مصلحة سوريا بتقليص نفوذ "حماس" فلسطينيّاً وعربيّاً فهل تتأثّر العلاقات السوريّة - الإيرانية؟
رغم المواقف السورية المُعادية لإسرائيل، والمُستنكرة لما يتعرّض له الفلسطينيون في غزة نتيجة الحرب الدائرة بين تل أبيب وحركة "حماس" منذ أكثر من أسبوعَيْن، إلا أن أكثر من مُراقِب يؤكد أن هناك مصلحة لدى دمشق بتقليص نفوذ الحركة ("حماس") في الملف الفلسطيني، نظراً الى ما سيكون لذلك من تداعيات على الملف السوري أيضاً.
العلاقة بإيران؟
فالثّقة بين النظام السوري و"حماس" ليست تامة. والعلاقات بينهما مرّت بصعود وهبوط متكرّر في مراحل عدّة، خصوصاً أن الحركة حاربت ضد الجيش السوري خلال الحرب السورية، وساهمت بدعم نفوذ التنظيمات المسلّحة بسوريا في أكثر من منطقة، ومرحلة.
فكيف ستستفيد سوريا من تقليص نفوذ "حماس" على مستوى القضية الفلسطينية إذا حصل بالفعل؟ وما تأثير ذلك على مستقبل العلاقات الإيرانية - السورية، لا سيّما أن إيران أحد أبرز الرُّعاة العسكريين لـ "حماس"؟
إضعاف "الأخوان"
شدّد مصدر مُواكِب لشؤون الشرق الأوسط على أن "أبرز المستفيدين دائماً من أي حرب على "حماس" هي سوريا. فأي إضعاف لتلك الحركة يُساهم بإضعاف بعض رعاتها العرب وتأثيرهم "الأخواني" في الأراضي والملفات السورية، سواء تلك المتعلّقة بالحرب، أو بالحلّ السياسي السوري في مدى بعيد".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "لا ردّة فعل سوريّة حقيقية على الغارات الإسرائيلية التي تساهم بإخراج المطارات السوريّة من الخدمة، حتى في أوان الحرب بغزة. فهدف تلك الغارات هو منع إيران من تفريغ شحنات من الأسلحة في سوريا، ومن توزيعها على عدد من التنظيمات العاملة بالقرار الإيراني في المنطقة، فيما لا تُظهر دمشق أي ردّة فعل فعليّة تجاه ذلك رغم الحديث عن وحدة ساحات في عزّ حرب غزة حالياً. وهذا يعني أن لا تعاطف سوريّاً مع "حماس"، ولا موافقة سوريّة على دعم إيران للحركة، خصوصاً إذا كان هذا الدعم سيمرّ بالأراضي السورية".
نقل الأسلحة
وأكد المصدر أن "ردّات الفعل السوريّة تجاه كل الحروب التي تتعرّض لها "حماس" في غزة، تطرح الكثير من التساؤلات في العادة. والرعاية الإيرانية للحركة تدفع سوريا الى الانزعاج من الوجود الإيراني فيها، وذلك رغم ما قدّمته طهران لدمشق خلال الحرب السورية".
وختم:"توجد موافقة سوريّة ضمنية على مَنْع الطائرات الإيرانية من نقل أسلحة الى سوريا. فعرقلة هذا المسار وصولاً الى منعه، سيُضعف ليس فقط التأثير الإيراني على القرار السياسي في سوريا مستقبلاً، بل (سيُضعف) أيضاً التنظيمات التي تغذّيها إيران، والتي تدعم عملها في سوريا ولبنان على أساس أنها حركات جهادية. فاستمرار تلك التنظيمات لا يصبّ في مصلحة دمشق في مدى بعيد".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|