بين يوحنا المعمدان و”المعمداني”... الشيطان واحد!
يتصدّر مستشفى المعمداني الشاشات، ليس لإنجاز طبي أم عملية جراحية نوعيّة هذه المرة، بل ساحة لمجزرة إبادة هي الأعظم في أيامنا اليوم، "لا قتلى هناك، الجميع شهداء".
ذاك المستشفى يشبه يوحنا المعمدان، أما الفرق هو أن ذاك القديس عمّد بالماء أما "المعمداني" فتعمّد بالدم، وأبى إلا أن يكون ساحة تتكدس فيها آلاف الجثث، ساحة تنبعث منها رائحة الموت، ساحة تجتمع فيها الشهادة والعنفوان في أجمل صورة على الإطلاق.
يوحنا المعمدان، ذاك القديس الذي دعا الأطفال والعالم ليتعمدوا بالماء من أجل المسيح والحياة وخلاص النفس، لا يشبه حال مستشفى المعمداني الذي تعمّد بالدم والوحشية ليعيش بالظلمة والموت.
يوحنا المعمدان ضحى وعاش وحيدا في الصحراء، ومستشفى المعمداني ضحى ولكن ليس وحده، بل برفقة شعوب الكون من مشرقه إلى مغربه في حملة تضامن هي الأوسع نطاقاً.
يوحنا المعمدان نبي الحياة الأبدية الذي دعا الجميع للتوبة لأجل الحمل الذي سيُذبح لاحقاً وسيخلّص البشرية، لكن مستشفى المعمداني بات الحمل، ذُبح ونكّل به من كل حدب وصوب، تلطّخت جدرانه بدماء الأطفال والنساء، الحلقة الأضعف في أيام الحروب والشدائد.
يوحنا المعمدان إستشهد وقُطع رأسه تماماً كحال مستشفى المعمداني التي نهشت الوحشية أسرتها وسقوفها، تقطّعت أشلاءها ونهشت النيران جسدها الهش الذي يكافح بهدف تأمين الخدمات الطبية للغزاويين المحاصرين.
إستشهد يوحنا المعمدان وتلاميذه لأجل القضية، تماماً كحال مستشفى المعمداني الذي بات للشهادة والقضية عنوان، إستبيحت غزّة عن بكرة أبيها أمامه ولم ييقى متفرّجاً، بل خادمأً لمرضى السرطان والأورام حتى اللحظة الأخيرة.
كم يتشارك هذا المستشفى العظمة والتشابه مع القديس يوحنا الذي بقي حتى الرمق الأخير يبشّر بالمسيح أمام هيرودوس المتمثّل اليوم بحكام الغرب والمتواطئين والدولة اليهودية التي لم تتوان يوماً عن القتل والدمار والصلب على خشبة العار، متحدية قيم العدالة والإنسانية.
أيُعقل أن يختار "الله شعباً له" لن يكتب التاريخ عنه في صفحاته إلا الجرائم والمجازر في نعش الإنسانية التي ماتت اليوم أمام هول الفاجعة والمشاهد؟
إنه الدم بوجه الدم والقضية بوجه القضية لأجل الإنسانية والسلام.
لكن الشيطان واحداً... رومانياً كان أم إسرائيلياً.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|