فخ بري... الفريسة سهلت المهمة!

كما يتمكن الثعلب من إستدراج فريسته إلى الفخ، إستطاع رئيس مجلس النواب نبيه بري استدراج المعارضة إلى "فخ الحوار" ليقينه أن دعوة الحوار لـ7 أيام على أن تليها جلسات متتالية لانتخاب الرئيس لن تقبل به المعارضة فيقول للقاصي والداني" انظروا انهم يعطلون انتخاب الرئيس" .

الرئيس بري يعلم تماماً أن المعارضة المسيحية على وجه التحديد لن تقبل بهذه الدعوة وهو كما ترى أوساط سياسية ليس جدياً بهذه الدعوة أصلاً إلّا أنها كانت الحل الأمثل لإحراج المعارضة أمام الرأي العام الدولي، وهو إذْ استبق زيارة لودريان بتوجيه هذه الدعوة، فإنه أراد أن يظهر للخماسية الدولية ولفرنسا تحديدًا أن الثنائي ليس هو من يعطل الحياة السياسية في لبنان، ويكون قد استطاع الهرب من تهمة التعطيل.

رئيس مجلس النواب الذي استطاع بحنكته السياسية المعهودة جر المعارضة إلى ملعبه، جعل من دعوته المحور الأساس لجولة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الذي سارع إلى ترويجها عند الأفرقاء اللبنانيين على أساس التكامل بينها وبين المساعي الفرنسية لإنهاء الشغور الرئاسي.

إلّا أن العارفين بأساليب "سيد المجلس" يجزمون أن دعوته لجلسات مفتوحة بعد الحوار ما هي إلّا نصوص تحتمل التأويل، فالمتتالية لا تعني الجلسة الأولى تلي جلسة ثانية أو حتى دورة ثانية في اليوم نفسه، فيمكن أن تمتد الفترة الزمنية بين الجلستين عدة أيام أو أسابيع أو شهور وإحتمال السنة وارد أيضاً.

ويستند هؤلاء إلى أن الرئيس بري لو كان جدياً في دعوته كان قام بتحديد تاريخ الحوار والدعوة الرسمية له، لا سيما أن الموافقين على الحوار يتجاوزون الـ90 نائباً، وبالتالي فإن الوصول إلى جلسات مفتوحة أمر متاح بعد الحوار.

ويرى هؤلاء الضليعين بالمطبخ البرلماني أن الرئيس بري استطاع إيقاع المعارضة بالفخ فهم من رفض الحوار وبالتالي الجلسات الانتخابية، واستطاع أن ينفذ مع فريقه من تهمة التعطيل.