الاتّفاق على نار حامية... "حماس" توافق على هدنة بوجود إسرائيلي موقت
ماذا يستطيع الرئيس السوري أن يفعل الآن؟
لا نخفي قلقنا في الأيام الأولى لتظاهرات السويداء، من عودة الضرب بالسكاكين في ما تبقى من الخارطة السورية. في هذه الحال، هل نقول لبشار الأسد استقل، واذهب الى أي مكان آخر، حتى لا تكون شاهداً على ما ينتظر بلادكَ؟
نعلم أي جهاز استخبارات، بل أي أجهزة حركت البعض في السويداء، ونعلم ما هي الغاية من ذلك. وكان الرهان على أن تنتقل عدوى التظاهرات حتى الى مناطق الساحل، في عودة الى السيناريو الأسود اياه. لكن الأجهزة صدمت بعدما تبين أن القلة هي التي نزلت الى الأرض.
دروز سوريا ليسوا من "أهل الانفصال". دورهم التاريخي ظهر بأجلى صوره خلال الثورة الكبرى، ووقوفهم ضد تقسيم سوريا الى دول طائفية.
ثم أليس دروز الجولان هم حملة الراية، ويبقون هكذا حملة الراية، لتبقى التظاهرات تراوح مكانها، رغم كل محاولات تفجير الصدام مع السلطة، التي يبدو أنها تعلمت الكثير من تجربة عام 2011؟
لا يعني ذلك أن المؤسسة اليهودية التي تتولى تمويل وادارة أجهزة عربية، ستتوقف عن رهانها وعن سعيها الى تفكيك الخرائط ان في سوريا أو في لبنان، كما في العراق. ولكن ألا يوجد في لبنان أولئك الغربان (هذه المرة بالياقات السوداء لا بالياقات البيضاء) الذين يتماهون مع سياسات المؤسسة اياها، وبتنسيق مع من وصفناهم بالديكة العارية ـ من أصل لبناني ـ في أروقة الكابيتول؟
اذ يبدو أن الاتفاق السعودي ـ الايراني بدأ ينعكس على الساحة اللبنانية، ما يشي بظهور وشيك للرئيس الرابع عشر في قصر بعبدا، دون أن يعني ذلك المضي في السياسات العمياء، بل اطلاق الورشة الكبرى نحو اجراء اصلاحات بنيوية في القطاعات المالية والاقتصادية والاجتماعية، ناهيك عن الاصلاحات الدستورية لازالة الالتباس في النصوص، وحيث الفوضى في قراءة هذه النصوص، والتي فتحت الباب أمام الأزمات القاتلة.
هذا بعيداً عن المقاربات الطوباوية للخبير الدستوري أنطوان مسرة، كما لو أننا في زمن الملائكة لا في زمن الذئاب، ودون أن تكون المشكلة في الدساتير فقط وفي طريقة التعاطي معها، وانما أيضاً في الخرائط التي تهتز، وتكاد تسقط أمام أي صدمة...
دائماً، العين (العين الحمراء) على ما يجول في رؤوس "الحاخامات"، على رأس المؤسسة اليهودية. اذ سبق وتفاعل هؤلاء تكتيكياً مع اتفاقية سايكس ـ بيكو، لقناعتهم بحكمة لويد جورج (وآرثر بلفور)، وبنرجسية جورج كليمنصو، يرون أن الظروف الضبابية التي مر بها العالم، يمكن أن تسمح باعادة صياغة الخرائط، وتبعاً للمفهوم التوراتي لجغرافية الشرق الأدنى.
أليس الفيلسوف الفرتسي برنار ـ هنري ليفي، بالدماغ الذي يشبه القنبلة العنقودية، مَن يوحي ببعض مقالاته، بمآل خارطة المنطقة، المنطقة العربية تحديداً؟
الغارات "الاسرائيلية" على كل الأرجاء السورية لابقاء خارطة سوريا على الطاولة. في هذه الحال، هل هناك من ظهير فاعل للدولة السورية، لكي لا نقول للأسد ابقَ كما أنتَ وحيث أنتَ، لأن التاريخ هنا لا يسير في اتجاه واحد، ولأن تنحيكَ في الوقت الحالي، يعني دفع سوريا الى المجهول وحتى الى... جهنم!
ولكن ماذا يستطيع الرئيس السوري أن يفعل الآن؟ حصار اقتصادي رهيب، وهشاشة سوسيولوجية يزيد التردي المعيشي في خطورتها. أكثر من جهة حدثتنا عن الأزمة النفسية التي يعيشها الرجل. كلام عن الليالي الطويلة ـ لكأنها الدهر ـ لمن أترك سوريا؟
ثمة رؤوس خشبية داخل السلطة، ولسنا من المدافعين عن هؤلاء الذي لا يستسيغون سوى لغة الببغاءات، وانما عن الدولة في سوريا التي تدفع بالدم اليومي، ثمن مواقفها من برابرة الأزمنة. كيف للأميركيين الذين يبررون احتلالهم لجزء من الأراضي ومن الثروات السورية، بالقتال ضد "الداعشيين" المسلمين، ولا يتجرأوا على التفوه بكلمة في وجه "الداعشيين" اليهود.
أمام هذا المشهد الرمادي، تفكيك الخرائط بحاجة الى عمليات قيصرية معقدة. المرحلة التي تشهد صراعات دولية تلامس الحرب العالمية الثالثة لا تتيح ذلك. والحال هذه، هل يفترض بنا البقاء في الثلاجة أم في الزنزانة؟!
نبيه البرجي - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|