الملف الرئاسي يُشعل الصراع النيابي على "بيضة قبان" المجلس
ads
منذ اعلان نتائج الانتخابات النيابية عام 2022 وما أفرزته صناديق الاقتراع من تشتت للكتل النيابية بين موالاة ومعارضة وقوى تغيير، تسعى بعض القوى كل بحسب موقعه الى انتزاع لقب "بيضة القبان" داخل المجلس النيابي ليكون الحصان الرابح الذي تسعى اليه لتكون الورقة الحاسمة للاستحقاقات الدستورية.
كان النائب السابق وليد جنبلاط الرائد في مجال صنع هذه البيضة داخل البرلمان، واختراعه لهذا الدور سمح له الفوز بالكثير من العروض لقاء أصوات تكتله النيابي الذي كان يصب بلوكا واحدا عندما يأتي القرار من المختارة. جنبلاط الذي كان يعي أهمية هذا الدور داخل المجلس النيابي، استفاد كثيرا من غياب المكون المسيحي في زمن الوصاية السورية وتشتت أصواته وتوزيعها على أحزاب مقربة من سورية، وساهم تفاهم بري-جنبلاط بتعزيز دور الاخير كبيضة قبان تخشاها الكتل النيابية وفي الوقت نفسه تسعى الى استمالتها.
ودائما، تساعد الاصطفافات السياسية الطرف المُحايد على لعب دور بيضة القبان، وهو ما يسعى اليه اليوم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي يتقصد عند كل مناسبة أو موقف، التذكير بوجود طرفي نزاع في الاستحقاق الرئاسي الاول وهو فريق الممانعة والثاني فريق المعارضة، فيما ينأى باسيل بالتيار وتكتله النيابي عن الفريقين للقول إنه خارج الاصطفافين ومن يريد الحوار معه عليه أن يُدرك مسبقا أنه غير تابع لهذا الفريق أو ذاك رغم محاورته للفريق الاول وعرض شروطه للقبول بمرشح "الممانعة الرئاسي" واستغلاله الفريق الثاني لفرض شروطه على الفريق الاول.
سعي باسيل الى تعزيز تموضعه الجديد كطرف ثالث حاسم لأي استحقاق، يُقابله تشدد من قبل الرجل على توحيد موقف تكتله النيابي، مبديا استعداده لتقديم أي تنازل يظهر فيه تكتل لبنان القوي كصوت واحد داخل المجلس، ويُهندس الرجل تحالفاته انطلاقا من هذا المبدأ وقد نجح في كثير من المحطات وابرزها حين طلب منه تأمين نصاب الجلسة التشريعية قبل أشهر فبادر. أما التكتلات الاخرى كتكتل الجمهورية القوية فهو بعيد عن هذا الدور لأسباب كثيرة أبرزها رفض قيادة حزب القوات لعب دور "السمسار" داخل المجلس النيابي على عكس باسيل كما تؤكد قيادات القوات.
اما النواب السنة وبعد انسحاب تيار المستقبل وتشرذمهم داخل المجلس، فثمة رهان سعودي على توحيد صفهم ليشكلوا توازنا سياسيا ونيابيا حيث تشير المعلومات الى ان السعودية دخلت وبقوة على خط توحيد الصف بعد أن كانت داعمة لمبادرات دار الفتوى ولدور المفتي عبد اللطيف دريان من اجل وحدة الصف. أما اليوم ومع التطورات الني نشهدها في المنطقة، فانتقل الحديث مباشرة الى عودة السعودية لتكون المرجعية المباشرة للشارع السني وهو ما ظهر في التمديد للمفتي دريان وبعده في اللقاء الموسع الذي عقد في السفارة وجمع الى النواب السنة والمفتي دريان المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان، وهو لقاء تقصدت المملكة عقده لتؤكد لفرنسا وخلفها الاطراف في الداخل أن المرجع الاول لهؤلاء النواب هي الرياض، على أن يكون هناك المزيد من الخطوات في الاسابيع المقبلة تعكس رغبة القيادة السعودية بجمع نواب الطائفة السنية كصوت واحد داخل المجلس النيابي.
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|