عربي ودولي

أوروبا/أفريقيا... حرب جديدة على الإرهاب ونافذة للصين بعد إقفال الباب الأميركي؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

صحيح أن أوروبا باتت خارج أفريقيا تقريباً، وأن العلاقات الأوروبية - الأفريقية عموماً، والفرنسية - الأفريقية خصوصاً، ليست على ما يرام أبداً، إلا أن لا شيء يؤكد أن أفريقيا مُتّجهة الى زمن أفضل من السابق تماماً. فلا بدّ من التحذير من "النّقمة" الأفريقية على زمن الاستعمار الأوروبي، والذي يمكنه أن يشكل أزمة "تصدير" توتّر وإرهاب من "القارة السمراء" باتّجاه "القارة العجوز" مستقبلاً، بأيادٍ روسيّة - صينية.

فالصين وروسيا تستفيدان حالياً من صورة أنهما لم تشاركا في زمن "النّهب" الاستعماري للثروات الأفريقية قديماً. ولكن ذلك ليس كفيلاً وحده بإصلاح الأوضاع الأفريقية، ولا بوقف تدفّق موجات الهجرة غير الشرعية، من أفريقيا الى أوروبا.

 يؤكد خبراء أن لا مفرّ من ضرورة تحسين العلاقات الأوروبية - الأفريقية، ومن استعادة الثّقة بأوروبا في القارة السمراء، كمادّة للتوصُّل الى مشاريع مشتركة توفّر الكثير من الفرص الاقتصادية المطلوبة للشعوب الأفريقية، وتمنعهم من التفكير بالتدفُّق نحو أوروبا.

فصحيح أن الحضور الصيني في أفريقيا كان إيجابياً وناعماً بنسبة معيّنة حتى الساعة، إلا أن الصين لا تذهب الى هناك بهدف محاربة الفقر، وخلق فرص عمل، ولا لوقف نزيف الهجرة غير الشرعية الى أوروبا، بل من أجل مصالح بكين حصراً.

كما أن روسيا، وبمعزل عن دور مجموعة "فاغنر"، تسعى الى إيجاد ما يوفّر لها الموارد من أي مكان، لا سيّما بعد زمن العقوبات الغربية المتزايدة عليها بسبب حربها على أوكرانيا. وهو ما يعني أنه لا يمكن انتظار الكثير من

الروس على مستوى التحديث، والتطوير، والتنمية، وتوفير فرص العمل في القارة السمراء. فأكثر ما تطلبه روسيا حالياً هو الموارد لنفسها مقابل السلاح للآخرين، وبعض صفقات الحبوب المحدودة بشروط جيوسياسية في مدى بعيد.

حذّر مصدر خبير في الشؤون الدولية في حديث لوكالة "أخبار اليوم" من "خطورة الاستثمار الروسي والصيني في واقع أن الشعوب الأفريقية عاشت تحت نير الإقطاعية الأوروبية والأميركية لفترات طويلة. فهذا قد يشكل مادّة توتّر

وعدم استقرار شبه دائم بين أوروبا وأفريقيا، مع مشهد جديد على مستوى الحرب على الإرهاب".

ولفت الى أن "الصين هي من أكبر المُقرضين لأفريقيا. ولكن من المُبكر جدّاً معرفة ما إذا كانت بكين ستعمل على تطوير القارة الأفريقية، أو ستتركها بالوضع الذي هي فيه، مع إغراقها بمزيد من الديون. ولكن لا بدّ من الإشارة الى

أن نوعيّة المصانع التي يمكن للصينيين أن يفتتحوها هناك، تحدّد ما إذا كانوا يريدون خلق فرص عمل للأفارقة أو لا، إذ إن بعض الصناعات لا تتطلّب الكثير من اليد العاملة، ولا يمكن التعامل معها كفرص جديدة.

وانطلاقاً ممّا سبق، نجد أنه من المُبكر جدّاً معرفة مصير أفريقيا منذ الآن، وذلك رغم اختيارها طريق الابتعاد عن ذاكرة الاستعمار الأوروبي.

فهل نحن أمام إرهاب جديد قد ينطلق منها (أفريقيا)، ويُتعب الحكومات الأوروبية كثيراً، بسبب السعي الأفريقي للانتقام من ماضٍ أوروبي استعماري أليم؟ وهل يمكن للصين أن تستفيد من هذا الواقع، حتى ولو أضعف الطاقات

الأفريقية بالانتقام، بدلاً من التركيز على الفرص الصينية المُحتملَة؟ وهل تبلغ المشاريع والفرص الصينية في القارة السمراء، ما يتجاوز المصالح الصينية حصراً؟ وهل يمكن لروسيا أن تشكل قيمة مُضافة لأفريقيا مستقبلاً؟

ما على الأفارقة والعالم سوى الانتظار، مع ضرورة التنبّة الى خطورة تدفّق موجات الهجرة غير الشرعية عبر البحار، وضرورة معالجتها سريعاً، وعدم ترك جنوب أوروبا "المتوسّطي" يصارع وحيداً.

هذا مع العلم أنه يمكن للقارة السمراء أن تشكل مادة لتنسيق أوروبي - صيني مشترك، وبعيد المدى مستقبلاً. فهل يُكتب النجاح لدخول بكين الى أوروبا من النافذة الأفريقية، بعد مساعي إخراجها (بكين) منها (أوروبا) من الباب الأميركي؟؟؟

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا