"مونديال 2030"... 100 عام من الفَشَل في جمع أهل الأرض حول كرة واحدة!
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
أُفرِجَ بالأمس عن اتّفاق حول تنظيم نهائيات "كأس العالم" 2030 في إسبانيا والبرتغال والمغرب، مع إقامة ثلاث مباريات في أميركا الجنوبية، وتحديداً في الأوروغواي، والأرجنتين، والباراغواي، وذلك في إطار الاحتفال بمئوية المونديال الأول في الأوروغواي، إذ يصادف عام 2030 ذكرى مرور 100 عام على إقامة أول "مونديال" في العاصمة الأوروغويانية مونتيفيديو، في عام 1930.
وانطلاقاً ممّا سبق، نجد أن "مونديال 2030" سيكون ببصمة من جانب ثلاث قارات، هي أوروبا (البرتغال وإسبانيا) وأميركا الجنوبية (الأوروغواي، والأرجنتين، والباراغواي)، وأفريقيا (المغرب)، ضمن مشهد يؤكد البعض أنه سيساهم في التقارُب بين القارات والشعوب.
تفاعُل حضاري
ولكن هذه ليست المرة الأولى التي تتكثّف فيها محاولات الاستثمار في الديبلوماسيّة الرياضية، وبدور الرياضة على مستوى المساهمة في الاختلاط الحضاري والثقافي، رغم أن تلك المحاولات أظهرت فشلها شبه التام.
فإذا نظرنا الى النّسخ "المونديالية" السابقة كلّها، التي وحّدت في مدرّجاتها الكبير والصغير، وأهل الأرض كلّهم، نجد أنها لم تنجح في تشكيل حالة ناجحة من التفاعل الحضاري المُستدام.
وإذا نظرنا الى النّسخة الأخيرة من "كأس العالم" في الخليج، قبل أشهر، نلاحظ أنها طُبِعَت ببعض "التوتّرات" و"التشنّجات" الحضارية، بنسبة معيّنة.
"ضربة مونديال"
وإذا أخذنا الأندية الرياضية الأوروبية لكرة القدم وحدها (بمعزل عن محاولات بعض دول منطقتنا اجتذاب أكبر وأشهر اللاعبين حول العالم)، نجد أنها تحوي الأوروبي الى جانب الآسيوي، والأفريقي، والأميركي (الشمالي والجنوبي)، والأسترالي... والأبيض، والأسود، والأصفر... منذ زمن بعيد، وهي رغم ذلك لم تنجح بدورها في خلق حالة حضارية مشتركة، ولا رسالة سلام، الى درجة أن بعض المباريات تشهد بعض الاحتكاكات سواء بين المشجّعين أو اللاعبين، مع تبادل اتّهامات بالعنصرية.
وبالتالي، لن نتوقّع من "مونديال" 2030 الكثير، على مستوى الجمع بين ضفّتَي البحر المتوسط الأوروبية من جهة، والأفريقية من جهة أخرى، ولا على صعيد إمكانية الاستثمار بإقحام أميركا الجنوبية فيه (المونديال) عبر ثلاث مباريات.
فالدول العاجزة عن الاتّفاق على ملف حيوي واحد، لسنوات وسنوات، ولأسباب سياسية واقتصادية، وثقافية...، لن تحلّ كل مشاكلها "بضربة مونديال" واحدة.
القانون
علّق مصدر رياضي على الإعلان عن تنظيم إسبانيا والبرتغال والمغرب نهائيات "كأس العالم" 2030 بشكل مشترك، فأكد أن كل شيء يدور في الأساس حول السياحة والعملات الصّعبة، وليس حول التقارُب بين الشعوب. ولكن النّقطة الأخيرة تأتي كمسألة سياسية مهمّة، تستفيد منها الدول طبعاً".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "توسيع استضافة حدث بمستوى "المونديال" الى أكثر من دولة واحدة، يؤسّس لاختلاط أكبر. وهذا قد يحقّق بعض الأهداف أو المكاسب السياسية والاقتصادية بعيدة المدى، لا سيّما تلك التي تكون صعبة خلال وقت قريب".
وختم:"الرياضة تجمع الجميع تحت سقف واحد أيضاً، هو القانون، وذلك بمعزل عن الأمكنة الذي تُنظَّم الأحداث الرياضية فيها، وبغضّ النّظر عن بعض المشاكل والسّجالات التي قد تحصل بين المشجّعين أو اللاعبين. فالانضباط والقانون هما من أبرز الرسائل التي تمرّرها كل الدول الى مختلف الشعوب، خلال تلك الأحداث".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|