الصحافة

المعارضة تتقارب رئاسياً... ومناقشة أسماء للترشيح

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تدخل البلاد أسابيع حاسمة على مشارف تظهير المقاربات الرئاسية الخاصة بالقوى البرلمانية، وسط تقدّم عرفته الأيام الماضية على صعيد مداولات الكتل المعارضة.

وبدأت تتضح تراسيم بعض الوجوه المقترحة كمتلائمة مع المؤهلات التي يؤكّد السياديون على أولويّتها. ويبقى الانتقال إلى تأمين التوافق مع غالبية نواب الأكثرية التعدّدية على الأسماء المتأهّلة إلى المرحلة النهائية واختيار إسم مرشّح واحد على الطاولة. وإذ ينهمك نواب المعارضة حالياً في مرحلة "ترسيخ" صور الشخصيات المقترحة من قبلهم فوتوغرافياً عبر تثبيتها وحمايتها من الحرارة السياسية المرتفعة التي قد يعتمدها الخصوم، يُنتظر الوصول إلى خطوة "طباعة صورة" مرشح أوحد والإعلان عنها في غضون أسابيع والسعي إلى تظهيرها كصورة رسمية للرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية بعد الاستقلال. وتشير معلومات "النهار" إلى أن الأسماء المتداولة على نطاق عدد من الكتل السيادية التي تعقد اجتماعات للتشاور في الموضوع الرئاسي ليست خارجة عن السياق الطبيعي؛ وهي تتراوح حتى اللحظة بين رئيس "حركة الاستقلال" النائب ميشال معوّض والرئيس التنفيذي لـ"مشروع وطن الانسان" النائب نعمة افرام إضافة إلى أسماء سيادية من خارج الندوة البرلمانية.

وتُطرح فكرة لا تزال في إطار التداول لناحية ترشيح معوّض في الدورة الأولى انطلاقاً من تجمّع نيابي داعم قوامه أربعين نائباً واستطلاع ظروف المعركة العامة قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية، بما تشمله من احتمالات المتابعة أو الانسحاب لمصلحة مرشح آخر. ويمكن التعبير عن نتائج مهمّة للمداولات المؤكدة ضرورة التعاون النيابي بين كتل المعارضة، وعلى رأسها تكتل "الجمهورية القوية" والكتلة #الكتائبية. وكان بارزاً حضور النائبين نديم الجميّل وسليم الصايغ في قداس الشهداء بمعراب. وحصل التلاقي مع "القوات" وسط مبادرة اتّخذت بعد نتائج انتخابات رئاسة مجلس النواب ونيابة رئاسة البرلمان. وكان ثمّة حرصٌ من المكوّنين على ضرورة التنسيق والتشاور. وعقدت اجتماعات بعيدة من الأضواء ضمّت رئيس الكتائب سامي الجميّل والنائب جورج عدوان. ثم استُكملت اللقاءات التشاورية عبر النائب الصايغ. وتوافق الحزبان على تقويم المرحلة الماضية وتنسيق العمل البرلماني المقبل بما يشمل انتخابات الرئاسة. ويأتي حضور الوفد الكتائبي قداس الشهداء في معراب كمعطى سقبته مرحلة التقارُب مع "القوات"، مع الإشارة إلى أن 6 نواب بين المدعوين من تكتل "الجمهورية القوية" أكّدوا بدورهم حتى اللحظة حضور ذكرى استشهاد الرئيس بشير الجميّل التي يقيمها الكتائب يوم الأربعاء في الأشرفية.

وتؤكّد مصادر كتائبية رسمية مطلعة على فحوى المشاورات لـ"النهار" أن هناك مبادرات ونية لدى معظم المعارضين للوصول إلى مرشّح واحد رئاسياً، في ظلّ وعيٍ عام بأهمية اختيار مرشّح قادر على استعادة علاقات لبنان العربية والدولية. وإذا كان لدى كلّ حزب أو مجموعة نيابية رؤية للوصول إلى هذا الهدف، لكن المعطى الجيّد متمثّل بالتشاور المكثّف والكلام الدائم بين نواب المعارضة إلى جانب اللقاءات التي تحصل برلمانياً بين الكتائب وكتلة "تجدّد" والنواب التغييريين وبعض المستقلّين. وتضيء المصادر على حصيلة نيابية مهمّة تستمرّ المساعي لجمعها، إذا تواردت مؤشرات عن أسلوب من التحدي على صعيد الفريق الخصم. وهنا، تسعى المعارضة لجمع 43 نائباً كعدد بات مؤمّناً نوعياً، في وقت يتمثل الهدف الكبير في ترسيخ سبل الفوز للمرشح السيادي كشخصية واضحة في مواقفها المضادة لـ"حزب الله" مع أهمية وضعها تصميمها ومشروعها السياسي. ويبقى الأهم في تحوّل التقارب بين الكتل المعارضة إلى وحدة موقف يشمل جميع نواب الأكثرية التعددية.

وعلى مقلب النواب السياديين المستقلين، تلفت المعطيات إلى أن مشاورات قائمة بينهم للوصول إلى مقاربة واحدة تجمعهم من جهة، وبين قسم منهم ومجموعة من النواب التغييريين وأعضاء كتل نيابية وازنة أبرزها "الجمهورية القوية" والكتائب و"اللقاء الديموقراطي". ويحضّر النواب المستقلّون والتغييريون سلّة من الأسماء الرئاسية لضمها والاختيار في ما بينها. وتستتبع هذه الخطوة بمرحلة فرز الأسماء ومناقشتها بين الكتل المعارضة في كليّتها. ويسعى بعض النواب المستقلين أولاً للتوحّد على نماذج تنال إجماعاً يشمل زملاء لهم من الوجوه النيابية المستقلّة. ويبدو النائب غسان سكاف من بين المتحمسين للوصول إلى وحدة سريعة للمعارضة. ويقول لسان حاله، هو الذي حضر قداس الشهداء في معراب، إن المشاركة أتت من مبدأ ضرورة أن تستوعب المعارضة الجميع؛ فيما لا يمكن احتمال الفراغ الرئاسي لأن البلاد لا تستطيع الانتظار. وفي رأيه، ستتضافر الجهود بهدف الوصول إلى قواسم مشتركة بين نواب الأكثرية تنتج مرشحاً أوحداً للرئاسة قبل انتهاء المهلة الدستورية. ويراهن على أن الكتل البرلمانية تعلّمت الكثير من انتخابات نائب رئيس مجلس النواب، في وقت الظروف متغيّرة حالياً والمشاورات تتقدّم بدءاً من التأكيد على المواصفات الرئاسية ووصولاً إلى مناقشة الأسماء والاختيار. ويحذّر سكاف من تبعات الفراغ الرئاسي بالمقارنة مع عام 2014 باعتبار أن الوضع ليس مشابهاً. وكانت تبلغ حسابات مصرف لبنان يومذاك 60 مليار دولار، لكن الاحتياطي الالزامي انخفض راهناً إلى 6 مليارات. وينذر المصرف المركزي بأن الأموال لا تكفي حتى شباط المقبل. ولا ترف وقتٍ للقول إن الفراغ الرئاسي يمكن أن يغيّر المعطيات مستقبلاً. ويقرأ أن البعض "واهم" في التعويل على مراوحة بانتظار تبدّل الظروف، باعتبار أن الأوضاع لن تتغيّر وليس بالاستطاعة تحمّل أشهر الفراغ لئلا تتفاقم الأزمة الاجتماعية.

 "النهار"- مجد بو مجاهد

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا