" جَمعة البخاري " .. الطائفة السنية معبر لإنجاز الإستحقاقات .. على وقع اتفاق الرياض - طهران
لا يمكن تجاوز أبعاد اللقاء الذي شهدته السفارة السعودية في لبنان، وكان دعا إليه سفيرها الدكتور وليد البخاري، كل من الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان، سفير فرنسا هيرفيه
غارو ونواب الطائفة السنية في مجلس النواب اللبناني..
قاللقاء الثالث لنواب الطائفة السنية في لبنان في دارة البخاري منذ انتخابهم ، بدعوة منه يؤكد على ان الطائفة السنية في لبنان تحظى بإهتمام مباشر من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ، إذ هو من موقعه الثلاثي الأبعاد
كقائد إسلامي -عربي -دولي ، وسعة انشغالاته مع اتساع دائرة التحديات المحيطة به ، يولي سفير المملكة بمهمة احتضان الطائفة وطمأنتها بأنها ليست متروكة ، وهو كنجل خادم الحرمين الشريفين حريص على أبناء " ملته " كما
كان يطيب للنبي محمد أن يصف اتباعه ، إذ فتح الأمير محمدابان انعقاد القمة العربية أبواب المملكة للرئيس السوري بشار الاسد ،لأنه يريد عودة أبناء " ملته " في سوريا وعائلاتهم الذين هجرتهم الحرب إلى ديارهم ،عملا بما كان
التفاهم المسبق مع الأسد الذي يعرقل حاليا هذه العودة .
لكن اللقاء عند البخاري أتى ليؤكد بأن معظم نواب الطاىفة ولا سيما المستقلون ،الذين كانوا يشكون عشية كل جلسة نيابية لإنتخاب رئيس للجمهورية ، من عدم اتضاح البوصلة لديهم ،بان لقاء السفارة هو المسار الواضح الذي يؤمن
لهم حماية خيارهم ،و لا ينحازون تحت أية ظروف عندها لضغوطات القوى السياسية وتوازناتها ،ليكونوا الى حد كبير احرار في اتخاذ قراراتهم ،عملا بمقولة الخليفة عمر بن الخطاب "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم
أحرارا " ، بحيث اخرجهم البخاري من داىرة التحاذبات ..
فالسفير السعودي أراد منهم أن يستمعوا للموفد الفرنسي، لكي يتخذوا القرار المناسب ، ولتبديد الشاىعات التي تربط خيارات معظمهم بتوجيهات منه، ففي هذا اللقاء تتكون لديهم معطيات لاتخاذ القرار المناسب ، وكذلك لدى الموفد الفرنسي ..
وأيضا ،ان هذا اللقاء النيابي بحضور المفتي دريان ،رسالة واضحة في المفهوم العملي للسياسة اللبنانية ،بان الطائفة السنية ليست لقمة سائغة ممكن ابتلاعها او تجاوزها ،بل شريكة في القرار اللبناني على كافة المستويات ،وقادرة ان
تكون موحدة ،في اتخاذ اي قرار اذا ما كان لمصلحة لبنان ، بتفاعلها ايجابا وربما سلبا لتتعطيله،كما كان موقف عدد من النواب فريجلساترالاقتراع ، اذا ما كان يحمل ضررا ،واذا ما بقيت غير قوى متمسكة بخياراتها المعرقلة على
حساب اصلاح لبنان واعادة العافية اليه ،اذ يشكل معظم النواب الذي يرتاحون للحضن السعودي رقما صعبا لا يمكن تجاوزه ،ويتكامل مع حلفاء اخرين للملكة في لبنان .
ثم ان اللقاء الذي شهدته السفارة السعودية ،مفترض ان يجعل القوى المعارضة يقظة لمحاكاة التطورات الاقليمية ولا سيما التقارب السريع بين السعودية وبين ايران ،و تكون قوى المعارضة ولا سيما المسيحية اذا ما كان لديها من
هامش ،مندفعة لتكون في صلب هذا التقارب لمي لا يكون على حسابها ، وتدفع الثمن مع من تمثلهم لعدم قدرة المسيحيين على تحمل الخسارة بعد اليوم .
فأن اي تقارب قد يحصل على وقع التنسيق المرتفع بين الجانبين السعودي والايراني ،يتطلب الا يكون على حساب القوى المعارضة التي عليها تطوير ادائها ، على وقع زيارة الحوثيين الى السعودية ،وطلب الرياض بان يكون
الممثل الامني لايران في اتفاق بيكين من عداد الحرس الثوري الايراني ،لمتابعة التزام طهران ببنود هذا التفاهم بينهما ، بما يدل على المستوى الرفيع والسريع لترجمة التفاهم بين الرياض وبين طهران ..
فالقوى المحلية اللبنانية وحتى الممانعة منها ستخضع لقرارات قياداتها الاقليمية ،الا انها بعضها تبقى قادرة على حماية ذاتها اذا ما خسرت او ضعفت محليا والمثال على ذالك، انه رغم الكلام عن فقدان الطائفة السنية لزعاماتها
،جاءت مبادرة البخاري لتضع الطاىفة السنية في حالة اطمأنان وقوة ،نظرا لدور السعودية تجاهها ، وهو الحال كذاك مع حزب الله الذي تدعمه ايران ..
في ظل هذا الواقع يفتقد المسيحيون الى هذه الضمانة ، على ما اكدت حماسة فرنسا" امهم الحنون "لوصول مرشح الممانعة نظرا لمصالحها المتعددة على ساحة محلية -اقليمية تتشابك فيها الحسابات الدولية والاقليمية ويدفع الحلفاء
المحليين ثمن التفاهمات فيما المسيحيون وحدهم لم يعد بامكانهم الخسارة..
أن التحالف المعارض على غرار مرحلة التكامل بين لقاء قرنة شهوان ولقاء البريستول ،شكل حالة وطنية مواجهة لمحور الممانعة يومها ،وقد تفتت بعد حين نتيجة خلافات شخصية ، لكن توفره حاليا كان من شأنه ان يشكل دعما
قويا للدور السعودي الداعم لاسترجاع عافية لبنان ،بتعزيز موقف السعودية في الاتفاقات التي حصلت بين الامير محمد بن سلمان ،وكل من الرئيس الاميركي جو بايدن و الفرنسي مانويل ماكرون ، بتحديد مواصفات الرىيس
المناسب او الشبيه بالمرحلة التي تشهدها المنطقة ، بعدما تبين بان النواب السنة الذين تكاملوا مع النواب المعارضين وغيرهم من معظم الحزبيين ،هم عندما تنادي السعودية تحت الجناح الدافئ للممثل الدبلوماسي لولي عهدها في لبنان .
والذي دفع ايضا الى لقاء السفارة ،هو ان فرنسا باتت في حاجة لمخرج انقاذي لدورها الفاشل ،بعدما كان الجانب السعودي اي المستشار في الديوان نزار العلولا والسفير بخاري وكذلك الجانب القطري ،ذكرا الموفد الفرنسي خلال
لقاء الدوحة بان باريس خرجت عن خريطة الطريق التي وضعتها اللجنة الخماسية ابان احتماعها الاول في باريس شعر شباط الماضي ،فكان اللقاء مخرج له ،بعدما فض معظم النواب حتى الرد على رسالته .
ملف الاستخقاق الرىاسي يسير على وقع تحاذبات المنطقة ،وبين الغام الكباش الاميركي -الايراني حول الملف النووي ،وبين مسار التطبيع ومستلزماته من هدؤ ايراني وتدجين للحلفاء متفاهم عليه ،وعلى وقع انجاح اتفاق بيكين
،وصولا الى تحقيق " الممر الكبير " بين الصين وبين اوروبا ،الذي عكس علاقة جديدة بين قادة الخليج وبين واشنطن ..
في قمة دلهي شكر الرئيس الانيركي جو بايدن رئيس دولة الامارات الشيخ محمد بن زايد بقوله له "نحن هنا لانك عملت بجد لانجاح الموضوع " ،ثم كانت مصافحة حارة ومميزة بين بايدن والامير محمد بن سلمان تبعه ترحيب
مباشر به من الرىيس الاميركي لدى افتتاح القمة ،فاسقط كل ذيول التوتر السابق بين الرجلين ،وهو امر له انعكاسات ايحابية لصالح دول محلس التعاون الخليجي في الكباش الاقليمي .
ان الملف الرىاسي اللبناني يدور في خضم كل هذه الوقائع ،وايضا هو على الفالق بين الاسلوب الايراني المناور وبين سياسة النفس الطويل التي تمتلكها السعودية ، التي تتمسك بمواصفات الرىيس المناسب للبنان في هذه المرحلة ..
سيمون أبو فاضل - الكلمة أونلاين
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|