بين "ضبابية" المشهد و"كسر الشوكة"... ملف عين الحلوة لم يُقفل
على الرغم من صمود وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة خلال الـ24 ساعة الماضية، إلاّ أنه لا يمكن إغفال أن التوتر بين المجموعات المتطرّفة وبين حركة "فتح"، وصل إلى واقعٍ غير قابلٍ للإحتواء، تحوّلت بعده المواجهات إلى ما يشبه حرب استنزافٍ تأخذ في كل مرة طابعاً مختلفاً، إنما من الصعب استعادة معادلة ما قبل اندلاع الإشتباكات في تموز الماضي، لأن أفق التصعيد والمواجهة قد بات مفتوحاً. وقد قرأ المحلِّل الإستراتيجي العميد المتقاعد بسام ياسين، في المشهد داخل المخيم اليوم، ضبابيةً نتيجة عدم قدرة حركة "فتح" على تنفيذ قرارها بالحسم، حيث من غير الواضح حتى اللحظة، المسار الذي ستسلكه الأمور انطلاقاً من فشل الحركة في السابق عن تنفيذ قرار الحسم بوجه المجموعات المتطرفة، بل على العكس فهي تكبّدت الخسائر في كل مرة حاولت فيها وضع حدٍ لنفوذ هذه المجموعات.
وعن احتمالات صمود وقف النار وتعزيز التهدئة في المخيم، بعد الإتفاق الأخير بين حركتي "فتح" و"حماس"، يقول العميد ياسين لـ"ليبانون ديبايت"، إن ملف عين الحلوة سيبقى مفتوحاً ولن يُقفل قريباً، بمعنى أن واقعاً من الإستنزاف سيسيطر على المخيم، طالما أن المعادلتين السياسية والأمنية قد أصبحتا مربوطتين بوضع غزة وحركة "حماس" والصراع بينها وبين "فتح" في الداخل الفلسطيني، والذي انسحب خلافاً بين الطرفين في لبنان.
وعن دور المتشددين في حرب الإستنزاف، يشير ياسين، إلى أن هؤلاء يقفون في صف حركة "حماس" التي تمثلهم في الإجتماعات، والطرفان يريدان "كسر شوكة فتح" في مخيم عين الحلوة، بينما في المقابل، فإن حركة "فتح" تتمسك بإبقاء القرار في المخيم بيدها، لأن خسارتها في عين الحلوة ستدفع نحو خسارتها في المخيمات الأخرى في لبنان.
وبالتالي، فإن المواجهة مفتوحة بين الطرفين، ولو كانت الإشتباكات قد حصلت بين الجماعات الإسلامية المتشددة من جهة، وحركة "فتح" من جهةٍ أخرى، وفق ياسين، الذي يكشف أن "فتح" لم تنجح في تحقيق أي تقدم على صعيد الحسم.
أمّا عن الدور الأمني والسياسي اللبناني في حال تجدّدت الإشتباكات، فيقول ياسين، إن أي تدخل في المخيم سيكون كارثياً، لكنه يلفت إلى حالة استنفار واستعداد للجيش في محيط المخيم تحسباً لأي تطور، وهو إجراء طبيعي للجيش.
وعن خارطة النفوذ في عين الحلوة، يتحدث ياسين عن 4 أطراف كالآتي: الأول "حماس" والثاني "فتح" والثالث المتشددين الإسلاميين، والطرف الرابع هو الفريق الذي يريد كسر حركة "فتح"، ولكن في الوقت نفسه لا يريد أن يرجّح كفة المتشددين.
وفي الخلاصة، فإن ياسين يؤكد أن "حماس" لا تريد من "فتح" أن تبقى صاحبة القرار في مخيم عين الحلوة، ولكنها في الوقت نفسه لا تشجِّع سيطرة الإسلاميين والمتشددين، وهو ما يحوّل أزمة عين الحلوة، إلى مأزق خطير ولا نهاية أو حلول له إلاّ في الإقليم.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|