نهاية ترشيح فرنجيّة وأزعور
تقدّم اليوم عنوانان يمكن أن يشكّلا منعطفاً مفصلياً في الملفّ الرئاسي:
- الأوّل: غداء جمع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد برئيس تيار المردة سليمان فرنجية في زغرتا.
- الثاني: اجتماع في السفارة السعودية ضمّ واحد وعشرين نائباً سنّيّاً، بحضور الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، في لقاء حمل رسائل بالجملة، ربّما أهمّها إعلان مباشر من المملكة أنّها معنيّة بالملفّ الرئاسي اللبناني، بالمشاركة مع الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، وبطبيعة الحال ستكون إيران "على السمع"، وهو ما سيجعل من الملفّ الرئاسي ملفّاً قابلاً للحلّ خلال الفترة المقبلة.
رعد - فرنجية: تمهيد للتسوية؟
قبل نحو أسبوع، التقى النائب محمد رعد بفرنجية أثناء تقديم واجب العزاء عن وفاة الراحل طلال سلمان. يومها قال رعد لفرنجية إنّه سيتناول الغداء معه في دارته قريباً. أمس كان موعد هذا الغداء. وقبل الدخول في تفاصيله، لا بدّ من الإشارة إلى أهمية التوقيت:
- أوّلاً، يأتي بعد لقاء جمَع رعد نفسه وقائد الجيش جوزف عون قبل أيام ولم يكن صدفةً، بل كان منسّقاً على أعلى المستويات.
- ثانياً، يأتي غداء رعد - فرنجية في وقت يُبلغ فيه الموفد الفرنسي جان إيف لودريان القوى السياسية في أثناء جولته والنواب السُّنّة في أثناء اجتماعه بهم في السفارة السعودية الخروج من معادلة "سليمان فرنجية – جهاد أزعور"، وضرورة التشاور لفتح الأبواب للتسوية الرئاسية.
عليه، لا بدّ من مقاربة هذا اللقاء من حيث توقيته ونوع العلاقة التي تربط الحزب بفرنجية. ففي المعلومات أنّ رئيس تيار المردة سبق أن أبلغ أكثر من مرّة الأمين العامّ للحزب أنّه لا يريد أن يكون سبباً لأزمة كبرى في البلد المقبل على انهيار. فكان دوماً ردّ نصرالله الطلب من فرنجية "الصمود" لأنّ الحزب معه "إلى أبعد الحدود".
لا شكّ اليوم أنّ العلاقة بين الحزب وفرنجية تتخطّى علاقة الحلفاء. تتحدّث مصادر مطّلعة على اللقاء عن تكامل وتنسيق بين الفريقين، على أن يكون خيار الذهاب إلى تسوية خياراً مشتركاً، وأن يكون فرنجية شريكاً في أيّ تسوية.
لكنّ مصادر الطرفين أعلنت أنّه "غداء بين حليفين وحسب"، في حين تشير مصادر متقاطعة إلى أنّه قد يكون بداية التمهيد للتسوية.
لودريان للنوّاب السُّنّة: التشاور للوصول إلى تسوية
في لقاء اليرزة، اجتمع السفير السعودي وليد البخاري مع 21 نائباً سنياً. غاب من الـ27 ستة: لم يُدعَ اليه نائبي الحزب ينال الصبح وملحم الحجيري، ولا النائب جهاد عبد الصمد، وغاب نائبا التغيير حليمة قعقور وابراهيم منيمنة، واعتذر النائب أسامة سعد.
حضر الاجتماع الموفد الرئاسي لو دريان الذي قدم طريق الحل الرئاسي بشكل مباشر، فتلقفه نائب كتلة الرئيس نبيه بري، كتلة التنمية والتحرير، قاسم هاشم، قائلاً إنّ فريقه السياسي منفتح على التسوية والحلّ. أما السفير السعودي فأكّد للمجتمعين أنّ بيان اللجنة الخماسية واضح لجهة المواصفات والمهمات، ورفض الدخول في الأسماء قائلاً: "كلّ نائب يستطيع أن يحدّد مرشّحه وفقاً لهذه المواصفات".
لهذا اللقاء جملة من القراءات :
- أوّلاً، هي رسالة بأنّ المملكة معنيّة بالأزمة الرئاسية اللبنانية في العمق، وأنّها دخلت إلى الملفّ بشكل علني هذه المرّة. ودخولها هذا، بعد تأكيداتها السابقة أنّها تقف على الحياد وتكتفي بالدعوة إلى انتخاب رئيس، ليس إلّا دليلاً على وجود مؤشرات تفاهم إقليمي مع إيران، ودولي مع الولايات المتحدة، على إنهاء الشغور وانتخاب رئيس يعكس تطلّعات اللجنة الخماسية.
- ثانياً، الإصرار على إيصال رسالة مباشرة جداً في اللقاء إلى النوّاب السُّنّة بألّا ينتخبوا أيّاً من المرشّحين السابقين، سليمان فرنجية أو جهاد أزعور، لأنّ هذه المعادلة انتهت والعمل جارٍ على إعداد أرضية لانتخاب "رئيس تسوية".
في المعلومات أنّ الساعة وربع الساعة، شارك فيها مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وكان لودريان والمفتي والسفير السعودي عقدوا اجتماعاً منفرداً قبل الدخول إلى لقاء النواب السنّة. والاجتماع العام هدف إلى تثبيت نقطتين:
- أوّلاً، تأكيد بيان اللجنة الخماسية الأخير بما تضمّنه من مواصفات الرئيس والأولويات الرئاسية.
- ثانياً، تأكيد لودريان قناعته بأن لا إمكانية لنجاح الطروحات السابقة وتأكيد ضرورة التشاور للوصول إلى تسوية.
من بنشعي إلى اليرزة تأكيدٌ أنّ التسوية الرئاسية مقبلة على لبنان في الفترة الآتية وفق تقاطع خارجي ومحلّي سيجري إخراجه في الاجتماع الذي سيعقد في نيويورك للجنة الخماسية للاستماع إلى نتائج المشاورات التي إجراها المبعوث الرئاسي الفرنسي.
جوزفين ديب - أساس
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|