كيف دعم "نتنياهو" تمويل "حماس" بالمليارات؟.. تساؤلات في إسرائيل!
بينما حذف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بيبي"، اليوم الأحد، تغريدة على منصة "إكس"، اتهم فيها قادة أجهزته الأمنية بالتقصير تجاه هجوم حركة حماس الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة يوم 7 أكتوبر الجاري، إذ يتفق الإسرائيليون، على مسؤولية نتنياهو عن ترك إسرائيل غير مستعدة لذا الهجوم.
في الوقت ذاته، تتجاوز الاتهامات الموجهة إلى نتنياهو الفشل في توقع أو منع هجوم حماس إلى تمكين الحركة عمدا لعقود من الزمن كجزء من استراتيجيته لتخريب حل الدولتين على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام، وفق لتحليل أجرته شبكة "سي بي سي نيوز" الأميركية واطلعت عليه "العربية Business".
وتنقل الشبكة في تحليل بعنوان: "كيف عادت سياسة نتنياهو تجاه حماس لتطارده وتطارد إسرائيل؟"، عن ميراف زونسزين من مجموعة الأزمات الدولية: "كان هناك الكثير من الانتقادات لنتنياهو في إسرائيل لوضعه سياسة لسنوات عديدة تعزز حماس وتبقي غزة على حافة الهاوية مع إضعاف السلطة الفلسطينية". "ولقد رأينا ذلك يحدث بوضوح شديد على الأرض".
ويتابع زونسزين: "(حماس ونتنياهو) يعززان بعضهما البعض، بمعنى أنهما يوفران لبعضهما البعض وسيلة لمواصلة استخدام القوة والرفض بدلا من تقديم التضحيات والتنازلات من أجل التوصل إلى نوع من الحل".
كان وزير دفاع نتنياهو المتشدد، أفيغدور ليبرمان، أول من أفاد في عام 2020 أن نتنياهو أرسل رئيس الموساد يوسي كوهين وضابط الجيش الإسرائيلي المسؤول عن غزة، هرتسي هاليفي، إلى الدوحة لحث القطريين على مواصلة إرسال الأموال إلى حماس.
واشتكى الزعيم اليميني حينئذ من أن "مصر وقطر غاضبتان من حماس وتخططان لقطع العلاقات معها. فيما ظهر نتنياهو فجأة كمدافع عن حماس".
تتمثل سياسة نتنياهو في "إبقاء حماس حية وتتحرك"، وبعد مرور عام من تسول حكومة نتنياهو الأموال لصالح "حماس"، أصبحت صور الحقائب المليئة بالنقود تذهب إلى حماس علانية. واستقال ليبرمان احتجاجا على سياسة نتنياهو تجاه حماس، والتي وصفها بـ"المرة الأولى التي تمول فيها إسرائيل "الإرهاب" ضد نفسها"، وفقا لشبكة "سي بي سي نيوز".
كما ندد وزير التعليم في حكومة نتنياهو نفتالي بينيت بهذه الأموال، واستقال أيضا.
ظلت العلاقة التكافلية بين نتنياهو وحماس محل ملاحظة لسنوات عديدة، من قبل الأصدقاء والأعداء. حتى إنه في 2013، قال يوفال ديسكين، الرئيس السابق لجهاز الأمن الإسرائيلي شين بيت، لصحيفة "يديعوت أحرونوت" اليومية: "إذا نظرنا إلى الأمر على مر السنين، فإن أحد الأشخاص الرئيسيين الذين ساهموا في تعزيز حماس هو نتنياهو، منذ ولايته الأولى كرئيس للوزراء".
في أغسطس/آب 2019، قال رئيس الوزراء السابق إيهود باراك لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن "استراتيجية نتنياهو هي إبقاء حماس حية ومزدهرة... حتى على حساب التخلي عن المواطنين في الجنوب... من أجل إضعاف السلطة الفلسطينية في رام الله".
وقال باراك إن المنطق الذي تقوم عليه هذه الاستراتيجية هو أنه "من الأسهل مع وجود "حماس" أن تشرح للإسرائيليين أنه لا يوجد من يجلس معه أو يتحدث معه".
يقول منتقدو نتنياهو إن حماس - بخطابها ومعاداتها الصريحة لإسرائيل ونيتها المعلنة بعدم تقاسم الأرض أبدًا - لعبت دوراً في أيدي رئيس الوزراء الإسرائيلي ليكون قادرا على إخبار الحكومات الغربية بأن إسرائيل ليس لديها "شريك" للسلام. وسمح دعم حكم حماس في غزة لنتنياهو بحصر السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وإضعافها، وتقسيم الفلسطينيين إلى كتلتين متعارضتين.
الدفع لـ"حماس" من أجل إضعاف "أوسلو"
في 12 مارس 2019، دافع نتنياهو عن مدفوعات حماس لكتلة حزب الليكود على أساس أنها أضعفت السلطة الفلسطينية المؤيدة لأوسلو، وفقًا لصحيفة "جيروزاليم بوست".
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دافع عن سماح إسرائيل المنتظم بتحويل الأموال إلى غزة، قائلا إن ذلك جزء من استراتيجية أوسع لإبقاء حماس والسلطة الفلسطينية منفصلتين.
وأضافت: "قال رئيس الوزراء أيضًا إن "كل من ضد الدولة الفلسطينية يجب أن يكون مع" تحويل الأموال إلى غزة، لأن الحفاظ على الفصل بين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحماس في غزة يساعد على منع إقامة دولة فلسطينية".
وبينما أصر نتنياهو على أنه لن يتم تحويل الأموال أو مواد البناء الممنوحة لحماس إلى الأغراض العسكرية. إذ يرى الجيش الإسرائيلي اليوم أن "حماس" تمكنت من تحويل الأموال والمواد المدنية إلى أغراض حربية.
وتنقل شبكة "سي بي سي" عن الجيش الإسرائيلي تحذيره في ذلك الوقت لنتنياهو، حسبما قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق غادي آيزنكوت لصحيفة معاريف. إلا أن نتنياهو تصرف "بشكل يتعارض تماما مع التقييم الوطني لمجلس الأمن القومي الذي قرر أن هناك حاجة للانفصال عن الفلسطينيين وإقامة دولتين".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|