات المتحدة بدورها في قيادة العالم.
من أشهر وأخبار تركيا تتصدر وسائل اعلام اليمين الاسرائيلي. صحيفة "هاآرتس" التي خارج هذا السياق، ربطت، في مقالة بعنوان "تركيا قد تكون الهدف التالي بعد قطر. العواقب كارثية"، بين "الهجوم على قطر وبين اعلان الشاباك عن احباط مؤامرة اغتيال بن غفير التي نفذتها خلية "حماس" في تركيا، مما يثير تساؤلاً متفجراً ما اذا كانت أنقرة ساعدتها في التخطيط"، لتشير الى أن تركيا تختلف جذرياً عن قطر بالجيش القوي، وبنفوذها في سوريا وليبيا وشرق المتوسط، بالاضافة الى عضويتها في الأطلسي". والنتيجة كارثة استراتيجية.
لكن نتنياهو يعتبر أن الخطر التركي يزداد يوماً بعد يوم، مادام اردوغان يسعى، بكل امكاناته، الى احياء السلطنة العثمانية، ما يعني أن الجيش التركي سيكون على حدود اسرائيل التي امتلكت القنبلة النووية لمثل هذا اليوم. استطراداً قنبلة أو أكثر على تركيا تشق الطريق، على مصراعيه، أمام ... اسرائيل الكبرى.
نبيه البرجي - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|