فن

الملايين لـ"نجوم غزّة"... ماذا ينتَظرُهم؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:

هل من المُمكن أن يُولد من رحم الدّمار والموت في غزّة نجوم ومشاهير؟ نعم، فبَين ليلة وضحاها، وكما تمّت عملية "طوفان الأقصى" الخاطفة، هكذا خطفت الشّهرة حياة نجوم جُدد من قطاع غزّة، 3 شبّان حصدت صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ملايين المُتابعات، فتحوّلت لوكالات أنباء موثوقة تنقلُ الحدث من عيونهم وفي أصواتهم.

شهرةُ هؤلاء تختلف كثيراً عن شهرة بعض النّاشطين على هذه المواقع، فهم لا يُسوّقون لمنتجات ومأكولات وملبوسات، بل يُعرّضون حياتهم للخطر لنقل الصّورة على أرض المعركة ومعاناة مليوني شخص مُحاصرين ينتظرهم الموت بين لحظة وأخرى. يبكون أحياناً أمام عدسات هواتفهم، يرتجفون أحياناً أخرى، يصوّرون الصّغار والكبار، المباني والدّمار، الأحياء والأموات، ويطلبون مساعدة العالم الذي لم يرأف حتى اليوم بأهل غزّة.

تحوَّلت بيسان عودة، من الحكواتيّة الطّريفة التي لا تُفارق البسمة وجهها والتي تنقل قصصاً مُختلفة في غزّة عن بيوت القطاع القديمة، وصناعة العسل الفلسطيني اللذيذ، وقصة محلّ الأنتيكا الذي عمره 35 عاماً، وأسماء شوارع غزّة، وأشهر المهن في المدينة، الى شهيدةٍ حيّة توثّق قصصاً مختلفة تحت القصف. ماذا يأكل الغزّاويون في الحرب؟ ماذا في يوميّات الأطفال المُشرّدين؟ ماذا بقي في المنازل المُدمّرة من أشياء صغيرة وقصص كبيرة قد لا تكتملُ بعد اليوم؟ رغم هول الحرب، استمرت بيسان بنشاطها المعهود على صفحتها ولو انّ رسالتها اختلفت...

أما بلستيا العقّاد، الصحافيّة الشابّة، فتحوّلت الى بطلة عندما كانت تصّور آثار الدّمار قرب المبنى حيث تعيش، وبدأ القصف أثناء تصويرها، وبدلاً من أن تخاف، بقيت مُتماسكة، فانتشر الفيديو في العالم ليُظهر صلابة الغزّاويّين. بلستيا اليوم تتنقّل من مكانٍ الى آخر مُعرّضة حياتها للخطر لتنقل الخبر لأكثر من مليون ونصف المليون مُتابع لها على موقع "إنستغرام". تنشرُ مذكّراتها عن الحرب، تردُّ على بعض المتابعين، تختفي لساعات ثمّ تعود... فتقول "بعدنا عايشين".

كم أصبح عزيزاً هذا المصوّر الشاب الذي دخل الى حياة كلّ مناصر لأهالي غزّة. العزّة في اسمه وفي عائلته، والشجاعة في قلبه المغوار، أمّا كاميرته التي تتنقّل من خطر الى آخر، فتصوّر ما لم ينقله أي إعلام على الأرض، وتشهدُ على آخر أنفاس لأطفال، وآخر لحظات تحت الركام، والدبّ الأحمر الذي بقي صامداً وسط مدينة لبست حلّة الموت. معتَزّ العزايزة، قد يكون المطلوب رقم واحد من قبل العدّو الاسرائيلي ليس لأنه ينتمي لـ"حماس" ولا لأنه يهدّد الكيان، بل لأنه يعرّي إسرائيل في كلّ منشور وصور أمام عيون العالم. ربما لهذا، طلب معتزّ الحماية الدوليّة، وقال: "إذا حصل لي أيّ مكروه، لن أسامح من كان بإمكانه أن يوقف هذه الحرب المجنونة ولم يفعل. أنا صحافيٌّ مستقلّ، أنقلُ ما يحصل في غزّة ولا أنتمي لأيّ مؤسّسة إعلاميّة أو جماعات حزبيّة".

عندما قُطعت الاتصالات والإنترنت عن قطاع عزّة، إنتفض الملايين خوفاً على حياة مُعتزّ وبلستيا وبيسان، آلاف الرّسائل على صفحاتهم تُرِكت: "أين أنتم؟"، "هل لا زلتم أحياء؟"، "من يعرف عنهم شيئاً؟". 

الأبطال الثلاثة أحياء حتى اليوم، وبعد اليوم أيضاً، ولو انّ لا ضمانات في أرض كُتب لها أن تعيش جحيماً مُتجدّداً، أن يموت فيها الأحياء والأموات، وأن يتخرّج منها أبطالٌ لم يطلبوا البطولة يوماً. 

البطلُ لا يموت في عيون محبّيه، أعني مُتابعيه، أعني كلّ مواقع العالم.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا