عربي ودولي

"الأمور تتجه نحو الأسوأ".. هل إسرائيل قادرة على شن حرب على إيران؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

من المرجح أن يشكل هجوم حماس الصادم على إسرائيل نقطة انعطاف في الشرق الأوسط. وكما فرضت أحداث 11 أيلول 2001 تحولاً في النهج الأميركي في التعامل مع المنطقة، فإن الهجوم الذي شهده السابع من تشرين الأول والحرب الدائرة الآن من المرجح أن يفرض على إسرائيل إعادة ضبط سياستها في التعامل مع أعدائها، وخاصة في التعامل مع إيران.
 
وبحسب موقع "War On The Rocks" الأميركي، "إن سعي إيران للإطاحة بإسرائيل هو حجر الزاوية في سياستها الخارجية الإقليمية ويؤثر بشكل كبير على السياسات اللبنانية والسورية والعراقية. إنه عامل موجود في كل مكان في كافة الصراعات الإقليمية التي تعد إيران طرفًا فيها، بما في ذلك الصراع في اليمن، وبُعد سياستها الخارجية الذي ينطوي على أكبر احتمال لإشعال حرب أوسع نطاقًا. وعلى الرغم من أن إسرائيل لم تلق باللوم على إيران بشأن الهجمات، إلا أن إمكانية أن تلعب طهران بطريقة أو بأخرى دوراً في الرد الإسرائيلي في مرحلة ما أصبحت مرتفعة. وفي غضون ذلك، ستعتبر إيران أن الوضع المتدهور في إسرائيل والدمار في غزة يصب في مصلحتها الاستراتيجية".
 
وتابع الموقع، "بسبب البرنامج النووي الإيراني المتقدم وحملتها لنقل الأسلحة إلى وكلائها المتحالفين في لبنان وسوريا وغزة، تصاعدت حدة الخلاف الإيراني الإسرائيلي بشكل مضطرد في السنوات الأخيرة. إن تهديد إيران لإسرائيل واضح، فقد تمكنت من محاصرة إسرائيل من خلال جماعاتها، مثل حماس وحزب الله والجهاد الإسلامي الفلسطيني، التي تلتزم هي أيضاً بتدمير إسرائيل وتعتمد على سخاء طهران للحفاظ على قوتها المحلية وقوتها العسكرية. لكن في الحقيقة، إيران تفتقر إلى القدرة على توجيه ضربة ذات معنى داخل إسرائيل، أقله حتى الآن".
 
وأضاف الموقع، "في المقابل، وعلى الرغم من الحملة السرية الإسرائيلية الحازمة، لم يتم ردع إيران. إن ما حدث في السابع من تشرين الأول كان ثمرة جهود طهران المتواصلة لتعزيز الجماعات المسلحة الرافضة وتقويض شعور إسرائيل بالأمن. ومع ذلك، فإن حماس ليست سوى جزء واحد من استراتيجية إيران الأوسع والمتعددة الجوانب. وحتى لو نجحت إسرائيل في تدمير حماس أو إضعافها بشكل دائم، فإنها لن تضع حداً للتهديد الإيراني، ولهذا السبب فمن المرجح أن تكون حرب غزة بداية لما سيصبح حريقاً أكبر وأطول أمداً وأكثر تعقيداً. وهذا لا يعني بالضرورة أن ذلك سيؤدي إلى حرب إقليمية مفتوحة، لكنه يشير إلى أنه من غير المرجح أن تكون إسرائيل راضية عن ضرب غزة وحدها، وأنه من المرجح، في مرحلة ما، أن تحول انتباهها إلى إيران".

 
وبحسب الموقع، يبقى الدور الذي لعبته إيران في أحداث السابع من تشرين الأول غير واضح. وورد أن المتحدث باسم حماس، غازي حمد، قال لـ"بي بي سي" إن حركته "حصلت على دعم مباشر للهجوم من إيران". وتشير الطبيعة غير المسبوقة لتسلل حماس إلى الحاجة إلى المساعدة الخارجية. ولكن، في حين أشاد المسؤولون الإيرانيون بالهجمات، إلا أنهم نفوا تورطهم فيها. ولم يستنتج المسؤولون الأميركيون أيضاً أن إيران لعبت دوراً مباشراً، حتى لو اعترفوا بأن دعمها العسكري لحماس يشير، على أقل تقدير، إلى وجود صلة غير مباشرة. ولذلك، فإن الأدلة المتعلقة بأي تورط إيراني محتمل حتى الآن ضئيلة ومتناقضة".

موقف غير مرغوب فيه
 
وبحسب الموقع، "حتى لو استنتج المسؤولون الإسرائيليون أن إيران متورطة، فإن التسرع في هذا الاستنتاج سيشكل خطرا أكثر مما قد يشكل فرصة. إذا تأكدت إسرائيل أن إيران تقف وراء هذا الهجوم، فسيتعين عليها الرد. وبما أن العمليات في غزة وأزمة الرهائن لا تزال تتكشف، فإن إسرائيل ليست في وضع يسمح لها بتوسيع الصراع. أما الولايات المتحدة فهي في وضع مختلف، فمع تركيزها على أوكرانيا والصين، أصبحت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أقل اهتماما بتفاقم التوترات مع إيران، ناهيك عن التورط في حرب أخرى في الشرق الأوسط. من جانبها، هددت إيران ووكلاؤها بالانتقام إذا وسعت إسرائيل الصراع أو إذا تدخلت الولايات المتحدة. وفي الواقع، هناك أيضاً احتمال حقيقي جداً بأن تتوسع الحرب إلى لبنان. لكن، لا تستطيع إسرائيل خوض حرب متعددة الجبهات بسهولة، ومن المرجح أن تسعى إلى تجنب التصعيد غير الضروري مع إيران ووكلائها طالما استطاعت ذلك".
 
وتابع الموقع، "بقدر ما قد ترغب كل من إسرائيل والولايات المتحدة في تجنب صراع أوسع نطاقا، فإن إيران وحلفاءها يمكن أن يهاجموا أيضا، مما يؤدي إلى تصعيد غير مقصود. وعلى الرغم من أن الكتلة الإيرانية ربما لا تسعى إلى حرب مفتوحة أوسع نطاقا، فمن الواضح أنها تشعر بالارتياح عند الدخول في مثل هذه الحرب، خاصة عندما ترى أن إسرائيل ضعيفة وأضعف من أي وقت مضى".
 
ورأى الموقع أنه "ربما تم تحديد توقيت الهجمات عمدًا لعرقلة التقارب السعودي الإسرائيلي، لكن من غير المرجح أن يكون الدافع وراءها هو هذا فقط. فقد صمم الحرس الثوري الإسلامي أنظمة أسلحة مخصصة لحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، مما يمكّن تلك الجماعات من إنتاج صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى بمواد صناعية رخيصة الثمن ومتوفرة بسهولة، كما وزود حزب الله بالصواريخ والقذائف المتقدمة والذخائر الموجهة المضادة للدبابات والسفن، والطائرات المسّرة القادرة على ضرب عمق إسرائيل. ونتيجة لذلك، يستطيع حزب الله وحماس استهداف معظم المراكز السكانية الإسرائيلية الرئيسية بأسلحة تحلق فوق الأفق، وعلى الرغم من أن إسرائيل تمتلك أنظمة دفاع جوي متقدمة للغاية، إلا أنه من الممكن لهذا الأسلحة استهداف المدنيين الإسرائيليين وقتلهم".
 
وتابع الموقع، "إلى جانب الصواريخ والطائرات المسيّرة التي نشرها الحرس الثوري الإسلامي في سوريا، وصواريخه الطويلة المدى والدقيقة للغاية في الداخل، فإن إسرائيل تجد نفسها محاطة عمليا بتهديد متعدد الجوانب عابر للحدود الوطنية. وحتى مع قوتها العسكرية المتفوقة، فإن إسرائيل لا تستطيع القضاء على هذه الأسلحة بسهولة. إن العمليات الإسرائيلية الحالية في غزة تجري على النحو الذي كانت تتوقعه حماس وإيران على وجه التحديد، وهم يدركون أن إسرائيل لا تستطيع أن تحارب حماس بجدية من دون قتل الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال في هذه العملية. وكلما تزايد عدد القتلى من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء، كلما فقدت إسرائيل موقفها الأخلاقي الرفيع، وكلما تزايدت المشاعر الإقليمية ضد إسرائيل. وقد منح هذا الواقع إيران الثقة في أن استراتيجيتها تجاه إسرائيل ناجحة. وسواء كانت متورطة بشكل مباشر أو من خلال توفير الوسائل، فإن هجوم حماس، ورد فعل إسرائيل، والمذبحة التي ستجلبها حرب جديدة في غزة، كل ذلك من شأنه أن يعزز الأجندة الإيرانية".

 
وختم الموقع، "ما هو مؤكد هو أن الأمور تتجه نحو الأسوأ. إن خطر التصعيد حقيقي للغاية، كما أن احتمال نشوب حرب إقليمية أوسع نطاقاً قريب. في الواقع، قد يكون هذا بداية لدورة جديدة خطيرة في الصراع الإيراني الإسرائيلي، أي حرب ليس لها حدود أو نقاط نهاية واضحة".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا