إلى ملحم خلف : " تبقى وحيداً وتندم"
باعتصامهما داخل مجلس النواب المتواصل منذ ثمانية أشهر، راهن النائبان نجاة عون صليبا وملحم خلف على تغيير ما في سلوك رئيس مجلس النواب التيوقراطي، والضغط السلمي لتغليب المبادئ الدستورية على عملية الإبتزاز والتعطيل المتعمّد التي مارسها طرفا الثنائي لمنع انتخاب رئيس جمهورية بشكل طبيعي.
يا حلاوتكما ما أطرفكما.
لم يختبر النائبان التغييريان الوافدان حديثاً إلى الندوة البرلمانية نبيه بري كما يجب. الواضح أنهما لا يعرفانه. سمعا به بالتواتر. من يا تُرى أخبرهما أن القابض على زمام المجلس منذ ثلاثة عقود، سريع الإستجابة لموجبات الدستور أو لضغط الأكثرية أو للرأي العام؟
في العام 2007 كان لدى الأكثرية مرشحها للرئاسة فقطع بري الطريق على وصوله إلى بعبدا. وقطع طرقات بيروت وقطع المياه وقطع الهواء عن فؤاد السنيورة وإخوانه.
والأكثرية نفسها وضعت كل ثقلها لإقرار قانون المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في مجلس النواب. فأقفل بري المجلس. واكتفى بتوجيه أسمى آيات العزاء لذوي النواب المُغتالين تباعاً. هم في باله دائماً: وليد عيدو وجبران تويني رفيق الحريري وبيار الجميّل وباسم فليحان وأنطوان غانم.
الرئيس بري يعرف شغله، ويأخذ وقته، ويدرس خطواته ويمغط صبره و»يلتّ» الدستور ويعجنه و»يرقّه» و»يخبز» الإستحقاقات على نار هادئة.
وجايين يحكوه بدورات متتالية ومنافسة وانتخاب مثلما يحصل عادة في الدول الديمقراطية بعيد الشرّ عن قلبنا. وما كان ينقص سوى أن يذكّره النائبان العزيزان بالليسترين.
أخطأ النائبان الطيّبان بالعنوان. أخطآ لمجرّد التفكير أنهما يشكلان حالة ضغط إعلامي وسياسي. لم يقرآ شيئاً من أقوال محمد علي كلاي كقوله: «إذا تجرأت وهزمتني حتى في أحلامك، فمن الأفضل أن تستيقظ وتوجه لي الاعتذار» بطل الملاكمة إن تقُل أسطورة، فهو نقطة في بحر أعظم برلمانيي العصر وأجملهم. ومن كان مثل دولة الرئيس، ومثل كلاي، عظيماً يصعب عليه التواضع. وأجزم أنه مش سامع بعد بحدا إسمو ملحم وحدا إسمها نجاة.
وَيْحكما. كيف تجرأتما و»بشّطما» ثمانية أشهر في ملكية خاصة؟
أظننتما أنكما قادران على قيادة حالة نيابية اعتراضية؟ ومتى أخذ «دولة الرئيس» الإعتراض والمعارضة والمعترضين في الأحضان أو في عين الإعتبار.
بعد ثمانية أشهر، عرفت سعادة النائبة نجاة عون صليبا أن مع «الإستيذ» لا أمل يُرتجى. وأنت أيها السهران مع الدستور في عتمة المجلس...تبقى وحيداً وتندم.
• «تبقى وحيداً وتندم» عنوان رواية للياس الديري، صدرت في العام 1972
عماد موسى - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|