جعجع طالب ميقاتي ومولوي بالإعلان رسميا إمساك الدولة بالحدود مع سوريا
واشنطن: على إيران أن تختار بين بشّار الأسد أو محمّد ضيف
ما هي إلا ساعات قليلة على ورود أنباء عمّا حصل في إسرائيل إلى البيت الأبيض، حتى سارع الرئيس الأميركي جو بايدن، وقد أدرك حجم الخسائر الإسرائيلية، إلى إعلان دعم الولايات الأميركية المطلق لإسرائيل وأنّ واشنطن لن تكون حيادية في الحرب الدائرة مع "حماس"، مذكّراً العالم أنّ العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل لا تشبه أيّ علاقة لأميركا مع دولة أخرى.
جرت العادة أن تدعو واشنطن الأطراف إلى تجنّب التصعيد والتهدئة والامتناع عن "استعمال العنف المفرط". لكن هذه المرّة أيّد بايدن حقّ إسرائيل بالدفاع عن نفسها بكلّ الوسائل، وشجّع على ذلك قائلاً إنّه "واجب".
من يدعم إسرائيل أكثر؟
حظي اجتياح روسيا لأوكرانيا باهتمام واشنطن والإعلام الأميركي، لكنّ هذا الاهتمام لم يصل إلى حجم الدعم والاهتمام الأميركي بما يحصل في إسرائيل اليوم. يطال الانقسام السياسي الأميركي معظم القضايا الأساسية في الولايات المتحدة، سواء على مستوى السياسة الخارجية أو الأجندة المحلّية بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، بما في ذلك الاستمرار بدعم أوكرانيا حيث بدأ الجمهوريون يتململون من التكلفة المادّية المرتفعة للحرب في أوكرانيا. إلا أنّ الوضع يختلف حين يتعلّق الأمر بإسرائيل، فهي خبر محلّي وكأنّه يحصل في ولاية أميركية.
على المستوى السياسي يكمن الخلاف في من يدعم إسرائيل أكثر لا في مبدأ الدعم نفسه. الرئيس بايدن الذي يخوض انتخابات التجديد له في ظلّ تراجع شعبيته، تفوّق على الجميع ولم يترك مجالاً لأحد أن يوجّه انتقادات له. وقد انعكس ذلك على شعبيّته في إسرائيل حيث أصبح يوحي بالثقة أكثر من بنيامين نتانياهو. فقد اتّصل بعائلات المفقودين الأميركيين لمواساتهم، وهو ما زاد من الانتقادات الإسرائيلية لنتانياهو الذي لم يبادر إلى الاجتماع مع عائلات المفقودين بعد.
أثار الإعجاب اليهودي والإسرائيلي بأداء بايدن حفيظة الرئيس السابق دونالد ترامب الذي صبّ جامّ غضبه على نتانياهو متّهماً إيّاه بـ"الخيانة". فالحرب تشكّل فرصة لبايدن لتخطّي مشكلة عمره المتقدّم وتحويلها إلى ميزة مطلوبة نتيجة خبرته في أوقات الأزمات والحروب. ومن غير المستبعد أن يقوم بايدن بزيارة لإسرائيل في المستقبل القريب.
قد يكون هناك تباين في وجهات النظر في كيفية دعم إسرائيل وحمايتها. المتشدّدون ومعظمهم من الجمهوريين المؤيّدين لإسرائيل يريدون معاقبة إيران وتدفيعها ثمن ما حصل. فيما تتبع الإدارة الحالية استراتيجية التركيز على هزيمة "حماس" وعدم توسيع المعركة والاكتفاء بردع إيران وتوجيه تحذيرات علنية وعبر وسطاء لطهران والحزب بعدم التدخّل.
سارع البيت الأبيض إلى تأمين كلّ الدعم العسكري لتل أبيب للتأكّد من أنّ إسرائيل لديها ما تريد لضرب "حماس" وتحقيق أهدافها العسكرية في الحرب التي تشنّها على غزّة. ولهذه الغاية أرسل وزيرَي الخارجية والدفاع لإسرائيل للوقوف على حاجاتها.
هل تردع أميركا إيران؟
تريد إسرائيل أيضاً حمايتها من توسّع الجبهات، وتحديداً حدودها الشمالية في الوقت الذي ينهمك فيه جيشها بعملية عسكرية صعبة ومعقّدة في غزّة.
قد يكون تأمين المستلزمات العسكرية لإسرائيل المهمّة الأسهل لواشنطن مقارنة بردع إيران عن استعمال وكلائها في المنطقة وعلى رأسهم الحزب، وأيضاً منع الحزب من استعمال وكلائه من منظمات فلسطينية عبر الحدود اللبنانية والسورية.
لهذه الغاية أرسلت واشنطن حاملتَي طائرات إلى المنطقة في تهديد واضح لإيران والحزب.
بالتالي سيكون لوجود خيارات عسكرية أميركية في المنطقة دوران:
- احتواء إسرائيل من القيام بأيّ خطوة عسكرية خارج سياق ضرب "حماس" من خلال حمايتها من التدخّلات الخارجية.
- ردع إيران وتطمين حلفاء واشنطن في المنطقة إلى أنّ واشنطن لن تسمح لإيران بتهديد استقرارهم لانفتاحهم على إسرائيل.
يمكن أن تحوّل واشنطن أوراق إيران في المنطقة إلى أوراق ضغط عليها لردعها عن التدخّل المباشر في الصراع الحالي. فواشنطن تدرك تماماً أهمية نظام بشار الأسد لطهران وكم استثمرت إيران وحلفاؤها لإنقاذ هذا النظام. ولطالما تعرّضت واشنطن لانتقادات بأنّها غير جدّية بسياساتها لتغيير النظام في دمشق.
انتقال أميركا اليوم من سياسة العقوبات على النظام في دمشق إلى تفعيل سياسة مواجهة تعمل على إسقاطه، سيحرم إيران من موقع متقدّم يعني الكثير لطهران. وإنّ أيّ تحوّل في سياسة واشنطن في اليمن والتعاطي مع الحوثيين كمنظمة إرهابية سيحرم إيران أيضاً من موقع متقدّم تستخدمه للضغط على دول الخليج، وتحديداً المملكة العربية السعودية.
لهذا سيكون أمام طهران في الأيام المقبلة الاختيار بين محمد ضيف وإسماعيل هنية أو التضحية ببشار الأسد وعبد الملك الحوثي.
قبيل التوصّل إلى اتفاق نووي بين إيران والدول الغربية في عهد الرئيس باراك أوباما، وضعت إيران شروطاً في اللحظة الأخيرة، وهو ما دفع واشنطن إلى إرسال تهديد واضح إلى طهران عبر وسطاء يسألها إذا ما كانت تريد رؤية علم جبهة النصرة في دمشق، فسارعت إيران إلى الموافقة.
قد لا يختلف الوضع كثيراً في الأيام المقبلة.
مزفق حرب - اساس
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|