عربي ودولي

لماذا تتصرف روسيا بـ"وحشية" في أوكرانيا وسوريا؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ذكر موقع "الحرة" أن تحليلاً نشرته مجلة "ذا ناشيونال إنرتست" سلطت من خلاله الضوء على الطريقة "الوحشية" التي تُعامل بها روسيا المدنيين في حربها على أوكرانيا من اغتصاب وتعذيب وقتل المدنيين غير المقاتلين، موضحة أنها تتبع "رؤية سوفييتية شمولية" للحرب "تتجاهل التمييز بين الجنود والمدنيين".

ويرى إيفان أريغوين، استاذ استراتيجيات وسياسات الحرب والأمن السيبراني في معهد واتسون للشؤون الدولية والعامة بجامعة براون، أنه لفهم استمرار استهداف غير المقاتلين في الثقافة العسكرية الروسية، رغم أنه أمر غير قانوني ويضر بسمعة روسيا على المسرح العالمي، يجب العودة إلي الأيدولوجية أو العقيدة العسكرية السوفييتية.
 
ويقول إنه منذ تأسيس الدولة الروسية حتى عام 1917، أي خلال فترة حكم قياصرة روسيا بأكملها، لم يكن الجيش الروسي أكثر أو أقل وحشية تجاه غير المقاتلين من جيوش أي دولة أو إمبراطورية أخرى.
 
لكن الأمور تغيرت بعد الثورة الروسية والحرب الأهلية المروعة، بحسب أريغوين، الذي أشار إلى أن روسيا بدأت تتبع أيديولوجية تقوم على تجريد المعارضين من إنسانيتهم، بمعنى أن "أعداؤنا ليسوا في الواقع أشخاصا. لا يمكن المساومة معهم، ولن يعترفوا هم أنفسهم بأي حدود لاستخدامهم للعنف ضدنا".

ووفقا لما كتبه أريغوين، فإن هذه الأيديولوجية مبررة ذاتيا، باعتبارها الطريق إلى "الجنة الأرضية، التي يُنفى فيها الفقر والحرب؟".

ويرى أريغوين أن هذه الأيدولوجية هي ما تجعل الجيش الروسي اليوم يتجاهل عمليا حصانة غير المقاتلين ويستهدف بشكل منهجي ومتعمد المرافق الطبية في مناطق العمليات، وهو انتهاك خطير لاتفاقيات جنيف لعام 1948 و1949، التي لا تزال روسيا من الدول الموقعة عليها.
 
وفي سوريا بعد عام 2015، لم تميز القوات المسلحة السورية والروسية بين المدنيين والمتمردين في مناطق العمليات، بالإضافة إلى الاستهداف المتعمد للعاملين في المجال الطبي والمرافق الطبية، والاستخدام المستمر للتجويع كسلاح، والهجمات المنهجية والمتعمدة على البنية التحتية المدنية أثناء العمليات القتالية.
 
ويقول أريغوين في تحليله إنه حتى عام 1941، كانت التجربة العسكرية التكوينية لروسيا تتمثل في حربها الأهلية (1917-1923)، التي أظهرت، إلى درجة رهيبة، هذه الإيديولوجية وتأثيرها على المدنيين.

وكانت هذه الأيدولوجية عنصرا أساسيا في الممارسة السوفيتية عندما تقدمت قواتهم المسلحة نحو برلين خلال الحرب العالمية الثانية، حيث أن أي جندي سوفييتي يرفض تنفيذ هجوم انتحاري أو يحاول التراجع، حتى لأسباب عسكرية سليمة، كان يتم إعدامه على يد قوات خاصة مخصصة لهذا الغرض.

كما اغتصب الجنود السوفييت المنتصرون فتيات لا تتجاوز أعمارهن تسع سنوات ونساء يبلغن من العمر سبعين عاما أثناء احتلالهم لبرلين.

وكان أعضاء لجنة تحقيق مفوضة من الأمم المتحدة، كشفوا الأسبوع الماضي، في أحدث النتائج التي توصلوا إليها من ميدان الحرب في أوكرانيا، إن المحتلين الروس "عذبوا أوكرانيين بوحشية" لدرجة أن بعض الضحايا لقوا حتفهم، كما أجبروا أسرا على الاستماع بينما يغتصبون النساء في الجوار.

وقال إريك موس رئيس لجنة التحقيق بشأن أوكرانيا لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، إن فريقه "جمع المزيد من الأدلة التي تشير إلى أن استخدام القوات المسلحة الروسية للتعذيب في المناطق الخاضعة لسيطرتها كان واسع النطاق ومنهجيا".

وأضاف "كان التعذيب يمارس في بعض الحالات بوحشية شديدة، لدرجة أنه أدى إلى وفاة الضحية".

ومضى يقول "ارتكب الجنود الروس جرائم الاغتصاب والعنف الجنسي بحق نساء تراوحت أعمارهن بين 19 و83 عاما" في مناطق احتلوها بإقليم خيرسون.

وأضاف موس أنه في كثير من الأحيان، كان يتم احتجاز أفراد الأسرة وإجبارهم على سماع الانتهاكات في الجوار.

وتنفي روسيا ارتكاب أي أعمال وحشية أو استهداف المدنيين في أوكرانيا. وقال موس إن محاولات اللجنة للتواصل مع روسيا لم يتم الرد عليها. وأتيحت لموسكو فرصة للرد على هذه الاتهامات في جلسة المجلس لكن لم يحضرها أي ممثل عن روسيا.

وردا على سؤال في مؤتمر صحفي بوقت لاحق بشأن عدد حالات التعذيب التي أدت إلى الوفاة، قال عضو اللجنة بابلو دي جريف إن من المستحيل معرفة ذلك بسبب القيود على دخول المناطق لكنه "عدد مرتفع إلى حد كبير.. والحالات من مناطق مختلفة في أنحاء البلاد، قريبة وبعيدة عن خطوط القتال".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا