حوار بري طار .. بانتظار نيويورك

٤ أيام على مغادرة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان بيروت، ويكاد يكون الحراك معدوما، ما خلا مجموعة الانتظارات الخارجية التي طالما تحكّمت بالسياسة اللبنانية، وخصوصا في المحطات المفصلية.
الانتظار الجديد يتعلق بما سيخرج به اجتماع ممثلي المجموعة الخماسية، غدا الثلاثاء. وبات الراجح ألا يكون على مستوى وزراء الخارجية، إلا في حال استجدّ طارئ أو موجب لانعقاد الاجتماع على مستوى رفيع.

وينتظر رئيس مجلس النواب نبيه بري نتيجة هذا الاجتماع الخماسي، لكي يحدّد في ضوئه مآل الحوار الذي سبق أن دعا إليه في ٣١ آب الفائت من غير أن يحدّد بعد آلياته. لكن تبقى العثرة الأبرز مقاطعة قوى في المعارضة وعدم الحماسة الخارجية له، على الرغم ممّا يُنسب الى عواصم معنية من مواقف غير دقيقة.

وكان لافتا في هذا السياق موقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي كان صريحا في رفضه الحوار ما لم يكن على مستوى رؤساء الأحزاب الذين هم أصحاب القرار، ويأتي على شكل "تباحث ثنائي وثلاثي ومتعدّد الأطراف"، وأن يكون "حوارا غير تقليدي وخارج طاولة مستديرة ورئيس ومرؤوس". وهو رأى أن "الجواب على كل الهواجس والأسئلة موجود بورقة الأولويّات الرئاسية التي كتبناها منذ سنة، وتعني أنّ برنامج الرئيس اهم من شخصه". واعتُبر هذا الكلام نعيا للحوار الذي يفكّر به بري، والذي سبق أن قال ونُسب إليه أنه سينتدب معاونه السياسي النائب علي حسن خليل على أن يرأسه نائبه الياس بوصعب. وقد سارعت أوساط رئيس المجلس إلى الرد بالقول إن "موقف باسيل من الحوار وربطه بالأولويات الرئاسية ليس إيجابيا لأن الوضع لا يحتمل الفذلكات، فإما يوافق على الحوار وإما يرفضه ويكون حصرا على اسم الرئيس لا على الأولويات وغيرها".
أما الإشارة الأبرز في كلام باسيل فإلى القوى السياسية التي تتآلف مع العواصم التي تسوّق ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون. هو قال: "إذا الغرب أراد أن يفرض عليكم رئيسا بخلاف الدستور، خدوا منه على الأقلّ التزاما علنيا برفع الحصار عن لبنان والأهم بآلية واضحة ومسبقة لإعادة النازحين الى بلدهم، كما نحن نطالب مسبقاً باللامركزية والصندوق مقابل مرشّحهم". وهذه إشارة بطبقتين: محلية تشمل من القوى المسيحية القوات اللبنانية، وخارجية تخصّ الدوحة بالدرجة الأولى التي لا توفّر جهدا من أجل ترشيح قائد الجيش.