"عليه الإستقالة فوراً".. تقرير لـ"The Guardian": نتنياهو يشكل عبئا
لماذا لا يزال بنيامين نتنياهو رئيسا لوزراء إسرائيل، خاصة وأنه مسؤول أكثر من أي زعيم سياسي آخر، على جانبي الانقسام الإسرائيلي الفلسطيني، عن التوترات المتصاعدة والانقسامات والغضب التي سبقت هذه الكارثة المروعة؟
وبحسب صحيفة "The Guardian" البريطانية، "عاد الإسرائيليون والفلسطينيون مرة أخرى إلى الحرب. ومع ذلك، كان واجب نتنياهو الأول هو منع مثل هذا الاحتمال. لقد فشل فشلاً ذريعاً، ومقياس فشله هو العدد غير المسبوق من القتلى المدنيين. لقد وعد بإرساء الأمن، فخلق بحرًا من الدموع. إذا كان لديه أي نزاهة متبقية، أو أي خجل على الإطلاق، فلا ينبغي له أن ينتظر التحقيقات الحتمية، إنما عليه أن يستقيل فوراً".
وتابعت الصحيفة، "اتسمت مسيرة نتنياهو السياسية الطويلة بالخوف والمواجهة. والآن، كما جرت العادة، فإن رده الانتقامي على هجوم حماس الفظيع في نهاية الأسبوع هو التعهد بمزيد من العنف، والمزيد من التصعيد، كما وحذّر سكان غزة المحاصرين من مغادرة منازلهم مع اشتداد القصف الجوي الإسرائيلي. لكنهم محاصرون من كل جانب. أين يجب أن يذهبوا؟ في البحر؟ هذه ليست سياسة عقلانية أو إنسانية أو مستدامة. إن استمرار نتنياهو في السلطة، والكفاح من أجل تبرير أخطائه، لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأمور".
وأضافت الصحيفة، "يدرك العديد من الإسرائيليين هذه الحقيقة تماماً، حتى لو لم يفهمها نتنياهو وحلفاؤه اليمينيون المتطرفون في الائتلاف الحاكم. وجاء في افتتاحية صحيفة هآرتس ذات الميول اليسارية: "إن رئيس الوزراء، الذي يفتخر بخبرته السياسية الواسعة وحكمته التي لا يمكن الاستغناء عنها في المسائل الأمنية، فشل تمامًا في تحديد المخاطر التي كان يقود إسرائيل إليها عن وعي عند تشكيل حكومة الضم ونزع الملكية". فمن خلال تبني سياسة "نتجاهل علنا وجود وحقوق الفلسطينيين"، جعل نتنياهو الاصطدام أمرا لا مفر منه".
ورأت الصحيفة أن "انفجار الغضب الفلسطيني كان متوقعاً، لقد كان قادماً منذ أشهر، بعد أعمال العنف المميتة شبه اليومية في الضفة الغربية، حيث بدا أن المستوطنين الإسرائيليين اليمينيين، بتحريض من وزراء متطرفين مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن غفير، يتصرفون دون عقاب. إن التوسع المتواصل للمستوطنات غير القانونية والوجود اليهودي المتزايد في جبل الهيكل، بالقرب من المسجد الأقصى، عندما يؤخذ في سياق رفض نتنياهو التفكير في أي نوع من "عملية السلام" عن طريق التفاوض، يزيد الأمر سوءاً".
وبحسب الصحيفة، "كانت المفاجأة في التوقيت والموقع، تحديداً جنوب إسرائيل، وحجم الانفجار، واحتجاز الرهائن الجماعي على يد حماس، وافتقار المؤسسة السياسية والأمنية الإسرائيلية الواضح إلى الاستعداد. وكالعادة، قد يحاول نتنياهو إلقاء اللوم على رؤساء الجيش والاستخبارات الذين فشلوا في توقع العاصفة التي تلوح في الأفق. وتمثل الفشل المذهل الآخر بالجدار العازل الضخم الذي أقامته إسرائيل في قطاع غزة، والذي تبلغ تكلفته 1.1 مليار دولار، ويبلغ طوله 65 كيلومتراً وارتفاعه ستة أمتار، والذي تغلب عليه المهاجمون بسهولة واضحة".
وتابعت الصحيفة، "وبدأت بالفعل محادثات غير رسمية بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية لمواجهة أسوأ أزمة تواجهها إسرائيل منذ حرب يوم الغفران عام 1973، والتي أطلق عليها سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة اسم "11 أيلول" الإسرائيلية. ويرى البعض أن تغيير القادة في مثل هذه اللحظة من شأنه أن يشير إلى الضعف. ولكن، أي حكومة ستواجه صعوبات إذا كان نتنياهو جزءا منها. إنه عبء على إسرائيل، وإحراج لأصدقائها، لذلك عليه الاستقالة".
ورأت الصحيفة أن "هدف الهجوم الذي شنته حماس هو إلحاق أقصى قدر من الألم، ودفع إسرائيل بالقيام بأسوأ ما في وسعها في الوقت الذي ينظر فيه العالم على ما يجري مرعوباً. إذا كان هدف حماس الاستراتيجي هو استعادة الاهتمام بالقضية الفلسطينية وتعطيل الاتجاه نحو التطبيع الإسرائيلي العربي، فقد نجح بالفعل، لكنه تسبب في ضرر جسيم ودائم. ففي الوقت الذي تدرس فيه إسرائيل خطوتها التالية، فإن خياراتها في غزة كلها سيئة. إن فكرة التفاوض مع حماس في هذه المرحلة سيئة. لكن من المتوقع أن تسعى الحركة إلى إجراء محادثات بشأن إطلاق سراح 100 أو أكثر من الرهائن الإسرائيليين في مقابل إطلاق سراح عدد كبير من الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية. ربما كان هذا هو الهدف الرئيسي الآخر وراء توغلها. عوضاً عن ذلك، يمكن لإسرائيل أن تواصل أو تكثف هجماتها الجوية على غزة، والمخاطرة بحياة الرهائن ومواجهة اللوم دولياً عن مقتل المزيد من المدنيين".
وبحسب الصحيفة، "أما الخيار الآخر هو تشديد الحصار القائم على غزة، والذي يبدو أنه بدأ بالفعل، حيث قال وزير الدفاع إن إسرائيل فرضت "حصارًا كاملاً". والأخطر من ذلك كله هو أنها قد تقوم بغزو بري، وتعيد احتلال المنطقة التي أخلتها في عام 2005، وتعرض نفسها لاحتمال نشوب حرب مدن طويلة الأمد. وبإعلانه أن إسرائيل في حالة حرب، تعهد نتنياهو بتدمير حماس والقضاء على الجماعات المماثلة لها والمدعومة من الخارج مثل حركة الجهاد الإسلامي. وفي الواقع، نتنياهو يبالغ. فإن احتلال غزة، إذا بدأ في الأيام المقبلة، من المرجح أن يضمن استمرار العنف إلى أجل غير مسمى".
وتابعت الصحيفة، "لا بد من وقف إطلاق النار وإجراء المحادثات، عاجلاً أم آجلاً، وهنا يستطيع ما يسمى بالمجتمع الدولي، بل ينبغي له، أن يعوض عن سنوات عديدة من إهماله للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. إذا أراد الرئيس الأميركي جو بايدن إنقاذ التطبيع الإسرائيلي السعودي واتفاقيات إبراهيم، وإذا كانت الولايات المتحدة وأوروبا تريدان منع نشوب حرب أوسع نطاقاً تجتذب حزب الله والمجموعات المدعومة من إيران والمناهضة لإسرائيل في سوريا والعراق، وإذا كانت الديمقراطيات الغربية راغبة في منع روسيا والصين من توسيع نفوذهما الإقليمي، فيتعين عليهم أن يضعوا حداً لنهج عدم التدخل في التعامل مع القضية الفلسطينية، والذي أدى فعلياً إلى تمكين المتشددين من كافة الأطراف".
وختمت الصحيفة، "إن إبداء التضامن مع إسرائيل، كما فعل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وغيره من الزعماء الغربيين في نهاية الأسبوع، أمر سهل. ولكن، على القادة التصرف وليس إبداء المواقف فقط. كما يتعين عليهم أن يتحملوا المسؤولية القيادية، وأن يشاركوا بشكل مباشر في تنفيذ الحل الوحيد المتاح والمعقول والدائم، وهو قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة تتعايش سلمياً مع إسرائيل".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|