إسرائيل تعمّق هجومها البري بمجزرة مروعة..400شهيد وجريح في جباليا

أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت مجزرة مروعة في مخيم جباليا ذهب ضحيتها أكثر من 400 شهيد وجريح. وأضاف أن "عدد الضحايا في مجزرة جباليا قد يكون الأكبر وقد يناهز عدد ضحايا مذبحة المستشفى المعمداني".

وتم تأكيد سقوط حوالي 100 شهيد حتى الساعة بالمجزرة الإسرائيلية التي استخدم خلالها جيش الاحتلال حوالي 6 طن من المتفجرات. وأوضح المتحدث باسم وزارة الصحة أنه "قد يكون هناك عدد كبير من الشهداء والجرحى لأن المنطقة مكتظة بالسكان".

ولفت إلى أن الوضع في المستشفى الإندونيسي الذي يستقبل ضحايا الكارثة "كارثي للغاية"، مشدداً على أن "ما تشهده جباليا ليست المجزرة الأولى للاحتلال بحق المدنيين في القطاع".

توغل بري مفخخ
وأتت المجزرة الوحشية فيما هاجمت قوات برية إسرائيلية الثلاثاء شمال قطاع غزة. وأصدر قائد المنطقة الجنوبية للقوات البرية الإسرائيلية العاملة في القطاع "أمراً بشن هجوم على حماس والمنظمات الإرهابية، مستخدما الدبابات والآليات المدرعة والجرافات.

وقال جيش الاحتلال في بيان، "أن قواته تخوض معارك مع مسلحي حماس في عمق غزة"، مضيفاً أنه في الساعات الأخيرة "خاضت قوات مشتركة من الجيش، بقيادة القوات البرية، معارك عنيفة في عمق أراضي قطاع غزة".

في المقابل، أعلنت المقاومة الفلسطينية أنها نصبت كمائن لجنود الاحتلال الإسرائيلي المتوغلين في قطاع غزة واشتبكت معهم في محاور عدة.

وفي اليوم الثاني من أكبر توغل إسرائيلي في القطاع المحاصر منذ إطلاق معركة "طوفان الأقصى"، أكدت المقاومة أنها دمرت آليات وحققت إصابات في صفوف جنود الاحتلال. وأعلنت كتائب القسام أنها فتحت النار صباح الثلاثاء، من أحد الكمائن باتجاه آليات متوغلة غرب منطقة التوام (شمال غربي قطاع غزة) واستهدفت 3 آليات إسرائيلية.

كما قالت القسام إن مقاتليها يخوضون اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال المتوغلة شمال غرب القطاع، مشيرة إلى أنهم استهدفوا آليتين بقذيفتين مما أدى لاشتعال النيران فيهما وأجهزوا على أحد الجنود من نقطة صفر. وأضافت أنها دمرت آلية إسرائيلية شرق معبر إيريز بعبوة ناسفة وقذيفتي "الياسين 105″، واستهدفت قوة راجلة إسرائيلية قرب معبر كرم أبو سالم (شرق رفح) بقذائف هاون.

كما أعلنت كتائب القسام أنها أجهزت على قوة إسرائيلية بعد دخولها مبنى في بيت حانون واستهدفت جرافة وآلية كانتا تؤمنان القوة الراجلة.

من جهتها، قالت سرايا القدس إنها استهدفت "حشداً لآليات العدو" شمال غربي القطاع بوابل من قذائف الهاون، مشيرة إلى أن مقاتليها أوقعوا قوة مدرعة إسرائيلية في كمين محكم شرق حي الزيتون على الأطراف الجنوبية الشرقية لمدينة غزة.

المرحلة المقبلة أصعب

وحذر محللون عسكريون إسرائيليون الثلاثاء، من أن المرحلة المقبلة من الحرب وتعميق توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي ستكون أصعب، ومن أنه يتوقع أن يتمكن مقاتلو حركة حماس من تحقيق "نجاحات تكتيكية".

وأشار المحلل العسكري في صحيفة "معاريف" طال ليف رام أن التحذير الأول هو أنه "إلى جانب نجاحات المرحلة الأولى في العمليات البرية، فإنه في هذا النوع من القتال ستكون هناك أيضاً نجاحات تكتيكية مؤلمة للعدو، ولكن أخطاء وإخفاقات أيضاً، ستجبي ثمناً بالأرواح".

والتحذير الثاني وفقاً لليف رام، يتعلق بأهداف الحرب. والهدفان اللذان حددهما المستوى السياسي "كبيران جداً، وهما القضاء على قدرات حماس العسكرية والسلطوية وإعادة المخطوفين". ورأى أن "استمراراً ناجحاً جداً للاجتياح البري في شمال القطاع وإنجازات ضد مركز أعصاب حماس في مدينة غزة لا يضمن تحقيق كلا الهدفين".

من جهته، رأى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل أن الوضع "سيكون أصعب لاحقاً. وحركة القوات تُذكّر بالعملية البرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في القطاع في 2009. لكن ثمة فرقين بارزين، الأول هو تزايد قوة حماس منذئذ وتحسن منظوماتها الدفاعية، وخصوصاً شبكة الأنفاق".

والأمر الثاني هو أن "الحكومة والجيش قررا هدفاً كبيراً، هو القضاء على حكم حماس وقدراتها العسكرية. ومثلما أشار الضباط الأميركيون لنظرائهم الإسرائيليين، فإنه لا يزال من غير الواضح كيف تتلاءم هذه العمليات مع هذا الهدف"، مشيراً إلى أن "الدعم الغربي لإسرائيل محدود الضمان. وهو مشروط بامتناع إسرائيل عن خرق القيود التي فرضها بايدن: احترام القانون الدولي، الحفاظ على ممرات إنسانية لحماية المدنيين الفلسطينيين والامتناع عن احتلال القطاع".