سوريا تبحث "استجرار الحرير" من الصين الى المتوسط وتتفرّج على شعبها في لبنان!!!
يزور الرئيس السوري بشار الأسد الصين اعتباراً من الغد، تلبيةً لدعوة رسمية من الرئيس الصيني شي جين بينغ (بحسب الرئاسة السورية)، وبرفقة وفد سياسي واقتصادي.
وبمعزل عن أن الصين دولة حليفة لمحور "المُمانعة" عموماً، وعن أنها قدّمت دعماً دائماً لدمشق (الى جانب روسيا) في مجلس الأمن الدولي، عبر استخدامها حق "الفيتو" مراراً وتكراراً في قرارات تدين نظام الأسد، إلا أنه لا يمكن انتظار الكثير من تلك الزيارة في ما يتعلّق بمشاركة سوريا في "مبادرة الحزام والطريق" الصينية، لكونها (سوريا) دولة محكومة بتأثير من خمسة جيوش (أميركية، روسية، إيرانية، تركية، مع ضربات إسرائيلية مستمرّة) الى جانب الجيش السوري، والعديد من الفصائل المسلّحة في عدد من المناطق.
وقف النّزوح؟...
فزيارة الأسد الصين تأتي على وقع عدم إحراز أي تقدّم ملموس لا على خطّ العرب - دمشق، ولا على مستوى أنقرة - دمشق، ووسط انشغال إيران باستثمار "تسوية بكين" الصينية بينها وبين السعودية بكل الوسائل الممكنة، وفي غمرة الانشغال الروسي المتزايد بالحرب على أوكرانيا، فيما يعاني الكثير من المناطق السورية من مجاعات حقيقية، تتسبّب بموجات نزوح جديدة سواء الى لبنان، أو الى أماكن أخرى.
ولكن بما أن لدى سوريا ما تقدّمه اقتصادياً لبكين، ثاني اقتصاد عالمي (وهو ما يُترجَم باصطحاب وفد سياسي واقتصادي سوري الى هناك)، لماذا لا ينصرف النظام السوري الى خطوات أقرب، وهي وقف تدفّق النزوح السوري الى لبنان ودول الجوار، ومنع الموت السوري في البحار، بحثاً عن حياة جديدة؟
هروب الى الأمام
أوضح النائب السابق محمد الحجار أن "القرارات الدولية التي تسمح لسوريا باستعادة دورها وشعبها لم تُطبَّق، فيما لا يزال النظام السوري يتصرّف على أساس أنه غير معنيّ بها. فهو مُصرّ على عدم إعادة النازحين الى سوريا، بذريعة أنها مدمّرة ولا مكان فيها للعودة، بينما يطالب بتمويل لإعادة الإعمار. وهذه من المفارقات الرهيبة التي يقوم بها، إذ إنه يتاجر بشعبه بحثاً عن أسباب تُبقيه في السلطة. والزيارة التي سيقوم بها الى الصين تصبّ في اتجاه الهروب الى الأمام".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الأسد يحاول أن يُظهر من خلال زيارته الصين أن لديه خيارات أخرى، وأن هناك دولاً كبرى تستقبله، خصوصاً أن لا أحد يستضيفه عملياً إلا روسيا وإيران والصين، وهو ما يسمح له بالترويج بأن النّظام باقٍ، ولو كان ذلك على حساب الشعب السوري".
إعادة إعمار؟
وشدّد الحجار على أنه "حتى ولو أرادت الصين أن تساعده، فأي سوريا ستساعد؟ وأين؟ لا سيّما وسط هذا الفرز الديموغرافي الذي يُمعن النظام بافتعاله، ووسط تسبّبه بهرب النازحين بشكل يزيد من مأساتهم ومأساة لبنان".
وعن مدى إمكانية إعلان الصين عن صندوق لإعادة إعمار سوريا بتمويل ومشاريع من "بنك التنمية الجديد" التابع لمجموعة دول "بريكس"، أجاب:"عندما تقوم الصين بمشاريع في أي دولة، ترفض أن يعمل فيها غير الصينيين أنفسهم، بما في ذلك اليد العاملة".
وختم:"هذه ديون تتراكم على الدول التي تدخل بكين إليها بمشاريعها. فالصين تستثمر بناسها وأموالها أولاً، وتحتفظ بالأرباح الأساسية والحصّة الأكبر لها. والدول التي تقبل بهذا النوع من الاستثمارات، تفعل ذلك نتيجة الاضطرار، ولأنها لا تمتلك خيارات أخرى".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|