انخفاض كبير في "المناعة" الأوروبية ظهر في حربَي أوكرانيا وغزة... لماذا؟
لماذا تبدو أوروبا على خط المواجهة الأول مع كل الأحداث العالمية ونتائجها؟
الحرب
ففي الحرب الروسية على أوكرانيا، كانت الشعوب الأوروبية أكثر من عانى من نتائج المواجهة على مستوى الطاقة، والاقتصاد، ومستقبل اليورو، واستنزاف الموارد في المساعدات الإنسانية والعسكرية لكييف.
وفي الحرب الحالية بين إسرائيل وحركة "حماس"، نجد أن أوروبا من أوّل المتأثّرين بها، من خلال بعض التطوّرات الأمنية التي يمكن طرح الكثير من علامات الاستفهام حولها.
تطرُّف
أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى أن أوروبا تشهد تصاعداً في "الإرهاب الإسلامي"، وأن جميع دولها مهدّدة، وذلك بعد مقتل مُدرِّس في فرنسا على يد شاب متطرّف يوم الجمعة الفائت، وبعد مقتل مُشجّعَيْن سويديَّيْن في بروكسل قبل أيام، في عملية مرتبطة بالتطرّف أيضاً.
فهل يمكن أن تشهد أوروبا تصاعُداً في مثل تلك الأحداث مستقبلاً؟ ولماذا تدفع (أوروبا) أكثر الأثمان في كل أنواع المواجهات العالمية التي تحصل، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو إيديولوجية؟
صادمة
اعتبر رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة العميد المتقاعد هشام جابر أن "السبب في أن أوروبا تدفع وستدفع أكبر الأثمان أكثر بَعْد، هو حماقة وتعصّب حكام دولها، لا سيّما أكبر الدول الأوروبية".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "موقف المسؤولين الأوروبيين صدمنا وصدم العالم. فبريطانيا هي أساس المشاكل في العالم أصلاً، وهي التي صنعت إسرائيل. ولكننا كنّا ننتظر من فرنسا أن تكون معتدلة نظراً لما لديها من اتّصالات مع جميع الأطراف. ولكن مواقف ماكرون من الحرب في غزة كانت صادمة. ومثلها المواقف الإيطالية أيضاً. أما (المستشار الألماني أولاف) شولتس، فزار إسرائيل خاضعاً، وأدلى بتصريحات تتجاوز ما يقوله الإسرائيليون أنفسهم. وبذلك، صدمت أوروبا الشعوب العربية والإسلامية".
تفكُّك أوروبا
وأشار جابر الى أنه "معروف من يسيطر على أميركا وعلى حكومات ورؤساء الدول الأوروبية، وهي القوى الصهيونية. فماكرون أتت به عائلة روتشيلد الى السلطة في فرنسا، فيما المستشار الألماني (شولتس) يعاني من عقدة النازية، وهو يحاول الاستثمار بقضايا اليهود الذين اخترعوا قصّة المحرقة المشكوك فيها. وهذا يكشف أن الديموقراطية الأوروبية ليست سوى قشرة. ففي فرنسا مثلاً، يمكن لأي إنسان أن يشتم المقدسات، وأن يسخر منها برسوم كاريكاتورية أو بوسائل كثيرة أخرى، ويُعتبر ذلك حرية تعبير، وأما شتم اليهود أو إنكار المحرقة فيُعتبر عملاً عنصرياً، ومُعادياً للسامية، وجناية يحاكم عليها القانون".
وأضاف:"أوروبا دفعت ثمناً كبيراً في حرب أوكرانيا التي تستنزفها. وهي ستدفع المزيد من الأثمان بسبب سماحها للمتطرفين بأن يعبّروا عن كرههم وتعصّبهم تجاه غزة. والشعوب الأوروبية ستدفع الثمن أيضاً من جراء ذلك. والأعمال الإرهابية فيها قد تحدث بتدبير من القوى نفسها التي اخترعت "داعش"، وذلك بهدف زيادة الكره بين الأوروبيين من جهة، والعرب والمسلمين من جهة أخرى. هذا فضلاً عن أن الإتحاد الأوروبي سيتفكّك كالإتحاد السوفياتي في النهاية لأسباب عديدة، منها المشاكل الكثيرة بين دوله بسبب حرب أوكرانيا، خصوصاً أن الدول الأوروبية الصّغرى تتذمّر من نتائج الاستنزاف المستمرّ لها في تلك الحرب، ولا مصلحة لها بالمواجهة".
تغيير النّظرة
وردّاً على سؤال حول دور الدول العربية والإسلامية في تغيير نظرة أوروبا وشعوبها تجاه فلسطين والقضايا العربية، أجاب جابر:"هذا صعب جدّاً. فمقرّرات واجتماعات رابطة دول العالم الإسلامي ليست أكثر من حبر على ورق، ولا أحد يسال عنها، وأوروبا تدرك ذلك".
وتابع:"كل دولة عربية وإسلامية تتعامل مع باقي دول العالم بطريقة فردية، ووفق مصالحها، وهي لا تهتمّ بتغيير ذهنية أوروبا والعالم تجاه العرب والشعوب الإسلامية. طبعاً، التظاهرات دائمة في الدول الإسلامية، وهي قديمة، ولكنّها لا تغيّر في ذهنية باقي شعوب العالم تجاه القضايا العربية والإسلامية".
وختم:"رؤساء وأنظمة الدول العربية مركّبَة من جانب القوى العظمى أيضاً. ويمكن للأميركيين أن يُزيلوا أي نظام عربي بسُبُل كثيرة، وذلك كما فعلوا مع نظام (الرئيس المصري الراحل) حسني مبارك، ونظام (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين. فبعض الدول العربية صامدة كالجزائر وسوريا وتونس، لأن تركيبتها قادرة على فرض ذاتها. وأما باقي الدول العربية، فستضع أنظمتها تحت الخطر إذا عارضت أميركا".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|