"بري وأجندته الرئاسية"... هل يشهد 9 كانون الثاني تحولًا حاسمًا؟
جبران باسيل أو "ماري روز"
في صراعاتهما اليومية حول مياه الشطف أو صياح الديك بعيد منتصف الليل من دون سبب مقنع، او عقب خلاف على محصول شجرة الأكي دني المنتصبة على نقطة جودزية متنازع عليها، كانت "ماري روز"، كنّة التانت حبوبة تقف في مواجهة سعاد كنّة جبرايل على الحدود الفاصلة بين المنزلين في واحد من أحياء الأشرفية، زمن كانت تجمّع قرى، وحول خصرها المهيب مئزر لم يُغسل منذ بدايات الحرب الكونية الأولى. تبسط كفّها اليسرى وفوقها تكوّر قبضتها اليمنى وتبرمها في حركة التزريك والتحدي زاعقةً بصوتها الكونتر ألتو: "غصباً عنكم وعن اللي بيشد على مشدكم داعسين بقلبكم وباقيين ومش فالين واللي بيطلع بإيدكن بيطلع... حياتكن بدنا ننكدها يا أنجاس يا مناكيد".
وينبغي التذكير أن الحما حبوبة كانت مستأجرة عند جدّو جبرايل وأسكنت اثنين من أولادها مع زوجتيهما وستة أحفاد إن اجتمعوا على لعبة "شلّيك" تسببوا بحرب أهلية. كنت صغيراً جداً لأستوعب أن العجوز جبرايل صاحب الملك كان زير نساء وحبوبة تحب الحب.
ولعل أكثر المواجهات إثارة لجمهور الحي، يوم كانت " ماري روز" تشعل منقل الفحم لشي دجاجة بتوقيت نشر سعاد للبياضات على حبل الغسيل. لم أشهد في حياتي، منذ كنت طفلاً على مخلوق "نِكِد" و"شرعوب" و"مؤذٍ" و "سلبي" أكثر من ماري روز سوى صهر العهد. تأسيساً على ما سبق يمكن الجزم أن باسيل ليس سوى ماري روز على صبي.
في مؤتمره الصِحافي الأخير، "فَقَسَ" خليفة "ماري روز" ثلاثة أرباع اللبنانيين المنتظرين بأمل ورجاء وفرح وبقلوب بيض ليلة 31 تشرين الأول كي يحتفلوا مع عوائلهم وأقاربهم وأحبائهم بسمّ ينفثه كما ينفث دخان السيكار "اللّي فكرو انّو بيخلص من ميشال عون بالرئاسة، رح يلاقي اكثر من ميشال عون بالحكومة لمّا بيجي الجدّ، شو ما كانت وكيف ما كانت الحكومة".
وكمثل الجنرال في حروبه، لقّم المقدّم باسيل مدافعه، وقصف أربع خمس جبهات دفعة واحدة: جبهة معراب. جبهة السراي. جبهة رياض. جبهة مدعي عام التمييز. ومرابض "الإستيذ" نبيه برّي. والقيادة المركزية للمنظومة الحاكمة، في وقت كان وليد فياض يدهن سماء كسروان بشحتار المنجزات. أصابت قنابل باسيل الصوتية غدراس والطريق الجديدة وجلّ البحر وبربور والشحروري ومستشفى الأمراض العقلية على تلة العصفورية، وأصاب بورة في الأشرفية، حيث كانت " ماري روز " تخوض معاركها وتسلّي أهل الحي.
في هذه الزاوية بالتحديد، وفي 3 أيلول 2019، كتبتُ مقالاً بعنوان "وختامها الأرنب" عددتُ فيها الأوصاف والنعوت التي أطلقها السياسيون على الصهر. ووجدتُ أن من لديه كمّ هائل من الأوصاف لن يغص بـ "ماري روز".
عماد موسى - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|