عربي ودولي

"حرب أسوأ في المستقبل".. "The Hill": لماذا لا تستطيع إسرائيل الفوز بالحرب؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عندما شنت حماس حربها ضد إسرائيل في السابع من تشرين الأول، توقع كثيرون تشكيل حكومة وحدة وطنية إسرائيلية، إلا ان حزباً واحداً فقط انضم إلى حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهو حزب الوحدة الوطنية بزعامة بيني غانتس وغادي آيزنكوت.

 
 
 وبحسب صحيفة "The Hill" الأميركية، "رفضت معظم أحزاب المعارضة الانضمام إلى الحكومة التي يقودها نتنياهو، إذا لم يشارك فيها كل من أفيغدور ليبرمان ويائير لابيد. في الواقع، لقد تولت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية مسؤولية اتخاذ القرار السياسي في هذه الحرب. وعلى الرغم من مرور ثلاثة أسابيع من القصف و17 عاماً من الحصار، لم تتمكن إسرائيل من كبح قدرة حماس على إطلاق الصواريخ في عمق إسرائيل. وفي الحقيقة، تفتقر الأخيرة إلى العمق الاستراتيجي، كونها من أصغر الدول في المنطقة والدول المجاورة لها معادية بشدة".

 
وتابعت الصحيفة، "لإسرائيل تسع محطات للطاقة، وقد ألحقت حماس ضرراً كبيراً بثاني أكبر محطة إسرائيلية بعد استهدافها بالصواريخ. إذا تمكنت حماس من إلحاق المزيد من الضرر في المحطات الكهربائية، فحينها ستُلحق ضرراً شديداً بالاقتصاد الإسرائيلي، وبنزوح 200 ألف من سكانها البالغ عددهم 7 ملايين نسمة، وبخسارة الاستثمارات والعائدات السياحة".
 
وأضافت الصحيفة، "من جهة ثانية، تمتلك إسرائيل تسع قواعد جوية، وبدونها لن يكون الجيش الإسرائيلي فعالاً، وتقع كل هذه القواعد في نطاق صواريخ حماس وحزب الله، حيث يتمتع الأخير بشكل خاص بقدرة على استهداف القواعد بشكل متكرر والتغلب على أنظمة الدفاع الصاروخية الإسرائيلية. كما ويستطيع حزب الله، بصواريخه، أن يقطع شوطا طويلا نحو تعطيل بعض القدرات العسكرية الجوية الإسرائيلية على الأقل. وعلى عكس الولايات المتحدة، التي يمكنها القتال من خلال حاملات الطائرات من مسافة آمنة، تفتقر إسرائيل إلى العمق الاستراتيجي اللازم لخوض حروب طويلة ضد أعداء يتمتعون بالقوة اللازمة. ولهذا السبب، سعت جاهدة إلى الحفاظ على قوة عسكرية عالية الجودة، وتفوق استراتيجي جوي، وحتى عام 2006، على القدرة على تحقيق النصر في الحروب بسرعة".
 
وبحسب الصحيفة، "تدرك إسرائيل أن جيرانها هم أعداؤها، وإذا رأوا أنها ضعيفة، فقد ينقلبون عليها، ما يعني أن كل حرب تواجهها إسرائيل هي بالمعنى الحقيقي حرب وجودية. وخير مثال على ذلك هو عدم قدرة إسرائيل على تحقيق انتصار حاسم في أي حرب منذ عام 1982، وأن حرب غزة عام 2023، أكثر من أي حرب سابقة أخرى، هي حرب الجيش بالكامل. لذلك، إذا تحطمت سمعة الجيش الإسرائيلي، فإن التصور بأن السلام مع إسرائيل هو رهان جيد قد اندثر، لأن المرء يصنع السلام مع عدوه عندما يعتقد أن هذا العدو قوي".

 
وتابعت الصحيفة، "مع إدراكهما لنقاط ضعف إسرائيل، استعد كل من حماس وحزب الله لحرب طويلة، حيث يستطيعان استهداف إسرائيل بشكل متكرر في العمق، كما وتدرك هذه الجماعات أنها بحاجة إلى الهجوم بطريقة تؤدي إلى زيادة ضعف إسرائيل الاستراتيجي. لقد حفرت هذه الجماعات الأنفاق في كل أنحاء لبنان وغزة، وربما بمساعدة حلفائها في سوريا والعراق، وطبعاً بقيادة إيران. كما وتمكنوا من خوض كل صراع مع إسرائيل، والبقاء على قيد الحياة، ودخول الحرب التالية بقدرات أكبر مما كانت لديهم في الحرب السابقة، بفضل عمق إيران الاستراتيجي ومواردها".
 
ورأت الصحيفة أن "هذا من شأنه أن يشكل مشكلة كبيرة حتى لو تمكنت إسرائيل من مواجهة مجموعات مثل حماس وحزب الله، ودفع أعدائها إلى التراجع بشكل دائم. ولكنها لا تستطيع. وحذر الجنرال إسحاق بريك، ئد الفيلق الجنوبي سابقا، من أن القوات المسلحة الإسرائيلية ليست مستعدة لحرب شاملة منذ عام 2018 على الأقل. وفي الواقع، تقتصر خبرة معظم الجنود في الجيش الإسرائيلي على حفظ الأمن في الضفة الغربية والقيام بدوريات خارج غزة، وانهارت القوات المخصصة لمنع حماس من الخروج من غزة في غضون ساعات في 7 تشرين الأول، كما وهُزمت فرقة غزة بأكملها، مما ألحق العار بالقيادة الجنوبية لغالانت".
 
وبحسب الصحيفة، "لم تنتصر إسرائيل في أي حملة برية كبرى منذ معركة مخيم جنين للاجئين في عام 2002. وفي عام 2006، فشلت في التقدم مسافة أربعة كيلومترات من إسرائيل إلى داخل لبنان للاستيلاء على بلدة بنت جبيل، حتى أنها فشلت في الاستيلاء بالكامل على مارون الراس، وهي قرية صغيرة تقع على بعد كيلومترين من الحدود. وفي الحقيقة، كان هناك الكثير من القلق في إسرائيل بشأن الدروس المستفادة من حرب لبنان عام 2006، مع العديد من التوصيات التي يفترض أن الجيش الإسرائيلي نفذها. لكن هذا لم يغير حقيقة أن إسرائيل كانت بالكاد قادرة على دخول حي الشجاعية في مدينة غزة في عام 2014، على الرغم من قوة النيران الساحقة، كما وأنها لم تحاول القيام بأي توغل بري كبير منذ ذلك الحين".
وتابعت الصحيفة، "لعل عدم اليقين بشأن قدرة إسرائيل على الفوز في الحرب هو الذي يدفع الانقسام السياسي في البلاد والافتقار إلى الوحدة في مواجهة التهديد الوجودي. فإذا كان هناك طريق واضح نحو النصر، والقضاء على حماس وترسيخ الردع، فإن الزعماء السياسيين سوف يصطفون للانضمام إلى نتنياهو، بدلاً من السماح له بمحاولة كسب الحرب بمفرده، أو فقط مع اثنين من الجنرالات الآخرين. وبهذا المعنى، فإن الافتقار إلى الوحدة يُعد إشارة قوية إلى أن هذه الحرب لن تنتهي بنجاح لإسرائيل وهذا بدوره يضمن أنه ستكون هناك حرب أخرى أسوأ في المستقبل".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا