إسرائيل تستغلّ مأساة غزة وتشترط: الرهائن مقابل "المساعدات"!
تزداد معاناة سكّان قطاع غزّة ومآسيهم يوماً بعد يوم تحت وطأة الضربات الإسرائيلية الإنتقامية الموجعة التي تُحوّل حياتهم جحيماً، وسط انهيار دراماتيكي سريع في الخدمات الأساسية بفعل الحصار المُطبق، حيث لا كهرباء ولا مياه ولا وقود ولا دواء، فيما يقف القطاع الصحي على شفير الانهيار الكامل مع تدفّق جثث القتلى والمُصابين بأعداد هائلة. ومستغلّاً هذه الحالة الإنسانية المزرية، اشترط وزير الطاقة الإسرائيلي إسرائيل كاتس أمس إطلاق حركة "حماس" سراح الرهائن الذين خطفتهم لكي تُقدّم بلاده مساعدات إنسانية أو موارد إلى القطاع، وقال في بيان: "مساعدات إنسانية إلى غزة؟ لن يُشغّل مفتاح كهربائي ولن يُفتح صنبور مياه ولن تدخل شاحنة وقود، حتّى يعود المخطوفون الإسرائيليون إلى ديارهم".
وبينما تنهمر آلاف أطنان القذائف فوق رؤوس الغزاويين، صادق الكنيست الإسرائيلي على "حكومة الطوارئ" طوال مدّة الحرب بتأييد 66 نائباً مقابل 4. وسارع عضو المعارضة بيني غانتس و4 أعضاء من حزبه إلى تأدية اليمين كوزراء في الحكومة التي رفض زعيم المُعارضة يائير لابيد الإنضمام إليها، متّهماً الحكومة بـ"فشل لا يُغتفر".
أمّا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقال أمام الكنيست قبل التصويت: "الوحدة التي نبنيها تبعث برسالة قوّة كبيرة"، متعهّداً بـ"تدمير حماس"، إذ إن "هذه الحرب يجب أن تنتهي بأمر واحد هو الانتصار وتصفية حماس". واتهم "حماس" بأنها هي نفسها تنظيم "الدولة الإسلامية"، وقال: "لا خيار أمامنا سوى الحياة أو الموت. وسوف نمحي هذه الوحوش البشرية من على وجه الأرض"، فيما أوضح الجيش الإسرائيلي أن الهجوم العسكري على "حماس" يُركّز على "القضاء" على كبار قادة الحركة الإسلامية، بما في ذلك رئيسها يحيى السنوار.
وأكد نتنياهو أن بلاده حصلت على دعم أميركي كبير وجسر جوي من العتاد والسلاح، مشيراً إلى أنّه سيلتقي وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم، بعدما التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس، في وقت كشف فيه الأخير أن واشنطن تعمل على ضمان ألّا تكون هناك جبهة ثانية وثالثة في النزاع بين "حماس" وإسرائيل، مؤكداً أنه طالما أن الولايات المتحدة موجودة فإنّ إسرائيل "لن تكون وحدها أبداً".
وبينما يلتقي بلينكن مع الملك الأردني عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس في عَمّان، أشار إلى أنّه سيلتقي في الأيام المقبلة مع زعماء السعودية والإمارات ومصر وقطر من أجل "الضغط لعدم توسّع النزاع، واستخدام تلك الدول نفوذها مع حركة "حماس" لإطلاق سراح المحتجزين فوراً وبلا شروط، ومناقشة كيفية مواصلة تحقيق رؤية الإقليم كمنطقة تتمتّع بالسلام والازدهار، والأمن والتكامل".
وكان بلينكن قد قال على مسامع نتنياهو في وقت سابق: "أقف أمامكم ليس كوزير خارجية للولايات المتحدة فقط وإنّما كيهودي أيضاً فرّ أجداده من القتل... أقف أمامكم كزوج وأب لأطفال صغار"، معتبراً أن ما فعلته "حماس" من "وحشية ولاإنسانية يُعيد إلى الأذهان أسوأ ما فعله تنظيم داعش"، في حين أكد وزير الدفاع الأميركي أن الجيش الأميركي لا يضع شروطاً على مساعداته الأمنية لإسرائيل، مشيراً إلى أن واشنطن "تتوقع من جيش إسرائيل المُحترف أن يفعل الصواب".
وكان لافتاً بالأمس إعلان الحكومة البريطانية نيّتها إرسال سفينتَين تابعتَين للبحرية الملكية وطائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط "لدعم إسرائيل وتعزيز الأمن الإقليمي ومنع أي تصعيد"، بينما رأى الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ أن الوضع في الشرق الأوسط غير مطمئن، معبّراً عن قلقه من احتمال "انتهاز جهات مثل "حزب الله" أو إيران الوضع".
وفي السياق، أوضح المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أن الولايات المتحدة لم تستبعد أي خيار يتعلّق بالرهائن الأميركيين لدى "حماس"، مؤكداً أن واشنطن تُراقب "حزب الله" عن كثب، وأنها لا تُريد اتساع رقعة الصراع، في وقت اعتبر فيه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان خلال لقاء مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في بغداد أن "جبهة جديدة" ضدّ إسرائيل في الشرق الأوسط تعتمد على "تصرّفات" الدولة العبرية في غزة.
وإذ قال عبداللهيان إنّ "مسؤولين في بعض الدول يسألوننا عن إمكانية فتح جبهة جديدة في المنطقة"، أضاف: "قلنا لهم إنّ جوابنا الواضح في ما يتعلّق بالاحتمالات المستقبلية، هو أنّ كلّ شيء يعتمد على تصرّفات الكيان الصهيوني في غزة". بالتوازي، كشف تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" أنّ مسؤولين من الولايات المتحدة وقطر اتفقوا على منع إيران من استخدام أصول بقيمة 6 مليارات دولار.
وكان وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد بحث مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال أوّل مكالمة هاتفية بينهما، الحرب الدائرة بين إسرائيل و"حماس". ونقلت وكالة "واس" في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء عن بن سلمان تأكيده على مسامع رئيسي أنّ "المملكة تبذل الجهود المُمكنة بالتواصل مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية لوقف أعمال التصعيد الجاري".
كما شدّد ولي العهد على "موقف المملكة الرافض لاستهداف المدنيين بأيّ شكل وإزهاق أرواح الأبرياء، وعلى ضرورة مراعاة مبادئ القانون الدولي الإنساني"، متمسّكاً بـ"موقف المملكة الثابت تجاه مناصرة القضية الفلسطينية ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق السلام الشامل والعادل الذي يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة". كما تحدّث بن سلمان هاتفيّاً مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فيما دعت البرازيل التي تتولّى حاليّاً الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع جديد للمجلس اليوم لبحث الحرب.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|