عبودية حديثة في الدول العربية؟
يفيد تقرير جديد للأمم المتحدة أنّ العمالة القسرية (السخرة) والزواج القسري، وهما شكلا "العبودية الحديثة" كما تصفها المنظمة الدولية، منتشران في البلدان العربية أكبر من باقي دول العالم. فمعدلات العمل القسري في الدول العربية تصل إلى 5.3 حالات لكلّ ألف شخص، مقابل أوروبا وآسيا الوسطى (4.4 لكلّ ألف) والقارتين الأميركيتين وآسيا والمحيط الهادئ (3.5 لكلّ ألف) وأفريقيا (2.9 لكل ألف).
وفي التفاصيل، يبلغ عدد العمال القسريين في المناطق العربية 900 ألف عامل بحسب التقرير، وهو رقم منخفض إلّا أنّه يعتبر من المعدلات الأعلى عالمياً نسبة لعدد السكان.
ووفق التقرير فإنّ "السخرة منتشرة في كلّ بلدان العالم".
ويشرح التقرير أنّ النهج الأكثر شيوعاً للعمل بالسخرة هو حجب الأجور لإرغام العاملين على البقاء.
وقال المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة، أنطونيو فيتورينو، إنّ "هذا التقرير يؤكّد الحاجة الملحة لضمان أن تكون جميع عمليات الهجرة آمنة ومنظمة ومنتظمة".
وأضاف أنّ "الحدّ من تعرّض المهاجرين للعمل الجبري والاتجار بالأشخاص يعتمد أولاً وقبل كلّ شيء على السياسات الوطنية والأطر القانونية التي تحترم وتحمي وتحقق حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع المهاجرين، والمهاجرين المحتملين، في كافة مراحل عملية الهجرة، بغض النظر عن وضعهم".
لكن المشهد ليس نفسه في كلّ الدول العربية، فعلى سبيل المثال، اعتمدت قطر مجموعة من الإصلاحات التشريعية وغيرها من التدابير الرامية إلى ضمان حقوق وحريات العمال المهاجرين، وشرّعت الإمارات قانوناً لضمان حقّ عاملات المنازل المهاجرات في إنهاء عقود عملهن من جانب واحد، وفقاً للتقرير.
من جهة أخرى، أشار التقرير إلى وجود مؤشرات على هذا النوع من الاتجار في الصومال، وجنوب السودان، وسوريا، والسودان.
وأشار إلى وجود أدلة على تسخير الأطفال للعمل المسلح في هذه الدول أيضا.
ويمثل الزواج القسري الشكل الثاني من أشكال "العبودية الحديثة" بحسب التقرير، وهو ينتشر أيضا في المناطق العربية أكثر من أي مكان آخر في العالم، بالنسبة لعدد السكان.
ويقول التقرير إن الزواج القسري يحدث في كل منطقة من مناطق العالم.
وما يقرب من ثلثي جميع الزيجات القسرية، أي ما يقدر بنحو 14.2 مليون شخص، هي في آسيا والمحيط الهادئ. ويليه 14.5 في المئة في أفريقيا (3.2 مليون) و 10.4 في المئة في أوروبا وآسيا الوسطى (2.3 مليون).
لكن باحتساب عدد السكان في كل منطقة، فإن معدل انتشار الزواج القسري هو الأعلى في الدول العربية (4.8 لكل ألف نسمة)، تليها آسيا والمحيط الهادئ (3.3 لكل ألف نسمة).
وتم الإبلاغ عن زيادات في حالات زواج الأطفال والزواج القسري في أفغانستان وبنغلاديش والهند وإندونيسيا والسودان ومصر و اليمن والأردن والسنغال وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وفي العام الماضي، كان ما يقدر بنحو 22 مليون شخص يعيشون في زواج قسري، وهو ما يمثل زيادة قدرها 6.6 مليون شخص عن التقديرات العالمية لعام 2016.
ويبين التقرير أن أكثر من 85 في المئة من الحالات مدفوعون بضغوط الأسرة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|