دريان بحث مع زواره في أوضاع مؤسسات الدولة والمساعدات الإنسانية
تقرير لـ"The Telegraph": بوتين يجر الشرق الأوسط إلى حربه الخاصة
الصواريخ تتساقط والمباني تنهار والأطفال يبكون. هذه المشاهد المروعة ليست فقط في غزة وإنما في أوكرانيا أيضاً، ومضى على حدوثها أكثر من 18 شهراً.
وبحسب صحيفة "The Telegraph" البريطانية، "هذا الوضع يجعل من تدخلات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "الإنسانية" في ما يتعلق بالأحداث في غزة، خاصة بعد دعوة ممثلي حماس لزيارة موسكو الأسبوع الفائت، أكثر قساوة. فحَاوِلْ أن تُخبر طفلاً فَقَدَ أحد والديه في واحدة من آلاف عمليات القصف الروسية أن الكرملين يعتقد أنه لا يجب أن يُعاقب الأبرياء، من نساء وأطفال، على جرائم ارتكبها أشخاص آخرون".
وتابعت الصحيفة، "لكن في الحقيقة، في العالم الجيوسياسي غير الأخلاقي، تشكل الأزمة في الشرق الأوسط فرصة جيدة للغاية بحيث لا ينبغي لموسكو أن تفوتها. فللمرة الأولى منذ ما يقرب من عامين، تحول الاهتمام الدولي، على الأقل في الغرب، بعيداً عن "العملية الخاصة" الكارثية التي نفذها الكرملين في أوكرانيا، الأمر الذي منح بوتين فرصة العودة إلى الساحة العالمية. ومن هنا جاءت دعوته الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وزعماء مصر وإيران وسوريا، ظاهرياً للتفاوض على وقف إطلاق النار".
وأضافت الصحيفة، "منذ بدء عملية الغزو، كانت زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط لصرف الانتباه عن إخفاقات روسيا العسكرية تشكل أولية بالنسبة لموسكو. فقد أقامت علاقات وثيقة مع إيران، والتي يُعتقد على نطاق واسع أنها الداعم المالي والسياسي الأكثر أهمية لحماس، حيث اشترى الكرملين طائرات مسيّرة استُخدمت لمهاجمة كييف ومدن أخرى، في مقابل الحصول على معلومات استخباراتية وتمويلية كما زعم. ووصل نائب وزير الخارجية الإيراني، على باقري، نهاية الأسبوع الفائت إلى موسكو، كما والتقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بقيادة حماس في وقت سابق من هذا العام".
وبحسب الصحيفة، "حرص الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ربما أكثر من أي زعيم عالمي آخر، على المقارنة بين هجوم حماس وهجوم موسكو، وقال الأسبوع الماضي: "لدينا بيانات تثبت بوضوح شديد أن روسيا مهتمة بالتحريض على الحرب في الشرق الأوسط". لكن في الواقع ليست روسيا وحدها المستفيدة من الصراع، فهناك الصين الحريصة على حشد الدول العربية والدول الأفريقية، الأكثر تعاطفاً مع الفلسطينيين، إلى جانبها. ولهذا السبب، استخدمت موسكو وبكين حق النقض لمنع مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي يدين حماس ويدعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس. وخير مثال حتى الآن على العالم "المتعدد الأقطاب" الذي تسعى روسيا والصين إلى بنائه، انضم 130 مندوبا في التاسع عشر من تشرين الأول إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ في بكين للاحتفال بالذكرى السنوية العاشرة لمخطط الصين العالمي لبناء البنية التحتية، "الحزام والطريق". فإذا كان العالم بالفعل يدخل مرحلة "الحرب الباردة"، فقد شكل هذا اللقاء اللحظة التاريخية المناسبة".
وتابعت الصحيفة، "لكن إذا اعتقدت كل من موسكو وبكين أنهما لن تستفيدا إلا من هذه الأزمة، فقد تتعرضان للصدمة. فعلى الرغم من أن روسيا استغلت التردد الغربي للتدخل في سوريا، ما أدى إلى تعزيز مكانتها في المنطقة، إلا أن نفوذها هناك سيكون معرضا للخطر إذا قررت الولايات المتحدة وحلفاؤها العودة. كما وأن هذا من شأنه أن يجعل الجمهوريون المتشككون في تقديم الدعم لأوكرانيا والمؤيدون بشدة لإسرائيل ينقلبون ضد موسكو إذا أصبح يُنظر إليها على انها تندرج ضمن لائحة الدول التابعة لـ"محور الشر" الجديد، والتي تتضمن كل من إيران وحماس".
ورأت الصحيفة انه "في الوقت الحالي، يقدم الصراع نواح إيجابية أكثر منها سلبية لكل من بوتين وشي. فهذا الصراع سيثير الخلافات والغضب بين الدول الغربية التي تسعى الصين وروسيا إلى التقرب منها، فضلاً عن غض النظر عن حرب بوتين الدموية في أوكرانيا والدراسة التي يقوم بها لاحتلال تايوان لاحقاً. يستحق هذا الخلاف، حتى لو تسبب في مقتل العديد من المواطنين، المخاطرة بالنسبة لبوتين".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|